شوي الا يسمع قيصر صوت رجال يناديه... التفت له لقى زوج اخته وجنبه واقفه اخته ...
وكل واحد توجه للثاني وبالأحضان .. وصارت زكيه تصيح وهي تمسح على راسه ووجهه وبعتب:
ــ 10 سنين ياخوي ما نشوفك .. والله لو ما الرسايل والصور اللي تراسلني بيها ما اعرفتك.. يــــــــالله شقد اتغيرت ...ناجي يراقبهم من بعيد ويحس قلبه ينبض بالقوه من الفرح لقيصر ومن خوفه من لقائه هو بأهله..قيصر بعد السلام التفت لناجي ونادى عليه..
ــ هاي رفيجي بالغربه.. ناجي علي آلزوج زكيه يسلم عليهزكيه من سمعت الأسم.. خطرت على بالها ماريا .. نفس الأسم..
ناجي:
ــ اوكي اترككم الحين انا.. قيصر ..بيننا ان شالله اتصال
ــ ان شالله عزيزي.. الله يفرح اهلك بشوفتك .. طمني بعد ما تشوفهم وعلمني شصار عليك
ــ ان شالله.. مع السلامه
وتركهم ..وبالسياره زكيه سألت قيصر :ــ تعرف كل اشي عنه ؟
ــ مثل شنو؟
ــ عنده اخت اسمها ماريا..؟؟
ــ ايه مره كلمني عنها وقال انها الزغيره و اخت ثانيه ﭽـبيرة اسمها اماني اذا ما خانتني الذاكره
ابتسمت زكيه:ــ يعني اخوها فعلا .. غريبه
ــ شنو الغريب في الموضوع؟ تعرفين خواته.؟
ــ بلي اعرف ماريا .. ادرسها بالثالث الثانوي هالسا.. ما شالله عليها بنت و النعم فيها...ــ مثل اخوها إطلعت عليه ..
ــ بس الغريبه انها ما تكلمت عنه بشي مع اني ذكرت كم مره و ذكرت غربتك.. ﭽم بنت قالت ان عندهم اخوان و اقارب بالغربه الا هي ما ذكرت شي
ــ ايييه ياخيتي ما تنلام يوم ما تذكر شي .. هالناجي حكايته حكايه.
ــ ليش شنو حكايته..
ــ آني اخبرﭺ...
وصار قيصر يحكي لزكيه سالفة ناجي....
ناجي بالمطار محتار في عمره .. ظل ساعتين وهو يفكر هل يروح بيتهم الحين ..
والا يقعد في المطار للصباح .. خايف يروح ويخلعهم بهالفجر وهم نايمين.. خايف يروح وما يحصلهم اصلا...!!
وبين ماهو يمشي بالمطار ومحتار في امرهالا نداء للمسافرين الى فنزويلا .. ان الرحله قريبه بعد ربع ساعه التفت عبدالأله والنوم في عيونه يحس نفسه نعسان.. يطالع لوحة الرحلات الرقميه بالمطار هو نزل عيونه الا يجي نظره ناحية ناجي اللي كان يمشي وبيطلع..عبدالإله مو مستوعب الموضوع صار يفرك عيونه,... ويتأمل في ناجي ومو مصدق ..هز راسه بالسرعه ..
ــ لااا.. اكيد يتهيأ لي .. من النعس..حس قلبه يرقع بالسرعه لما تذكر ماريا.. صار يسلي روحه ويصبرها:
ــ انا الظاهر من هالماريا قمت اتخيل اشياء عجيبه..التفت يدور ناجي بين المسافرين., مالقاه اختفى...
حمل اغراضه ومشى في حاله الى الطائرة....
ماريا .. وباقي على اذان الفجر ساعه وعن حساب الكل نايم...
وهي مو جاينها نوم بعد سالفة غاده واعترافاتها... طلعت من غرفتها .. طلت على ولاد اخوها لقتهم نايمين.. شوي تسمع صوت بالمجلس .. يوسف يكلم مراد جوال و حسب اللي فهمته من كلامه انه مراد ضرب حسام ويوسف قاعد يحذر فيه وينبهه ينتبه لروحه لا يرسل له حسام احد يتولاه و يآذيه....
صارت تتذكر مراد بالمجلس وشلون كان شهم و راعي اخلاق عاليه وشلون كان مصدقنها اكثر من حسن اخوها وكيف مضحي بروحه بس يدافع عنها وعن شرفها وكيف يحب يوسف و مستعد يسوي أي شي على شانه..
ابتسمت وطلعت برى الحوش..
وهي برى الحوش تشم شوية هوا.. الا بطلعة يوسف هو الآخر
ــ بسم الله خلعتيني .. ما نمتي ؟
ــ لا مو جايني نوم... ويش فيه مراد؟
ــ لا .. مافيه شي بس متصل يقول لي ويش سوى..
ــ اهااا..
انتبه يوسف لكيس زباله مرمي في الحوش فشاله بيطلعه برى..
وهو راجع بيدخل البيت .. ناجي انتبه له وكان بالتاكسي قريب يوصل ..
وبالسرعه وصل ونزل الا يوسف دخل وسكر الباب وراه
ناجي وقف عالباب وقلبه يراقع ميت من القلق والخوف وكيف بيقابلهم وخايف عليهم من الصدمه
طق الجرس . جرسهم محترق ما فتحو له..
صار يطق في الباب
يوسف مع ماريا لازالو في الحوش...
ماريا اختلعت:
ــ اسمع صوت الباب ينطق..
يوسف:
ــ ويش .؟ مين مافيه احد الشارع يوم اطلع
شوي يزيد الطق...
يوسف :
ــ أي والله... مين دا اللي جاي هالحزه..
يوسف خاف جى على باله مراد لا يكون حسام حد عليه ناس يضربوه وجاي يلتجي عنده.. او احد من طرف حسام وجاي البيت..
يوسف :
ــ ادخلي داخل اباشوف مين...
ماريا دخلت المجلس ووقفت ورى النافذه تراقب ...
وقف يوسف عند الباب .. مد ايده والتخامين تتزاحم في راسه يا ترى مين وراه..!
فتحه... وتسمر مكانه ..
ناجي واقف قدامه...!!!!!
ناجي بأبتسامه و اغراضه عالأرض فرد ذراعينه ليوسف ...
ــ يوسف .. ويش حالك ياخوووي
يوسف مرتبك صار يرجع على ورى وهو فاتح عيونه..
ــ نننننااجي !
ناجي دخل الحوش وهو يتأمله:
ــ يالله والله كنت خايف اجي وما القاكم
يوسف بعده مصدوم..
ماريا داخل في المجلس تركز النظر على اللي دخل .. فتحت عيونها...
وبخوف :
ــ ننااااجججي.. هذاا .. نااااججييي !!
ولا تشوفه الا هو ويوسف بالأحضان
يوسف يشد عليه ويضرب فيه على ظهره وبلا شعور صار يصييح:
ــ وصلنا خبر انك متت.. و رسلو لينا بقايا اغراضك اللي شافوهم بعد الأعصار... فقدنا الأمل سنتين وهذي الثالثه .. وتطلع حي .. انت حي.. آآآآآه مانى مصدق الحمدلله.. الحمدلله ياااااربي لك الحمد...
ماريا وهي متصروعه طلعت من باب المجلس الداخلي الى غرفة اخوها حسن وصارت تشدخ في الباب...
قام حسن وهو معصب .. ووداد تتحمق على الأزعاج..
فتح الباب وصرخ في ماريا:
ــ ويش عندش بعد..
ماريا و الكلام يتقطع تقطيع وهي تأشر برى الحوش:
ــ ننناااجي .. ناجي ناجي..
حسن مو مستوعب ويش تقول ..
ــ ناجي.. أي ناجي.؟ لايكون اخوش؟ خرفتي شكلش .... فارقي غرفتش لا اطيح فيش دست بهالفجريه
وداد قامت :
ــ ويش تقول دي .. ماريوه الظاهر فيش شي .؟ ويش مرضش بالضبط اللي وصلش لحالة هلوسه
الا باب الصاله ينفتح ويدخل يوسف ووراه ناجي..
حسن من شافه تبلعم وصار يحك عيونه مو مصدق ..
وداد انصرعت دخلت الغرفه بالسرعه ولبست مشمر وطلعت تطل مين دا وويش صاير
ماريا تنحب وهي مهي مصدقه :
ــ اخوووي .. قلت لك ناااجي ...
ناجي فرد ذراعه ليها.:
ــ تعالي خيه.. تعالي
..
راحت له ماريا وارتمت بحضنه وصارت تنحب نحيب.. وهو يهدي فيها و يطالع في حسن اللي لازال مو مصدق .. وبلا شعور وعفويه صار يفرك في وجهه وعيونه ... حق يصحصح...
وبهدوء تقرب منه :
ــ ناجي.. انت فعلا ناجي..
ناجي بأبتسامه وهو يرتجف:
ــ ايه يا خوي.. انا ناجي يابو محمد..
حسن انهار....
يوسف بالسرعه مسكه وقعده عالكنب .. وقعد ناجي على ركبه قدامه وايده على ركب حسن:
ــ انا ناجي ياخوي.. رجعت مافيني أي شر .. رجعت ليكم بالسلامه
حسن حضن راس اخوه وصار يصيح وهو يحمد الله ويشكره ويحس نفسه مو مستوعب الموقف
وداد وهي متغطيه تمسح دموعها.. :
ــ الحمدلله عالسلامه ناجي..
ــ هلا الله يسلمش مرت اخوي .. عساكم بخير..
ــ بخير وين كنت وويش صار عليك ولويه قالو انك ميت..
ناجي صار يحكي ليهم اللي صار له في امريكا من بعد الأعصار...
اذن اذان الفجر....
وفي بيت عبدالستار...
عبدالستار كان في غرفته غرقان بالتفكير .. يفكر في حقيقة جنسيته.. وهل يروح سوريا والا لا.. هل يلتقي بأهله الحقيقين لو يسكت وينسى السالفه ... اخذته الأفكار ... خلص الأذان .. وبعد ربع ساعه انتبه لروحه...
طلع من غرفته بيتمسح ...
مر على غرفة امه لقى بابها مفتوح شوي وقف وراه يسمعها وهي تصيح وقاعده على سجادتها ..
حس عليها اكيد تصيح على شانه... هي من بعد ما قالت له الحقيقه بلسانها ومن بعد ما اكتشف حقيقة اصله و خبرها بهالشي وهي متضايقه و عايشة بالذنب ..
اصدر صوت متعمد... انتبهت له.. مسحت دموعها ومسكت المسباح تسبح فيه..
قعد جنبها ..
مقابل القبله...
تنهد... وبهدوء..
ــ لو قالو لي اهلك هم جيرانك.. مارحت ليهم.. كيف سوريا !!
وقفت ام عبدالستار عن التسبيح... صارت ساكته... وما التفتت له وقلبها تحسه يراقع..
عبدالستار بهدوء:
ــ قالو الأم مو اللي ولدت.. الأم اللي ربت... معقوله بعد 30 سنه اروح لناس بحياتهم ماشافوني واقول ليهم انا ولدكم ! لو اترك ناس تربيت معاهم من طفولتي لشبابي ... لا والله ما اسويها وانا مخير..
ام عبدالستار ماهي عارفه ويش تقول ... الدموع احتقنت في عيونها..
عبدالستار يتنهد وبأبتسامه ويرفع راسه يطالع السقف ..
ــ الا اذا عاد ما تبغوني ... و حابين اني ارجع لأصلي هذا شي ثاني..
ما خلص عبدالستار جملته الا امه استدارت له وطوقته بأياديها.... وصارت تصيح من قلب :
ــ لا والله الود ودي ما تروح عني أي مكان..
عبد الستار متفاجأ من تصرفها...
سكتت شوي ... وبعد تنهيده من الأعماق كملت كلامها:
ــ مهما قاسيت الويل مني ومهما فضلت اخوانك عليك.. مهما آذيتك ومهما سويت فيك... تظل لك مكانه في قلبي .. وما ارضى عليك... الله يعلم بي يوم صارت وياك سالفة ابرار شقد تكدرت عليك.. الله يعلم شكثر تمنيتك تنساها و تعيش حياتك مع غيرها... وياما وياما لحيت عليك تاخذ غيرها.. مو على شان تتركني و افتك منك حاشا والله.. بس كنت حابه تكون جنبك انسانه تسعدك.. تنسيك العذاب اللي عشته في حضني .. تنسيك الضيم اللي سقيتك اياه.. تعطيك الحنان و تحسسك بالحب و الأمان.. وتكون لك لوحدك.. ما يشاركك في حبها احد.. ولا تهتم في احد غيرك... ولا تفضل احد عليك... و...
عبدالستار نكس راسه يقاطع امه و يبدي يصيح وياها :
ــ ادري .. والله ادري ... و الله الوحيد العالم شقد انا احبكم كلكم.. انتين و اخواني .. ولا فكرت في يوم انقلب عليكم.. صحيح قاسيت وعانيت .. صحيح حسيت بالغيره والتفرقه بالمعامله .. بس ظليتو ليكم الأولويه والأهميه في حياتي.. وظليت اسعى لأنال رضاكم و محبتكم... لا تفكري ولا تحاتي ولا تحطي أي شي في بالش ... بتبقي امي وببقى ولدش مهما كان... و الحقيقه اللي عرفتها خلينا ندفنها للأبد.. يكفي اني ولد حلال ويكفيني انكم اهلي ...
و لأول مره .. تطبع ام عبدالستار قبلة رضا و محبه .. دافيه وكلها حنيه على جبين عبدالستار
قبله .. نسته الألم و العذاب.... خلته يبكي بصوت مثل الطفل ...
وبكفوفها صارت تمسح دموع طفلها الكبير ... تبتسم... و تدعو له من الصميم..
ــ ربي يوفقك ولا يحرمني منك.. و يخليك لي على طول...
المفضلات