لماذا نقولها؟؟ ......متى؟؟.....و لِمَنْ؟؟
" كفى "
كلمة صغيـرة بحجمها، كبيـرة بفعلها، قد تتـعثر أحياناً على طرف اللسان، ربما بدافع من الخجل
أو خشية إحراج الآخرين وحفاظاً على مشاعرهم.
لكننا في بعض الأحيان لا نجد مفراً من استخدامها خاصة عندما يتعلق الأمر بعقيدة أو بكرامة أو بمبدأ.
لماذا نقول "كفى"؟؟
كي نوقف اليد التي تحاول أن تمتد إلينا بالأذى دون أن نؤذيها.
كي نحمي كرامتنا التي لا نملك سواها دون أن نهين الآخرين.
كي نمارس حريتنا التي وهبنا الله إياها دون أن نعتدي على حقوق الغير.
كي نمنح من ظلمنا فرصةً أخرى، علَّهُ يندم ويحجم عن ظلم الآخرين.
كي نمنح أنفسنا فرصةً لنختبر قوة إيماننا.
متى نقول "كفى"؟؟
فقط عندما نُجْبَرُ على الاختيار بين المـوت بطعنة سـافرة أو بطعنة غادرة، فنرفض الاثنتين ونختار الحياة.
فقط عندما نُجْبَرُ على الاختيار بين دور الضحيـة ودور الجـلاَّد، فنرفض الاثنين ونختار دور المقاوم.
فقط عندما نُجْبَرُ على الاختيار بين الصمت المعيب والكلام المعيب، فنرفض الاثنين ونختار الاحتجاج.
فقط عندما نُجْبَرُ على الاختيار بين الهروب والهجوم، فنرفض الاثنين ونختار الثبات.
فقط عندما نُجْبَرُ على الاختيار بين مصلحتنا ومصالح الآخرين، فنُصِرُّ على اختيار مصلحة الجميـع.
لِمَنْ نقول "كفى"؟؟
إلى من ناصبونا العداء، ولم نَكُنْ أعداءهم في يوم من الأيام.
إلى من تغضبنا إساءتهم، فيغيظهم غضبنا.
إلى من يرون التسامح ضعفاً، والصبر إذعاناً، والفضيلة غباء.
إلى من نشفق عليهم، ولا يسمحون لنا بمساعدتهم.
إلى من صمُّوا آذانهم إلا عن الفتنه، وأشاحوا بأبصارهم إلا عن المرآة،أوصدوا قلوبهم، أوصدوا عقولهم، ثم أطلقوا لألسنتهم العنان.
ويطلُّ علينا السؤال الأصعب:"كيف نقولها"؟؟
يكفينا أن نقولها باحترامٍ ووضـوح، بشجاعةٍ لا تحمل الوقاحة، بحزمٍ لا يحمل العنف،وبإصرارٍ لا يحمل الاسـتبداد. ولنتذكر أن الإنسان الذي يقف قبالتنا ليس عدواً لنا بل عدوٌّ لنفسه، وأن هدفنا الأول والأخير هو أن نساعده ونساعد أنفسنا على بناء حياة أفضل قوامها التـعاون والمحبـة والاحتـرام.
فإن نجحنا كان لنا ما أردنا، وإن فشلنا فلا حول ولا قوة إلا بالله.
المفضلات