لفت انتباهي هذا الموضوع لحساسيته خاصة في أوائل الشهور وأواخرها
بين العلماء
فأحببت ان انقله لكم لربما نستفيد منه
الفلك والشهور القمرية (موضوعات اثارت الجدل )
هذا الموضوع كان _ ولا يزال_ مثار جدل في الساحة الفقهية الاسلامية السنية والشيعية على حد سواء حتى أخذ _أحيانا_ بآليات من التشنيع من قبل أنصار كل رأي تجاه الطرف الآخر
من الوجهة الثقافية يرتكز البحث هنا على ما تدل عليه النصوص الشرعية من تحديدات : لأن المسألة ليست مرتبطة باعتبارات تنظيمية تخضع لاستنسابات واستحسانات عامة .بل هي مرتبطة بتكاليف شرعية .أهمها الصوم والحج . يرجع أمر تحديد عناصرها للشرع نفسه
والفقهاء اتجاه هذه النصوص بين اتجاهين رئيسين
الاتجاه الأول : يرى أن النص يحصر اثبات الشهر القمري بالرؤية البصرية _ حصرا_ للهلال_ على اساس الحديث المتسالم على روايته (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) وهذه النتيجة اصطلح على تسميتها بموضوعية الرؤية .ولا يهم اصحاب هذا الاتجاه أن يبحث في مدى دقة علم الفلك .أو الأرصاد : لأن الموضوع الشرعي لم يجعل مرتبطا بنتائج هذا أوذاك .وقد يحلو للبعض أن يصطلح على نوعين من الشهور : شهر فلكي وشهر شرعي .
الاتجاه الثاني : يرى أن النص الديني _في بعض مفرداته _ يركز مسألة الواجبات الشرعية على أساس ثبوت الشهر.ويرى أن عنوان الشهر هو حقيقة كونية مرتبطة بحركة القمر التي لا علاقة لها بالانسان .وبالتالي يسمح هذا الاتجاه باعتماد أي وسيلة تثبت هذا العنوان في الواقع .وهو دخول الشهر وهذه النتيجة اصطلح على تسميتها بطريقية الرؤية
ولكن من المفروض على أصحاب هذا الاتجاه أن يجيبوا على أمرين
أ_ النصوص التي اعتمدها الاتجاه الأول .والتي توحي بمدخلية الرؤية البصرية في اثبات الشهر .وهنا يتجه البعض لاعتبار المقصود بالرؤية العلم .في حين يرى آخرون الى أن النص المشار اليه في دلالته على الرؤية البصرية .لا العلمية .ولكنه انما يؤكد عليها باعتبارها وسيلة لتحصيل اليقين بدخول الشهر .ويستدل ببعض النصوص التي جعلت الرؤية مقابل الشك والتظني .كما في الحديث القائل ( اليقين لا يدخله الشك .صم لرؤيته وأفطر لرؤيته ) او القائل ( ليست بالتظني ولا بالشك. ولكن بالرؤية )
ب _ أن معطيات العلوم الحديثة في الفلك .او في الأرصاد . ترقى الى مستوى اليقين . وليست من قبيل ما كان يطلق عليه في الماضي علم التنجيم
والحقيقة .أن هذين الأمرين يشكلان نقطتين اضافيتين للخلاف الفقهي في المسألة : لأن من يلتزم بأن الرؤية وسيلة للتحقق من دخول الشهر .قد يرى أن النص الديني لم يرض استخدام وسيلة أخرى .لخصوصية ما . وبالتالي لن يأخذ من يرى ذلك بمعطيات الفلك أو الأرصاد مهما بلغت درجة دقتها ويقينيتها .من البديهي أن من يشكك بمعطيات الفلك أو الأرصاد سيقتصر على الرؤية البصرية لعدم وجود طريق يقيني آخر لاثبات الشهر
حاولنا أن نرسم للبحث اطاره الثقافي .دون أن نخوض في تفاصيل أو نقاشات .فلذلك مجاله والله من وراء القصد
المفضلات