امين : 5
شكرا لردكم الجميل الذي اسرني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
اشهد انك جاهدت في الله حق جهاده*
ان الجهاد كما ورد في لسان العرب ومجمع البحرين للطريحي هو:
جهد: الجَهْدُ و الجُهْدُ: الطاقة، تقول: اجْهَد جَهْدَك؛ و قيل: الجَهْد المشقة و الجُهْد الطاقة.
ابن الكسيت: الجَهْد الغاية.
قال الفراء: بلغت به الجَهْد أَي الغاية.
و جَهَدَ الرجل في كذا أَي جدَّ فيه و بالغ.
و الاجتهاد و التجاهد: بذل الوسع و المجهود.
و جاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة و جِهاداً: قاتله و جاهَد في سبيل الله.
و الجهاد: المبالغة و استفراغ الوسع في الحرب أَو اللسان أَو ما أَطاق من شيء.
مجمعالبحرين ج : 3 صلى الله عليه واله : 30
جهد):
قوله تعالى: و جاهدوا في الله حق جهاده
أي في عبادة الله.
قيل الجهاد بمعنى رتبة الإحسان.
و هو أنك تعبد ربك كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، و لذلك قال حق جهاده
أي جهادا حقا كما ينبغي بجذب النفس و خلوصها عن شوائب الرياء و السمعة مع الخشوع و الخضوع، و الجهاد مع النفس الأمارة و اللوامة في نصرة النفس العاقلة المطمئنة، و هو الجهاد الأكبر،
و لذلك ورد عن النبي صلى الله عليه واله أنه رجع عن بعض غزواته فقال::
رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر
شرح الفقرة:
ان جاد النفس هو اعظم الجهاد ؛ وجهاد الانسان بالعفو عمن ظلمه اعظم من جهاد الانتقام منه.
ان امير المؤمنين عليه السلام من اول يوم فرض الجهاد على المسلمين كان سيفا على الظالمين وقد اظهر من شجاعته مالا يقدر عليه غيره ابدا وكما شاهد المسلمون بطولاته مع اعداء الاسلام في بدر واحد وغيرها من المعارك
وان باب خيبر دخلت شوكة في اعين المنافقين فلم يستطيعوا اخفاء حقيقتها ؛
فان شجاعته روحي فداه شهد لها اعدائه واصدقائه ومواليه ومبغضيه ؛
ومن كان هكذا بطل اوحد يحلو العفو منه و الاعراض عمن ظلمه ؛ وهنا تكمن شجاعة وبسالة امير المؤمنين عليه السلام حينما يعرض عن الانتقام لامر الرسول صلى الله عليه واله ان يصبر ان لم يجد الاعوان على مجاهدة المنافقين ؛
فكما كان هو بطل الميدان في الجهاد بالسيف كان هو البطل الاوحد في ميدان العفو والاعراض عمن ظلمه ؛
والعفو كما هو علمنا عليه السلام اعظم من الانتقام وهاك اقرء انواره في كتاب الغرر ونهج البلاغة:
غررالحكم 122 ذم بعض أصحابه ..... ص : 122
و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما أسلموا و لكن استسلموا و أسروا الكفر فلما وجدوا أعوانا عليه أعلنوا ما كانوا أسروا و أظهروا ما كانوا أبطنوا.
اذن
هو عليه السلام اعلن عن حقيقة نواياهم؛ ولكن مصلحة الاسلام الكبرى والعاقبة العظمى كانت تقتضي الاعراض عنهم فصبر على امر من الحنظل وصبر حتى مل الصبر من صبره ؛ روحي فداه شجاع لا مثيل له بطل يانس بالموت ؛ واذا به تضرب زوجته ويهتك حريم بيته وهو صامت مسلّم لامر الله تعالى والله غالب على امره ؛
فبين بعفوه بانه بطل احدٌ لاثاني له في ميدان السيف وبطل لامثيل له في ميدان العفو . وهو القائل :
غررالحكم
العفو عنوان النبل
العفو تاج المكارم
أحسن من استيفاء حقك العفو عنه
- أحسن أفعال المقتدر العفو
أحسن العفو ما كان عن قدرة
عادة النبلاء السخاء و الكظم و العفو و الحلم
شيئان لا يوزن ثوابهما العفو و العدل
قلة العفو أقبح العيوب و التسرع إلى الانتقام أعظم الذنوب
نهجالبلاغة 470
وَ قَالَ عليه السلام إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ
اللهم وفقنا لمعرفة امير المؤمنين عليه السلام.
{لايجوز وحرام شرعا نقله بدون ذكر اسم الكاتب}
[سيد جلال الحسيني النجفي ]
المفضلات