شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسرّ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
اولا نبحث في كتب الرجال في معنى المراء والجدال :
مجمعالبحرين ج : 1 ص : 388
(مرا) قوله تعالى:
أ فتمارونه على ما يرى [53/12] أي تجادلونه و المماراة:المجادلة، و منه قوله تعالى:
فلا تمار فيهم [18/22] أي لا تجادل في أمر أصحاب الكهف إلا مراء ظاهرا بحجة و دلالة تقص عليهم ما أوحى الله إليك، و هو قوله تعالى: و جادلهم بالتي هي أحسن.
قيل:
و قرىء أ فتمرونه على ما يرى من مراه حقه إذا جحده.
و التماري في الشيء و الامتراء: الشك فيه، و منه قوله تعالى:
فبأي آلاء ربك تتمارى
[53/55] أي بأي نعم ربك تشكك أيها الإنسان.
مجمعالبحرين ج : 5 ص : 334
(جدل) قوله تعالى: و كان الإنسان أكثر شيء جدلا [18/54] الجدل بالتحريك الاسم من الجدال.
قوله: و جادلهم بالتي هي أحسن [16/125] أي حاججهم بالتي هي أحسن من الجدل و هي مقابلة الحجة بالحجة، و من الجدل و هو اللد في الخصومة.
قوله:
يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها [16/111] أي تأتي كل إنسان يجادل عن ذاته لا يهمه غيرها كل يقول: نفسي نفسي.
و معنى المجادلة:
الاحتجاج عنها و الاعتذار لها بقولهم: هؤلاء أضلونا و نحو ذلك.
و اعترض على هذا بقوله تعالى:
اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون [36/65] و أجيب بأن ذلك لعله مخصوص بالكفار، أو أن هذا الحكم بعد الاحتجاج و المجادلة كما في بعض الروايات.
و قد ورد أن بعض الأعضاء تحتج لصاحبها كما جاء في بعض الأخبار أن أعضاءه تشهد عليه بالزلة فتتطاير شعره من جفن عينيه فتستأذن بالشهادة.
فيقول الحق تكلمي يا شعرة عينيه و احتجي لعبدي فتشهد له بالبكاء من خوف الله تعالى فيغفر له.
فينادي مناد هذا عتيق الله بشعرة.
و على هذا فلا يلزم من الختم على الأفواه عدم وجود المحاجة.
قوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها [58/1] هي خولة بنت المنذر حيث ظاهر منها زوجها.
و قصتها المروية عن
أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه واله يقال له أوس بن الصامت و كان تحته امرأة يقال لها خولة بنت المنذر، فقال لها ذات يوم: أنت علي كظهر أمي، ثم ندم من ساعته و قال لها أيتها المرأة ما أظنك إلا و قد حرمت علي فجاءت إلى رسول الله ص، فقالت يا رسول الله إن زوجي قال لي: أنت علي كظهر أمي و كان هذا القول فيما مضى يحرم المرأة على زوجها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله أيتها المرأة ما أظنك إلا و قد حرمت عليه، فرفعت المرأة يدها إلى السماء فقالت أشكو إلى الله فراق زوجي، فأنزل الله يا محمد قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكي إلى الله و الله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير، الذين يظاهرون [58/1] إلى آخر الآية
قوله لا جدال في الحج [2/197] أي لا مراء مع الخدم و الرفقة في الحج كأن يقول بعضهم لبعض: الحج غدا أو بعد غد، أو حجي أبر من حجك، و هكذا.
و في الحديث الجدال في الحج هو قول الرجل لا و الله و بلى و الله
وضح من كل ما نقلناه لكم ان المراء والجدال نفس المعنى وكلاهما مذمومان في الشرع المبين اشد المنع كما سننقل لكم ذلك ؛ فعلى الانسان قبل ان يبدء بالنقاش ملاحظة عدة نقاط مهمه:
((سيد اويس الحسيني النجفي))





رد مع اقتباس
المفضلات