حسن:
ــ لااااااااااا .. حتى اصغرهم قام يتحمق... الظاهر تبغو تمشو كل الأمور على كيفكم .. لكن الشرهه علي اللي حارق روحي وياكم.. مصيبه تصيبني وارتاح منكم ومن بلاكم..
وطلع عنهم ...
اماني قعدت عالكنب وتحس روحها مخنوقه ...
يوسف بعد ما هدأ قعد يشوف الكيكه.. فتحها لقاها تكسرت على بعضها...... حاول يعدلها وهو مقهور ... سكر العلبه .. وانسدح عالكنبه..
ربع ساعه .. ماطلعت ماريا..
اماني خافت...
ــ مو كنها طولت.. ولا اسمع صوت ماي
يوسف وهو مغطي عيونه بذراعه..
ــ كأنها..
اماني:
ــ ياعلي .. لا يكووون....
وراحت تركض للحمام.. تطق . تطق .. ماريا ماترد,..
حاولت تفتح الباب لقته مقفل ..
اماني صابتها حالة هستريا صارت تصيح وتكفخ في الباب
يوسف قام يركض .. ويحاول يفتح الباب .. صار يراقع به كان ينفتح..
اماني:
ــ ماترد.. ماترد.. ياربي .. كان ما انتحرت....
انفتح الباب بصعوبه وتباعد يوسف وهو منحرج و منصرع..
ماريا كانت معبيه البانيو و قاعده فيه .. وعيونها مغمضه..
اماني دخلت ليها ومسكتها.. وصارت تسطر في خدودها:
ــ ماريا.. ماريا غناتي قومي...
ماريا تفتح عيونها وتغمض ماهي في الدنيا تحس روحها من التعب...
اماني بصرخه:
ــ يوووسف جيب فوطه ومشممر أي شي الفها به واطلعها...
يوسف مرتبك جابهم بالسرعه...
فتحت اماني البانيو حق يروح الماي وصارت تنشف اختها وتلفها وهي تصيح:
ــ ماريا .. قومي عااااد .. لا تذبحيني من الخوف عليش .. ماريا غناتي ردي علي...
حاولت اماني تشيلها من البانيو ماقدرت..
التفتت ليوسف:
ــ تعال.. شيلها وياي ... ماني قادره...
تقرب يوسف وهو مرتبك ومستحي.. مسكها مع اماني وطلعوها للغرفه..
اماني:
ــ عاد..شوف لينا عبدالإله اذا هو هنا... يجي يوصلنا المستشفى ..
وصارت اماني تلبس ماريا اللي كانت مثل الخشبه اليابسه....
يوسف طلع بالسرعه مالقى الميكرو على باب جيرانهم.. دق الجرس ردت امه..
ــ عبدالأله هنا..!؟
ــ لا ياولدي ماهو هنا.. نقول له مين.؟
ــ زين ابغى رقمه ماعليش امر خاله..
ــ منهو انت؟
ــ انا يوسف جاركم..
ــ يوووو.... يووسف ..!! هلا ولدي الحمدلله على سلامتك.. اخبارك واخبار الرياض وياك..
يوسف يحس نفسه ماله مزاج هدره..
ــ الحمدلله خاله زين.. بالسرعه ابغى رقم عبدالإله.. مستعجل..
ــ زين دقيقه
ويوم جت بتمليه طلع يوسف جواله القديم اللي كان جاي على شانه.. وبصعوبه كم رقم يالله انكتبو خربانين الحبات كانو خشنين. صار يطق فيه. وهو معصب مابغى من الله ينكتب الرقم.. ويدق اتصال...
عبد الأله كان في الميكرو ومرفع على صوت العزاء حده ويصارخ وياه من قلب وهو مقهوووور
..
مره مرتين ما انتبه على الأتصال اللي جاينه...
يوسف مقهور ويش يسوي الحين.... يبغى له يدبر احد يجي يوصلهم ..
سكر واتصل بحسن.. لقى جواله مقفل .. فزاد قهر ...
رد اتصل على عبدالأله..
عبد الأله انتبه لجواله يولع ويطفي .. نزل على صوت العزاء... لقى الرقم غريب ..
رد عليه..
يوسف :
ــ هلا عبدالأله اخبارك..
عبدالأله مستغرب مو عارف الصوت :
ــ هلا فيك الحمدلله بخير الله يسلمك..
ــ ماعليك امر حبيبي تجينا البيت اختي تعبانه مره ونبغى نوديها المستشفى بالسرعه... اذا تقدر..
عبدالأله مو جاي يستوعب:
ــ عفوا بس مين معاي؟
ــ انا يوسف جاركم..
عبدالأله.. عرف انه يقصد ماريا التعبانه ويبغى ليها مستشفى..
حاول يتمالك نفسه:
ــ آسف اخوي انا بالخبر الحين .. بتصل على واحد من السواقين اللي اعرفهم وباخلييه يجيكم ..
ــ ماتقصر اخوك. مسامحه ازعجناك..
ــ حياك..
وسكر ..
يوسف مستغرب من عبدالأله .. ابدا ما سأله عن احواله ومن زمان ماشافه.. وكيف ماعرف صوته من البدايه.. وكيف صاير بارد بالمره...
تقريبا نصف ساعه على ماجاهم الباص ركبو وعلى طول المستشفى....
في بيت عبدالستار...
ام عبدالستار وياه بالغرفه....
ــ مادري اذا يحق لي اسميك ياولدي لو لا..
عبدالستار ابتسم في وجهها..
ــ بتظلي امي رغم كل شي..
ــ كلامك دا يعذبني ..
ــ لا تحطي بالش ...
ــ انت اللي لا تتعب من التفكير .. وصدقني انك ولد حلال .. بس اجنبي .. روح دار الأيتام وتأكد بنفسك... تاريخ ميلادك نفسه التاريخ اللي خذتك فيه من هناك...
ــ مايحتاج ...
ــ لا تزيد عذابي عذاب.. روح عالأقل وطمن حالك.. يمكن تقدر تتواصل مع اهلك.. و الله يعوض عليك بدل الأيام اللي عشتها.. ايام ماقاسيت فيها غير المراره..
ــ افا عليش اماه.. ليش هالكلام.. مين ما قاسى الضيم في حياته.. ماغيرش تحملتيني لين كبرت.. زوجتيني .. و معتبرتني ابو العايله كلما صابكم شي .. ليش .. مو لأنش توثقي فيني وتحسيني مثل ولدش ..!
ماقدرت ام عبدالستار وصارت تصيح..
عبدالستار..
ــ ام عبدالستار انتين وطول عمرش بتظلي ام عبدالستار..
ــ الله لا يحرمني منك.. والله لا يغير عليك.. والله يسامحني على اللي سويته فيك... بس اترجاك تروح الدار زي ماقلت لك وتشوف .. داخله عليك بالله .. تريحني ...
ــ ان شالله ولا يهمش.. تبغيني الحين اروح بعد..
ــ ياليت.. والله ياليت..
طلع عبدالستار.. وفي ايده شهادة الميلاد.. مبتسم ويداري حكايات ألم...
ركب سيارته وصار يطالع في الشهاده..
عبدالستار علي آل ...........
1\4\ 1398 هـ ........11\3\ 1978م ..
وصل الدار...
نزل .. وصار يمشي في الحديقه.. يتأمل الأطفال وهم يلعبو
دخل الدار ... وماهو عارف ويش يسوي وويش يقول...
قابل المدير.. قعد وياه.. وبدى يسرد حكايته....
في المستشفى..
الدكتور:
ــ هبوط حاد في الدم.. هيا ما تاكلش والا أيه !؟
يوسف :
ــ صار ليها كم يوم هامله الأكل..
ــ لألألأ .. كدا ما يصحش .. دي الوأتي حتاخذ مغذي وبعدها حاولو معاها تاكل أي حاجه هي نفسها فيها.. و حنرقع نعمل فحوصات وتحاليل بكره ... على كدا لازم ليها تبات عندنا الليله ...
ــ اوكيه... شكرا دكتور..
دخل يوسف على ماريا .. لقى اماني شاده على كف ماريا و مسنده جبهتها عليه..
تنهد من قلب ... قعد على كراسي الأنتظار .. وغفت عيونه.. وبين ماهو غافي...
رجع عليه حلمه اللي شافه من فتره.. امه وهي توصيه بأخته .. مايخليها ويوقف وياها ...
فتح عيونه وظل شابح يفكر...
ــ ماريا يعني.. امي اللي تقصدها ..ماريا !!
قام لأماني لقاها حطت راسها جنب ماريا ونايمه..
الا يسمع صوت جوال بالغرفه.. انتبهت اماني لجوالها وردت .. كان مجتبى....
ــ بالمستشفى اني مع ماريا سائت حالتها وبتترقد... زين .. زين .. تعال لي وبكره الصبح ارجع ليها.. حياك..
سكرت والتفتت ليوسف :
ــ مابقدر اقعد وياها الليله.. فيه مريضه وياها بنفس الغرفه.... بكره الصبح اباجيها.. انت بعد روح البيت ريح شوي وبكره نتلاقى..
ــ على خير
مر مجتبى عليهم ووصل يوسف البيت..
دخل يوسف .. ورمى نفسه عالكنب.. لفتت نظره علبة الكيك اللي جابها..
قام .. وفتحها..
سكرها وحملها وطلع.....
المفضلات