السيد :
ــ بسسسس.. يتكلمو أردي .. والله وطلعت ياحبوه داهيه..
حبيب يرقص حواجبه:
ــ خوش آمديد
السيد يصفق حبيب عن مزح:
ــ وخررررر زين تفكرني ماعرف معناها دي .. شدخل اهلا وسهلا في السالفه.. تسوي حالك علي تعرف عدل ها..
حبيب :
ــ بل ههههههه صادني.. كلها كم كلمه حفظتهم..
السيد :
ــ احم.. كح.. يعني الحال من بعضه...
مراد وهو يفرك بطنه :
ــ ايقوو بيقوبا... << يا الهي .. انا جائع ..
حبيب والسيد يطالعو في بعضهم...
ــ دي ويش هاللهجه...!
مراد يعاند :
ــ تشنجا تشنجا بيقوبا... << حقا حقا انا جائع
حبيب :
ــ حسب الحركه جوعان.. بس ماعمري سمعتها من كاظمو لو سمعتها لقطتها
مراد وهو يضحك:
ــ تشيه بس انتون اللي تعرفو لغة اجنبيه...
السيد :
ــ عاد ويش تطلع دي ...
مراد وهو ميت ضحك :
ــ كورياااااااا...
حبيب :
ــ هههههه شنق .. هنق .. فنق .. منق ..
مراد ميت ضحك عليه ...
ــ غربلك الله خربط بس خربط..
السيد :
ــ الحين ويش قلت انت.؟ صدق جوعان..
ــ ايه جوعاااان..
حبيب :
ــ الحين .. ايقو و بن بن بقا عفر و تشنجا .. كلها دي جوعان..!!
مراد ماقدر على حبيب وصار يضحك عليه.
ــ ويلي منك الله يسعدك.. امشوا وياي المطبخ واعلمك بعد كم كلمه..
حبيب :
ــ مشينا. سيدوه.... انا بعد بنبقااا..
مراد :
ــ هههههههه مو بنبقااا ... بيقوبااا...
ــ اللي هي ... هههههههه
في بيت عبدالستار..
عبدالستار قاعد يطالع تلفزيون.. وام عبدالستار قاعده تقشر بطاطس لعشاهم...
اللي تقشرها ترميها على وداد تقطعها... وولادها يلعبو في الصاله وياه...
عبدالستار:
ــ مادريتي ويش فيه حسن.؟
ــ مادري شكلها سالفه شايده .. مو راضي اقعد في البيت و يقول حق يوسف ياخذ راحته بهاليومين اقعد في بيت اهلي .. ولا يندرى.. اشك مو هذا السبب..
ــ لويه يعني..
ــ مادري ماريا مريضه وحالتها حاله.. واماني كل يوم عندهم ..
ــ مافيه الا الخير ان شالله...
علاء يصيح... ومأذي امه وهي تقطع البطاطس..
اخذه عبدالستار شوي وصار يلعب وياه...
محمد ماسك كشاف اصفر ويسلط الضوا على عيون فرات:
ــ عيونش في الضوا تصير بنيه.. عيوني انا بنيه بدون ضوا.. انا احلى منش
فرات تبحلس عليه :
ــ مالت عليك شايف حالك على ويش مادري..
ــ ههاااي شوفي كشتش في الطوف..
<< ظل شعر فرات وكان منكوش في الجدار صاير تحفه..
فرات تعدل في شعرها:
ــ لاااااا تسخر...
علاء :
ــ ماما.. ممه ..
وداد:
ــ قومي فرات اخذي اخوش عن خالش و صبي له عصير في الرضاعه.. خله يركد...
ام عبدالستار:
ــ متى بتقطعيها عنه عوديه عالكاس لو المزاز بتخربي اسنانه..
وداد وهي مستمله :
ــ اهوو ويش اسوي له مايبغى الا هي..
جت فرات وهي ماسكه العصير .... بتاخذ علاء من حضن خالها..
ــ اصلا خالي احلى منك.. مالت عليك..
تقصد محمد بهالكلام..
محمد التفت ليها
عبدالستار صار يضحك عليها مستغرب من هالكلام المفاجئ
فرات :
ــ ايه عيونه خضرااا .. و ابيض منك ...
محمد:
ــ اماه انتين وخالي فتحي تتشابهو بس خالي عبدالستار غير
وداد وهي تقطع :
ــ ايه لأن ابوه غير .. وابونا غير ..
ام عبدالستار جرحت صبعها وهي تقشر ورمت البطاطسه..
والدم يسيل ..
قامت المطبخ..
وداد:
ــ ويش صاير.. يووو دم عالبطاطس..
عبدالستار قام ورى امه...
وداد:
ــ بسرعه امي يدور راسها من الدم... شوفه ليها...
دخل عبدالستار المطبخ...
لقاها عاطتنه ظهرها .. و مقابله المغسله .. فاتحه الماي .. وحاطه صبعها تحته وهي تصيح..
تقرب منها ..سكر الماي ... ومسك ايدها وبالنشافه صار ينشف الماي ويضغط على صبعها المجروح.. وبهدوء:
ــ طولتي وانتين تغسليه مو زين ماي واجد مع الدم ...
مامسكت نفسها صارت تصيح من قلب..
عبدالستار:
ــ فتحي حددو له ايام الزياره اذا حبيتي تروحي وياي انا باروح له ...
صياحها يزيد..
طلع تيب جروح ولف صبعها...
استدرا بيطلع....
ولا يسمعها بصوت مبحوح:
ــ سمعتني لما كنت بالغيبوبه.؟
ابتسم عبدالستار وفي عيونه الأسى يتخبى...
وبدون ما يلتفت ليها:
ــ ليش ويش قلتي...
ــ قلت اشياء كان لازم اقولها من زمان... اذا ما سمعتها برجع اقولها لك... احسك ماسمعتها على هالمعامله وياي... تعب قلبي ماني قاويه احمل هالحمل زود...
دار ليها عبدالستار وبهدوء:
ــ اذا عن اصلي ونسبي .. سمعت... اذا اشياء ثانيه اعتبريني ماسمعت..
ام عبدالستار مذهوله وتحس نفسها مخنوقه وبصوت متقطع:
ــ وابوك.. اقصد علي .. اني قتلـ..
قاطعها عبدالستار :
ــ قلت لش اشياء ثانيه باسوي روحي ماسمعتها...
مسكت كرسي طاولة الطعام.. وصارت تشد عليه وتنحب :
ــ سامحني .. سامحني على كل شي سويته فيك... قابله بأي شي تسويه فيني.. ابغى ارتاح واريح ضميري...
عبدالستار وهو لسا عاطنها ظهره.. انسلت من عيونه دمعه وبهدوء:
ــ الله غفور رحيم
الا بدخلة وداد عليهم .. انذهلت من شكل عبدالستار و الدموع اللي شافتها.. وموقفه من شافها دخلت بالسرعه يداري حزنه ويطلع من المطبخ
والا امها تنهار على ركبها حاضنه الكرسي وهي تصيح وتنوح:
ــ سامحني .. سامحني ...
وداد:
ــ ويش صاير اماه ...
وامها ابدا ماهي وياها وبس تترجى السماح
عبدالستار في غرفته قاعد على مكتبه ..
شاف القرآن قدامه فتحه وصار يقرأ ... انفتح القرآن على سورة فصلت...
وهو يقرأ وصل للآيه:
((وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ))
لا شعورياً ... صارت دموعه تتقاطر على الصفحه.. كلما يبغى يمسحها ويكمل ..
ابدا.. مافي فايده... تزيد ولا هو قادر يشوف ..
سكر القرآن وحضنه .. وصار يصيح من قلب ... مو عارف ويش يسوي... كيف يفكر في حياته.. شلون يسامح من قلبه... محتار في عمره... !!؟؟
مثل الطفل الصغير .. صار ينوح..
الطفل بالعاده يكرر مع كل ألم .. اماااه.. اماااه..
وهو مايحس احد له غير الله...
ظل يكرر ..
ياربي ... يالله...
حط راسه على المكتب ... وغمض عيونه.. وفي البال تحوم الأفكار...
المفضلات