صوت حنين الباص يجبر الطلاب المسافرين الى الرياض... على الصمت ... هدوء يعم الأجواء... وعلى كرسي فردي وعند النافذة سند يوسف راسه وسرح في عالمه اللي خلفه وراه بالقطيف ...

حسن بعصبيه : ــ افشل منك في هالحياه ماشفت ... دلعوك وايد المرحومين ... مو لأنك آصغر واحد بتصير اكل ومرعى وقلة صنعه... يعني مجموعك مو قوي و ماحصل لك هندسة طيران خلاص تقعد عله على شبدي ... انا ابدي ويش لو ويش..؟؟؟ هاااا ليش لمتى بتقعد كذا ... لا يكون خلفتك ونسيتك؟؟؟ اخو على قلة فايده... قال ويه مهندس طيران.. ويش بتسوي يعني؟؟ بتصلح طيايير لو بتسووقهم .. طلع لك ريش من هالقعده وماغيرك اللي بيطير....

يوسف بعصبيه اكثر : ــ اوووووووه... وانا ما ارجع البيت الا الاقيك مقابلني بهالهدره.. قلنا لك طافنا هالسمستر التسجيل ... مافي محل يقبلنا خلاص وتوي راجع من المداور والمشاوط اشوف أي محل يضفني اشتغل فيه هالفتره مانى محصل ,,, امووت يعني ... اذبح رووحي ... وبعدين ويش هالمذله على الصرف ..اتوقع ما صرفت من عندك ولا ريال كل من نصيبي في الورث ..

حسن يزيد : ــ نصيبك ونصيبك... طايح على مال قارون عفر .. اقول بس ان ما بطلت شغل هالهياته الا اراويك؟؟؟ طافك ... طافك من ويه..؟؟... من الخيابه... من طياحة الحظ ... والا احد يسجل بس في محل واحد.. اقعد يللا ... نشوف آخرتها وياك...

كان بالصاله معاهم اماني اختهم عمرها مابين حسن ويوسف.. ومرت حسن .. وداد.. امرأه فيها من الخبث والنحاسه ما شاء الله... لا تحل ولا تربط وبس حيه من تحت التبن تنفث سمومها...
تدخلت اختهم اماني و حدها متأثره على يوسف وحالته:
ــ ياخوي .. ابو علي .. هدي بالك بس .. يوسف مو مقصر ويانا اني وماريا وشايلنا شيل ... وفوق هذا يدور اكو شغل لويه تقول له مامنه فايده.. الله العالم اني بدونه في غياب مجتبى ويش حالتي..!! (( ماريا اختهم الصغيره بالصف الثاني ثانوي))
حسن بدون أي ادراك:
ــ انتين ما تتدخلي ... مو كفايه بعد متحملنش انتين وولادش ... ريلش يوم ماعنده سكن لويه يعرس .. ومن متى وهو في الخفجي...؟؟؟ ماصارت دا عمل..!!
دموع اماني طغت في عيونها وحست بالأهانه...
يوسف ماقدر صرخ في اخوه:
ــ ويش ماخذه منك هي ياحسره.. مصرف بعد ؟؟؟.. لو ماكله وقتك بالمشاوير .. لو محتله غرفه ...؟؟؟ في المجلس هي وولادها.. وريلها في الصحرا يكرف لويه.؟؟؟. مو على شانها وعلى شان ولادها.. صحيح ماعندك احساس..

حسن :
ــ انا ماعندي احساس.... ماعليه لكن... اراويكم....
حسن بيطلع من البيت الا بدخلة ماريا.. راجعه من المدرسه..
حسن بعصبيه:
ــ وخررري عني زين...
ماريا مختلعه:
ــ بسم الله ويش صاير؟؟!!
وطلع وكفخ الباب...
وعلى طول وداد انحاشت غرفتهم وسكرت الباب....
اماني بقهر :
ــ انحاشت ساس البلا...
ماريا: ــ ويش صاير في حسن؟؟
يوسف مقهور :
ــ خلوه يولي .. سكانه مرته....

قطع على يوسف سرحانه صوت نغمة رساله في جواله... فتحها..لقاها من اخته اماني :
ــ غناتي .. قاعد لو نايم... ؟؟ لويه ما اخذت كيس الأكل اللي على الطاوله وياك...
ابتسم يوسف و رد عليها برساله:
ــ غافيه عيوني ... المشوار ماكنه 4 ساعات كنه دهر... ماعليه خليه للصغار انا ادبر عمري لا تحاتيني...

ابتسمت اماني وغرقت عيونها بالدموع...
ماريا جنبها صارت تضحك:
ــ توه بداية السمستر الثاني ترى.. هذا لو مفارقنش من السمستر الأول ويش سويتي..؟؟
اماني:
ــ غصب عني ياخيه مو بيدي .. هذا الغالي الحنون...
ماريا: ــ ايييه... لام الله اللي يلومش.. مادري ويش خانتنا الحين بدونه.. الله يرحمك يا ناجي... والله يعييننا على فراقك يا يوسف..
ــ يارب ياكريم...

رجع يوسف سند راسه وغمض عيونه ومابين اليقظه والحلم صار يسمع نغمة جوال...
كلما قلبني الهم سأشكـــــــــــــو يا علي. حينما يهزمني الدمع سأبكــــــي يا علي. في قيامي في قعودي سأنــــادي يا علي ..
ظل مغمض وهو يسمع النغمه اللي كان يعشق قصيدتها بشكل مو طبيعي... وفي قلبه يردد.. يااعلي .. وياعلي... وياعلي...

وراه بكم كرسي .. كان مصطفى... شاب متيين خجول... وعالنيات عايش...
انتبه هو الأخر لنغمة الجوال وكان جواله حاطنه بشنطه مع اغراضه وهالشنطه في الرف فووق بعد كرسي يوسف بشوي...
مصطفى خجلان بالمره انه يطلب من اللي قدامه يكلمو يوسف يناوله الشنطه... ومرتبك .. والجوال مو راضي يسكت...
وكل واحد يطالع في الثاني واللي يسولفو واللي حاقرين الرنه مو شغلهم يتلقفو..
جازف مصطفى وقام.. وما شالله على قومته.. عبر في الممر بين الكراسي وهو مرتبك لين وصل قريب للشنطه عند كرسي يوسف ..
الا على حظه يضرب الباص مطب من فشالة الطريق في جهه متكسره .. يجبر مصطفى يفقد توازنه ويزيد ارتباكه... وهوووب يطيح في حضن يوسف
اللي مااحس الا بشي هابط عليه مخمد على انفاسه وهو غافي ومندمج.. وخلاه يصرخ من قلب :
ــ آآآآآآآآآآه..
خلت السواق يختلع ويوقف يلتفت ليهم..
ــ خير ..؟؟ ويش فيكم...؟؟

الا يسمع الصبيان مابين ضاحك وساخر ومابين اللي يقول سلامات عسى ما تعورت << يقصدو يوسف ..
واللي يقول لمصطفى الله يهديك كان قلت لينا نناولك اياها...
والضحك والهدره قايمه..
واللي لسانه متبري منه ويقول .. دبابه هجمت عليه واللي يقول اشوى ما فطسه..
مصطفى خلاص حس نفسه قد النمله من الأحراج والأرتباك.. احمرت خدوده عيونه و خشمه.. وبصوت متقطع:
ــ آآسسف..
يوسف من بعد الخلعه عور بقلبه مصطفى... ابتسم له وصار يواسيه:
ــ لا تحط في بالك ياخوك.. حصل خير...
ابدا مصطفى يحس روحه مايسمع شي من الأحراج.. مسك شنطته مثل الطفل حضنها ورجع محله يزحف من الحيا...
محسن :
ــ ووووووووووول .. صافيوه زين ما دبحت الرجال...
مصطفى منقهر ومرتبك:
ــ انشب يالحسود...