عــنــــــــــــــــجر .......... المركز التجاري في عهد الأمويين
بنى الأموّيون مدينة عنجر في القرن الثامن وقد عُرفت هذه المدينة بقناطرها وأقواسها الكبيرة وكانت المقر الصيفي للخليفة الأمويّ وليد الأوّل.
تقع عنجر في جنوب وادي البقاع وقد رأت النور من ألف وثلاثمئة عام تقريبا , وبالتالي تعتبر من أحدث المواقع الأثرية في لبنان وقد تمّ اكتشافها عن طريق الصدفة في العام 1949.
بقي الأمويوّن في الحكم حوالي مئة عام ، أسسّوا خلالها إمبراطورية كبيرة امتدت من اسبانيا عبر افريقيا الشمالية حتى وسط آسيا. أقرّوا العربيّة لغة رسمية في الإمبراطورية وعُرفوا بالإدارة والتخطيط الممتازين للمدينة وبرسم أول خطوط الفنّ والهندسة الإسلاميين. ولكن وللأسف لم تصمد مدينة عنجر طويلاً بوجه اجتياح السلالة العباسيّة التي خلفت السلالة الأمويّة.
نظراً لموقعها الجغرافي المتميّز - إذ انها تقع على مفترق طرق القوافل الرئيسية بين دمشق والساحل وبالقرب من عين غرّة و أرض البقاع الخصبة ، صارت موقعاً تجارياً داخلياً بامتياز يربط دمشق بالمتوسط. وهذا ما يمكن رؤيته بالعين المجردّة اليوم في بقايا المحلاّت التجارية الصغيرة التي تنتشر في الجادات المعمّدة ، وفي واجهات القصور ، كما في المساجد والحمّامات ، وفي المستودعات والمنازل .
تتربعّ عنجر على مساحة 114،000 متر مربّع محاطة بجدران حجرية محصنّة تقدّر سماكتها بمترين وارتفاعها بسبعة أمتار. أمّا فيما يتعلّق بهندستها ومعالمها الخارجية ، فيعتبر تصميمها المستطيل تصميماً رومانياً فيه مبانٍ حجرية مأخوذة عن الهندسة البيزنطية.
تقطع جادتان عريضتان عنجر من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب فتنقسم المدينة الى أربعة أقسام.
إن زيارة عنجر أكثر من مجرد زيارة موقع أثري متميّز . هي رحلة في الزمن تحملك الى أيّام الخلفاء الأموّيين حين كانت المدينة تعجّ بالتجار المتجهيّن الى كلّ أنحاء المعمورة .
صور
1
2
3
المفضلات