وروداً قد أينعت وحان قطافها..
كان الموت يتخطفهم واحد تلوى واحد أمام أعيننا أو يرتد إلى مسامعنا صدى نبأ الفاجعة لرحيلهم لذا خرجت من أنفاسي زفرات الحارقة من حروفٍ اتكأت على ورقة بيضاء لتسندها من شدة التعب فانسكب حبرها الأسود بقع ٌ ملونه.
ليبدأ ... ها كذا
بيده الكريمة يقطفهم واحدا تلوى آخر
كلما فتحتُ عيني
يتساقطون كأوراق الشجر عند موسم الخريف
أو التفتُ يمنة أو يسرى
تهب عليهم الرياح فيتطايرون كالعصافير
من على أعشاشها
عشقٌ هو يا ترى ..؟
من حبيب إلى محبوبه أو من محبوب إلى حبيبه
عله كذلك !
وما بالي أنا أذاً ؟
وأنا هنا يعتصرني الألم والحزن العميق
جراحاتي الدامية حاولت أن أخيطها بخيوط ادمعي الثكلى
لكنها تأبى أن تندمل عشقاً للصراخ
هنا بيده المباركةُ يقطفُ وردة بيضاء ندية من على فراش ابيض ناصع
وهناك يقطف وردة حمراء قانية الدم في عرس الشهادة
وهنا يقطف وردة صفراء باصفرار الغرق في بقعة ماء صافية
ويقطف هنا ايضاً وردة خضراء زاهية كأنها من اثر السم
وأخيرا وردة سوداء لا ادري لما لونها عله من اثر حريق نار شب بها فاسود لونها
لكن جميعها ورود طاهرة تفوح منها روائح عطرة كروائح المسك بعد أن نضجت و استوت واهتزت
أراد أن يزين بها الجنان الخالدة فقطفها من هنا من هذه الحديقة الخربة
لموعد هي شاءت إليه متلهفة للقاء أحبتها
وإيانا للهجران
إذاً فالتقطفها براحة وهدوء يا سيدي فهي ما عادت تتحمل الشدة إنها من الرقة تكاد لا تستطيع الثبات على أغصانها
أرفق بها يا سيدي
بل أرفق بنا نحن..
ونحن المساكين الذين أصبحنا كالصريم تذروه الرياح
رفقاً بنا يا أيها الموكل بهم رفقا
أيها الموت كفى لم تُبقى لي منهم أحداً
ترى أي وردة أخترتها لي ؟
لا أبالي يا سيدي ما دامت ستكون وردة محمدية علوية أو حسنية حسينية
تفوح منها روائح عطرة زكية زاكية شذية ذاكية .
المفضلات