آخر لقائي بجمال


شكرا لردكم الجميل الذي اسرني وعدم ردكم لم يحزنني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله فان جميع عائلتهم اصبحوا عائلة متدينة
وكان رياض يجرهم جرا نحو ما ابث لهم من مواعظ عن
اهل البيت عليهم السلام
وبدء اقربائهم يرون التغيير في سلوكيات العائلة ويرغبون بالايمان ؛
ففي يوم من الايام كنت جالسا مع الاخ جمال في مكتبة الكلية والاخ حسين من مدينة الثورة (سابقا)
ونتحدث مع بعض ؛ وكان يوم الخميس؛ كنت افكر محاولا ان يكون
جمال
من زوار الامام الحسين عليه السلام في ليالي الجمعة ولكنني كنت اخاف ان اضغط عليه فيفر مني
واليوم في المكتبة حيث كان يوم الخميس فوجدتها فرصة فقلت :
جمال تعال لنذهب هذه اليلة الى كربلاء لان فيها اجر عظيم والامام الحسين عليه السلام
يعيننا في امتحاناتنا ؛ فقبل جمال وهم ّ بالمجيئ لكن حسين صديقنا غفر الله له قال :
جمال لا تسمع للسيد كلامه فانها خرافات لابد ان تحضر الامتحان لكي تخرج الدرجة لك فقلت له:
وانا لا اخالفك في اعتقادك ابدا لكن ذهابنا ومجيئنا الى كربلاء لا يؤثر على زمان المطالعة ؛
ثم ليس كل من قرأ وفِق للامتحان والدرجة ؛ كم من طالب درس جيدا ويوم الامتحان مرض او حدث له حادث منعه من الجواب بمقدار ما تعب وكد في المطالعة ؛ فالامر هو هكذا علينا ان لا نقصر في المطالعة والتحصيل وفي النتيجة نتوكل على الله تعالى لحصول نتاج درسنا كالمزارع الذي يضع البذرة في الارض ويتوكل على الله الذي هو فالق الحب والنوى ؛ فقلت لهما تعالوا لنتعاهد على امر وهو اني ساذهب الى كربلاء لزيارة جدي
الامام الحسين عليه السلام وابا الفضل والشهداء وارجع احضر للامتحان فان كانت درجتي اعلى من درجتكم ففي كل ليلة جمعة نذهب معا الى كربلاء هل ترضون بهذا الاتفاق ؟
قال صديقي حسين وكانه احسست ان ضميره انبه حينما منع جمال من الزيارة فاسرع قائلا :
اتفقنا والحسين عليه السلام يشهد علينا باننا سناتي معك في كل ليلة جمعة .
تركتهم وذهبت للزيارة فلما وقفت امام الضريح المبارك قلت لامامي عليه السلام :
سيدى لا اعلم هل اخطأت ام اصبت في هذا العهد معهم لكن ماكان لي اي معرفة او اسلوب اخر بكيفية اثبات ضرورة زيارتك فارجو ان لا تخيبني فيما عاهدت اصدقائي وكنت اتحدث وانا على يقين بانهم :
َ (يَسْمَعُونَ كلامِي فِي وَقتِي هَذا وَ يَرُدُّونَ عليَّ سَلامِي وَ أَنكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلامَهُمْ وَ فَتحْتَ بَابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُناجَاتِهِم‏....)
ورجعت من الزيارة وبدات ادرس للامتحان وحضرت في قاعة الامتحان كما حضروا هم؛
وبعد ان خرجت النتائج كنت قد حصلت على
خمسة درجات
اكثر من حسين والحمد لله حيث وفا صديقي حسين بعهده وكنا كل ليلة جمعة نذهب الى كربلاء ؛ وعشنا سعداء الى ان صممت الخروج من الكلية كما هو مشروح في ذكرياتي مع القرآن والعترة عليهم السلام والتي اسمها الثاني انتظار الخطوبة اذاب قلبي فلما خرجت من الكلية ذاهبا الى
النجف الاشرف
فلم التقي بجمال الى ان عممني
سماحة السيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه ؛
كنت في احدى ليالي الجمعة وانا بباب الحرم المبارك اقرء اذن الدخول واذا بجمال وحسين وهما يزوران
الامام الحسين عليه السلام ؛
فسلمت عليهم فبكى جمال واحرق قلبي بكائه وقال:
ليش سيدنا تتركنا موصحيح؟
قلت له :
ظروفي اجبرتني وودعته وشُغِلت بالزيارة وكان هذا
آخر لقائي بجمال .
اللهم ارحمه وارحم حسين حيا وميتا فلا علم لي بهم ابدا .
السلام عليك يا موسى بن جعفر السلام عليك يا محمد بن علي الجواد ورحمة الله وبركاته .