امريكا ..

والوقت عندهم صباح..

قيصر فاتح نافذة عيادته.. وقاعد ينظفها .. ويحس بتعب في جسمه مانام عدل من التفكير في اللي صار...

شوي طرت على باله ابيات للشاعر العراقي .. (حكمت البيداري) .. فصار يمول فيها عوايده مع صوته الحزين..

أبوس الأيادي

وأبوس القدم

لمين يردني؟

يامين ومَن!

بحضن أمي الحنونه ..

أغفى وأنام..

و ارتاحلي..

شي ساعة زمن .!

وأنسى المآسي

الدوخت راسي

إلقطعت أنفاسي

من غریب ..

ومن قریب...

ومن أعز ناسي ..

وأحب ناسي !!

اللي يبيهم ..

واللي بيهم..

قلبي المسكين

صدق وأئتمن ....... ..

ولا يسمع قيصر عند النافذة الا صوت وباضافه من عنده ..

ــ آآآآه يازمن....

التفت لمصدر الصوت عند النافذه...



تقرب منها وهو مو شايف احد بس متأكد انه سمع الصوت من ناحيتها..

هو وصل ليها و طل براسه الا يلاقي ناجي يطفر عليه..

ــ وااااااه...



قيصر من الخلعه صرخ صرخه ورجع على ورى و يطيح عالأرض..

ناجي مات من الضحك ويدخل له من النافذه... وهو يهدر عليه:

ــ انا اول مره في حياتي اشوف نافذة بدون شباك حرامي.. منفذ سهل للحراميه..

قيصر مو مستوعب السالفه... و نسى خلعته و ألم طيحته ويطالع في ناجي مستغرب..

ناجي مد ايده لقيصر ويحاول يقلد لهجته:

ــ ولك يازلم شفيك تباوعني هيج ..<< تباوع = تطالع.. ’’ هيج = كذا

قيصر بهدوء مستغرب:

ــ سامي.. اقصد.. ناجي.. انت تعرفني؟؟

ــ شلون ما اعرفك وادل عيادتك ؟

قيصر بلا شعور يقوم واقف وهو فرحان.. ويضم ناجي بالقوه :

ــ ارجعت لك الذاكره كلش .. تذكرني يا سامي .. تذكرني..

ناجي وهو مو قادر يتنفس ويضحك على قيصر وفرحته:

ــ ناجي انا ناجي.. ما نسيتك اصلا ..

قيصر يترك ناجي وهو مستغرب..

ــ وشلون.. شلون مانسيتني وانت اول ما شفتني انكرتني...



ابتسم ناجي .. وبهدوء :

ــ كنت خايف عليك.....

ــ من شنو.. !!











اماني مع يوسف بالمجلس مهي مستوعبه اللي صار .. خصوصا ان حسن سكر عليه باب غرفته من زمان...

يوسف بألم وهدوء:

ــ انا احمد ربي مليون مره ان حسن ما ذبحها.. لو تشوفيه بالمره كان منفعل..

اماني ساكته وترتجف ..

يوسف :

ــ مانى داري ويش نسوي.. كلميها عاد خلها تقول لش منهو هالرجال خلنا نشوف كيف بنتصرف

اماني بصوت متقطع:

ــ ماصدق اني.. مستحيل ماريا تسوي هالفعل .. مستحيل ... شوف .. شوف والله هي كانت وياي

وتطلع من شنطتها فراشة الأسواره:

ــ هذي فراشة طاحت من اسوارتها.. يمكن طيحته في الشارع عالباب واحد علقه..

يوسف ومهو داخله مخه السالفه:

ــ زين .. خلش من الأسوار ويش دراه اسم اختي ماريا,.. ويش دراه ويش لابسه.. ووين تدرس .. ويش دراه عن الشامه اللي في بطنها..

اماني تحس نفسها مهي بالدنيا..

ــ ماعلي منك.. ولا من اخوك.. اختي واعرفها مستحيل تسويها.. اقول لك مستحيييييييل...



وقامت تشوف اختها...

يوسف سند راسه عالجدار وشبح بعيونه و من القلب اطلق تنهيده...