الامام الجواد معدن الجود والكرم
القسم : 3
شكرا لردكم الجميل الذي اسرني وعدم ردكم لم يحزنني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
بحارالأنوار ج : 50 ص: 85
عن كتاب الكافي:
عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ مِنْ أَهْلِ بُسْتَ وَ سِجِسْتَانَ قَالَ رَافَقتُ أَبَا جَعْفَرٍ فِي السَّنَةِ الَّتِي حَجَّ فِيهَا فِي أَوَّلِ خِلافَةِ الْمُعْتَصِمِ فَقُلتُ لَهُ:
وَ أَنَا مَعَهُ عَلَى المَائِدَةِ وَ هُنَاكَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَوْلِيَاءِ السُّلطَانِ ؛ :
إِنَّ وَالِيَنَا جُعِلتُ فِدَاكَ رَجُلٌ يَتَوَلاكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُحِبُّكُمْ وَ عَلَيَّ فِي دِيوَانِهِ خَرَاجٌ فَإِنْ رَأَيْتَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيْهِ بِالإِحْسَانِ إِلَيَّ. فَقَالَ :
لا أَعْرِفُهُ فَقُلْتُ :
جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنهُ عَلَى مَا قلتُ مِن مُحِبِّيكُمْ
أَهْلَ الْبَيْتِ
وَ كِتَابُكَ يَنفَعُنِي عِنْدَهُ فَأَخَذَ القِرْطَاسَ فَكَتَبَ :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مُوصِلَ كِتَابِي هَذَا ذَكَرَ عَنْكَ مَذْهَباً جَمِيلا وَ إِنَّ مَا لَكَ مِنْ عَمَلِكَ مَا أَحْسَنْتَ فِيهِ فَأَحْسِنْ إِلَى إِخْوَانِكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَائِلُكَ عَنْ مَثَاقِيلِ الذرِّ وَ الْخَرْدَلِ
قَالَ:
فَلَمَّا وَرَدتُ سِجِستانَ سَبَقَ الخَبَرُ إِلَى
الحُسَيْنِ بنِ عَبدِ اللهِ النيسَابُورِيِّ
وَ هُوَ الوَالِي فَاسْتَقبَلَنِي عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ فَقَبلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَى عَيْنَيهِ وَ قَالَ لِي: حَاجتُكَ؟
فَقلتُ :
خَرَاجٌ عَلَيَّ فِي دِيوَانِكَ قَالَ :
فَأَمَرَ بِطَرْحِهِ عَنِّي
وَ قَالَ :
لا تُؤَدِّ خَرَاجاً مَا دَامَ لِي عَمَلٌ ؛ ثمَّ سَأَلَنِي عَنْ عِيَالِي فَأَخبَرْتُهُ بِمَبلَغِهِمْ فَأَمَرَ لِي وَ لَهُمْ بِمَا يَقُوتُنَا وَ فَضْلا فَمَا أَدَّيْتُ فِي عَمَلِهِ خَرَاجاً مَا دَامَ حَيّاً وَ لا قَطَعَ عَنِّي صِلَتَهُ حَتى مَاتَ .
بيان اويس:
1 – ان سِجِستانَ هي ما تسمى اليوم بسيستان .
2 – ان ذوي الحاجة كانوا يستانسون
بالامام عليه السلام لتواضعه الذي لانظير له بحيث جاء للامام عليه السلام لطلب حاجته ولكنه رافق الامام عليه السلام الى الحج وهذا يدل على شدة استاناسه بالامام عليه والسلام ومن الرواية افهم انه كان يجلس في الطريق على مائدة الامام عليه السلام :
(فَقلتُ لَهُ و أَنَا مَعَهُ عَلَى الْمَائِدَةِ)
(اللهم ارزقنا الاقتداء في التواضع بائمتنا عليهم السلام )
3 – ان قوله جدا جميل حينما يقول للامام عليه السلام ((إِنَّ وَالِيَنَا جُعِلْتُ فِدَاكَ رَجُلٌ يَتَوَلاكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُحِبُّكُمْ وَ عَلَيَّ فِي دِيوَانِهِ خَرَاجٌ فَإِنْ رَأَيْتَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيْهِ بِالإِحْسَانِ إِلَيّ))
وكأن الرقة والرحمة ملازمة لموالي
اهل البيت عليهم السلام ولمن احبهم ولذلك علق طلبه لاعفاء ديونه على ولايته وحبه لاهل البيت عليهم السلام .
4 – ان قول الامام عليه السلام افهم منها نقطة جدا دقيقة :
((فقَالَ :لا أَعْرِفُهُ فَقلتُ : جُعِلْتُ فِداكَ إِنهُ عَلَى مَا قلتُ مِنْ مُحِبِّيكُم أَهْلَ البَيتِ وَ كِتَابُكَ ينفعُنِي عندَهُ))
انه بقوله عليه السلام لا اعرفه حافظ على دم الوالي وحَرسَه من اعين اعدائه وان لا يُتهم بوجود رابطة بينه وبين امامه .
5 – ((فَأَخَذَ الْقِرْطَاسَ فَكَتَبَ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مُوصِلَ كِتَابِي هَذَا ذَكَرَ عَنْكَ مَذْهَباً جَمِيلا وَ إِنَّ مَا لَكَ مِنْ عَمَلِكَ مَا أَحْسَنْتَ فِيهِ فَأَحْسِنْ إِلَى إِخْوَانِكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَائِلُكَ عَنْ مَثَاقِيلِ الذرِّ وَ الْخَرْدَلِ))
مع العلم ان الامام عليه السلام قال :
اني لا اعرف الوالي لكنه صدّق قول الرجل في نقل حب الوالي وولائه؛
وهنا جمال العطف الابوي للامام؛
- آه اين امامنا لنشكو له همّنا فليس لنا والدٌ يحنُّ علينا سواه -
؛ فكتب له الرسالة ؛ لكن بيّن ان حامل الرسالة هو الذي عرفه ومدحه وذكّرالوالي بيوم تطاير كتابه ودقة حسابه
وببركة الكتاب نال مناه ومراده
فالجواد امامنا حقا باب المراد لمن اراد .
(احرم نقل موضوعي بدون استاذان )
((سيد اويس الحسيني النجفي))





رد مع اقتباس
المفضلات