
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرح;10892[/SIZE
السؤال هو:
لو صادفك إنسان كفيف ابتلاه الله سبحانه وتعالى بفقدان نعمة البصر وأراد منك أن تكون أنت عيونه التي يرى فيها هذه الحياة
كيف ستصفها له وصفاً تجعله يعيشها كما تراها؟؟
امممم تفصيلي ربما يكون عميق...ومُمل لدقته...سأتحدث عن أمور مادية...ومنها تستشفون المعنوية.....!!
سأمسك بيده....!!
وأأخذه إلى منفذ من النوافذ....!! أو لعلّي اصحبه لحديقة غنّاء...
وأجعله يستنشق الحياة ...ويصغيها ....ويستطعم كل جميل وربما قبيح يحويها....من خلال رؤيتي الخاصة لكل معانيها...
ومن ثم أبدأ حديثي......
بعد أن أضع يدي على كتفه......>من باب استشعاره الأمان أكثر....
إليك يامن ترى ببصيرتك عين الحياة...
سأحكيها لك بنمظارين...بحسب نظرة كل صنف من البشر لها...ومن بينهم أنت....
منظار التفاؤل.....وزهوة الألوان....!!
ومنظار الألم.....واللون الأسود والرمادي الداكن ....!!
في حديقتنا هذه مثلاً.....تنفس عبير الزهور....ثم تحسسها بيديك.......
أرأيت لقد اخترت زهرة بيضاء...كصفاء روحك.....!!
والآن....
اسمع صوت الريح تداعب الشجر....
اصغي لنشيد الطيور....
الطيور منها الأبيض كالحمام المعنون بالسلام....ومنها الأسود كالغراب.المعنون بالتشاؤم........!!وكلها تُحلق في سماءنا...
أأتخيل كيف رتق السماء.......!!
السماء مُتسعة كما قلبك تزرق في النهار...فتعلوها كرة ضوئية لولاها لكانت الأرض ظلاماً لم تدري ماليلها والنهارهي تلك الشمس.....وهي حكاية من الأمل والتفاؤل...والتطلع للمستقبل بنظرة وردية مُخملية...
ربما تعلوها غيوووم......هي سحائب بيضاء ..تُشكل بقع كبيرة من مساحات الأفق..
قد تحجب شيئاً من نور الشمس ....كالهم إذا استوطن الفؤاد...
تبقى السحائب سوداء حُبلى ..حتى تلد بقطرات المطر...
كما الفرج إذا زار قلبك الأبيض بعد ضيق....
بعدها ينقلب الوضع.....فيبدأ الليل بالهطول..
وتبدأ مراسيم الاحتفال ببقع ضوئية صغيرة ..تدور حول عروسها المصون...
تلك النجوم هي والقمر عروسها....
رأيت النجوم....!! كما أصدقاءك يلتفون حولك من كل مكان الماكثون في مساحات وريدك.......يصغون لك إذا تحدثت ..
يواسونك حين تحزن..يحتضنونك..والنجوم تُعانق القمر عندما يلتقي نورها بنوره...
وإذا غبت يوماً يفتقدونك..يشتاقونك....!! هكذا القمر يغيب..فتشتاقه النجوم...
تقدم معي قليلاً......انظر ببصيرتك واصغي جيداً..
هناك البحر....!!
البحر....دائماً مايلصقون به صفة الغدر....ربما يكون كذلك...كما البشر القاسين...
عندما تمنحهم قلبك...فيطعنونه....
هناك البحر بمده وجزره...بأمواجه قد يخون....قد يجرفك فتغرق....كما لو جرفونك رفاق السوء إلى هاوية الظلال...
ولكن...أنا أرى البحر شيئ جميل....ماء لاحد لعمقه.....يطغى الأرجاء....
على ضفافه...أجلس وأشتكي وأحن وأضحك وأذرف الدموع ربما......كصديق أعتبره ويعتبرني....
على شاطئه أترك بصمة....وأطبع أحرفي ... كن بقربي :) ...
كل ماذكرت لك مجرد بقع وأمثلة ...
ففي هذه الدنيا ..بقلوبنا نميز الحق من الظلال...والجميل من القبيح....
والأبيض من الأسود ...!!
والآن ياصاحب السريرة والبصيرة.....
أنت سيد الموقف...وبصيرتك هي الأقوى من كل بصر....!!
فأيها تختار....وأيها تُجافي..!! الليل أم النهار...!! الأبيض أم الأسود..!!
الحق أم الباطل...!!
انبئني...!!
المفضلات