الساعه 8 الصباح ...
حسن عند راس عبدالستار يقرأ ( الرجل المناسب ) من ديوان لافتات 6 :
بإسم والينا المبجّل…
قرروا شنق الذي اغتال أخي
لكنه كان قصيراً
فمضى الجلاد يسأل…:
رأسه لا يصل الحبل !!
فماذا سوف أفعل ؟…
بعد تفكير عميق
أمرالوالي بشنقي بدلاً منه
لأني كنت أطول…
ضحك حسن .. وتنهد:
ــ هههه ياساتر.. والله هَم يضحك.....
ويكمل ..
بـ (( يحيا العدل )) :
حبسوه
قبل أن يتهموه…
عذبوه
قبل أن يستجوبوه…
أطفأوا سيجارةً في مقلته
عرضوا بعض التصاوير عليه:
قل… لمن هذي الوجوه ؟
قال: لاأبصر…
قصوا شفتيه
طلبوا منه إعترافاً
حول من قد جندوه…
و لما عجزوا أنينطقوه
شنقوه…
بعد شهرٍ… برّأوه…
أدركوا أن الفتى
ليس هو المطلوب أصلاً
بل أخوه…
و مضوا نحو الأخ الثاني
و لكن… وجدوه…
ميتاً من شدةالحزن
فلم يعتقلوه……!!
حسن والأبتسامه ما فارقت شفته:
ــ ههه والله حاله.. عفر هالمطر .. خطر.....!! وخذ الحذر !!
ويكمل بـ (( كابوس )):
- الكابوس أمامي قائم....
- قمْ من نومكَ
- لست بنائم.!!!
- ليس، إذن، كابوساًهذا ........
وسكت حسن . لما وصل للنهايه. وقف وماقراها...... ورفع حاجب وحاجب:
ـ أه عبودو.. بتوديني بداهيه بهاللي تحبه..!!
سكر الديوان وابتسم..:
ــ اشوووف لك شي ثاني تحبه ارحم لي..هههههه.. ايوااا... اجيب لك عزازي حبيبك صالح الدرازي موو احسن لك من هالقنابل خخخ.....
وطلع يجيب له..
بالمدرسة الثانويه.. وعند المديره.. اماني و نور .....
المديره بأستغراب فاتحه عيونها:
ــ وعلى أي اساس تبين نصدقك ونتهم استاذه رمله.. وش دليلك؟؟
نور وهي ترتجف :
ــ احلف لش بالله شفتهم بعيوني..
ــ ومين غيرك شافهم؟؟
ــ ابله زكيه..
ــ ترجعين وتقولين لي ابله زكيه... تحبينها انتِ ..؟؟ طيب عاذرينك استاذه زكيه كانت من نخبة المدرسات الممتازات عندي.. بس كل شي كان ضدها ومافي شي يثبت براءتها من الكلام اللي طلع عنها.. و استاذه رمله بنفسها شهدت مع بنت انها جت لها اكثر من مره تشتكي تصرف استاذه زكيه الغير مسؤول والمنحرف معها.. شهادتين ضد شهاده وحده منك كيف تبين نصدقك ونكذبهم؟
اماني تقاطع المديره:
ــ طيب يا استاذه ممكن تستدعي البنت اللي شهدت. و استاذه رمله.؟؟
ــ استاذه رمله طالعه اجازه يومين.. استدعي لك البنت ليش ما استدعيها واسمعي كلامها بنفسك...
واستدعو البنت ....
في المستشفى...
ام عبدالستار دخلت على عبدالستار... و ملامحها تحمل من الأسى الملايين...
طلبت من وداد تخليها بروحها....
وداد طلعت من الغرفه وهي مستغربه.. وتتثاوب :
ــ والله بعدني نعسانه .. الله يهديش يا امي شان جيناه العصر...
الا على حظها تشوف ازدهار جايه..
ازدهار من شافتها.. فرحت بنفس الوقت غاورت عنها ماودها تعاتبها ولا تبدي معاها أي نقاش حاد...
وداد تقربت منها وسلمت عليها..
ازدهار:
ــ اخيرا جيتو..
ــ مادري ويش فيها امي البارحه طول الليل مانامت تصيح ومصره نجي.. ومن غبشة الغباش واني البس ولادي للمدرسه تبغى نجي ... واني اصبرها تمهل لـشوي..
ــ قلب الأم بعد ويش مايتحمل... بما انش جيتي .. امشي وياي ناخذ لينا فطور على ما تخلص امش وتخليش تدخلي ..
وراحت ازدهار مع وداد ياخذو ليهم فطور..
ام عبدالستار عند راس عبدالستار.. حانيه راسها وبألم اطلقت تنهيده.. وصارت تصيح وبصوت مبحوح:
ــ اباعترف بسر ..حتى ولو كنت ما تسمعني... دخيل الله افضفض واطلعه من قلبي وارتاح...
هالسر .. تعبني .. ودمر حياتي.. وهاللي فيك الحين وفي فتحي نتيجة هالفعله الشينة...
ابوك... علي آل.... كان انسان بخيل موت مع انه غني مره وقاسي ولا يعرف الرحمه ...
تزوجني الثالثه ... اول وحده عاش معاها 35 سنه وماجاب ولاد..ولما ماتت كان مأكد انها هي اللي ماتجيب لأنها كانت مريضة.. وصبر عليها لأنه يحبها... وهو كذاب .. لأنها كانت بنت عمه وخايف من اهلها و بخيل ما يصخي يتزوج عليها ثانيه ويفتح بيتين... فصبر عليها لين توفت...
وتزوج وحده ثانيه مطلقة وعندها بنت عايشه مع ابوها... عاش معاها سنتين و طبعا الله ماكتب الخلفه و خلالهم .. ماصبرت المرأه عليه وعلى بخله فطلبت الطلاق ,, فحصل ليها...
بعدها .. تقدم لي ... وكان صديق ابوي .. كنت وقتها كبيره بالنسبه لذاك الزمن.. عمري 28 سنه... ابوي على طول وافق وجبرني.. كانو اهلي خايفين من العنوسه.. وبنفس الوقت كنت ابغى اهرب من مرت ابوي القاسيه .. وافقت عليه واني ماني مقتنعه.. وكنت اصبر روحي ..
ماجاب خلفه .. وشايب .. خيرته بيموت .. وبورث خير و باعيش حياتي وباعوض كل سنين الحرمان....ولاقيت الضيم منه و المهانه كان دايما يعيرني اني كنت عانس عند اهلي ولو ماهو كان ظليت لين اموت.. مين اللي بياخذني ؟؟؟ واني لا بذاك الجمال ولاني بذاك الذكاء .. !!
مرت 4 سنوات عذاب واني وياه كأنها 40 سنه..وهو يتوعد ان مرت الخامسه واني بعدني بدون حمل بيطلقني وبيتزوج غيري... لين فجأه وبدون أي توقع مني حملت ..
وكانت ساعتها فرحته عظيمه.. اما مشاعري ماكنت اقدر اوصفها.. هل هي الم لكونه ابو ولدي .. ام هي فرحه لكوني حامل وما بتضيع سنوات الشقا معاه هدر......
ومع الفحوصات.. انصدمت صدمة عمري .. طلعت حامل حمل كاذب.. من الحاله النفسيه اللي عشتها وياه .. من الخوف والرعب اللي سببه لي في حياتي... صار هالحمل ...
خفت اقول له... و يتخذ هالشي ضدي ويطلقني وارجع بيت ابوي بالخساره و الهم فوق همي...
خبيت هالشي عنه...
ومرت 8 شهور.. وبداية الشهر التاسع اقترحت عليه اجيب دايه تولدني في البيت وادعيت له لأن هذا ارخص من غرف المستشفيات وعملية الولاده .. وشي اكيد وافق..
استأجرت دايه كنت اعرفها... اغريتها بذهب زواجي عطيتها اياه بشرط تدبر لي طفل .. وقت ولادتي وتدّعي انها ولدتني..
وفعلا وعدتني انها بتجيب لي طفل من دار الأيتام يكون حديث ولاده ... و الذهب مقابل كتمانها لهالسر.. وصار اللي صار وجابوك لي ..
و اشتغلت ام عبدالستار بنوبة صياح عنيفه.. وصارت تكمل والألم يجرعها غصة بعد غصه..
ــ جبتك .. ونسبتك لعلي آل ... ,, بس تأكد يا ولدي انك ولد حلال .. بس يتيم .. قالت لي انك انولدت لأم وابو اجانب بس مادري من أي بلد بالضبط الزوج توفى بنفس يوم ولادتها.... حاولو المستشفى يتصلو بأهلك بس ماقدرو ولا احد رد عليهم ... فما ليهم حل الا الملجأ يتكفلو بك..
وشدت على ايد عبدالستار.. وهي تصيح:
ــ ولد حلال انت.. بس نسبتك بالحرام الى ابو غير ابوك.. بدون علمه.. وعشت وياه لين وصل عمرك 10 سنوات. ماتت خلالها الدايه ومات السر وياها.... والحال ماتغير.. كنت متأمله يجي الخير بجيبتي لك .. كنت مفتكره اني بتخلص من العذاب وبتبدي سنين الراحه بوجودك..
لقيت ابوك يهتم فيك و يصدمني صدمة العمر لما ادري انه كتب كل ورثه بأسمك.. وبس حقي في الورث لا زياده فيه .. هذا اللي صفيت به بعد 14 سنه عذاب وياه..
تركني اني وجدك وصيين عليك على ورث لا يعد ولا يحصى.. لين تكبر وتستلمه...
قتلته من قهري.. سممته بجرعة دوا زايده مو دواه.. دوا له مفعول معاكس لحالته المرضيه.. وهو كان معاه القلب والسكري.. ولا يعرف يقرأ ..ومتعود اني اللي اقدم له الدواء.. فطلعت من سالفة موتته انه شرب دواء بالغلط واني ما ادري به من جهه ... ومن جهه ثانيه ظليت في هالدنيا من بعد موته .. خسرانه حياتي.. لا ورث عظيم زي ماكنت احلم.. لا ولد من رحمي يساندني..
جبتك وكل ظني انك بتكون لي دوا.. ولكنك ما صرت لي غير العذاب....
ومن خوفي من اهلي.. ومن كلام الناس لو تركتك ولو اكتشفو الحقيقه المره.. صبرت عليك.. وتركتك تعيش وياي.. عل وعسى استفيد من هالورث و استظل بظله لين اخر عمري...
الدموع تتقاطر على كف عبدالستار و بصوت بالكاد يسمع:
ــ سامحني .. اغفر لي خطاياي.. خلني اعيش بقايا عمري مرتاحه...
عبدالستار ولسا بالغيبوبه..
دمعه انسلت من عيونه....
دليل انه فعلا حاسة السمع عنده متيقظه وسمع كل اللي قالته امه..
بس ما شافته امه لأنها حطت راسها عالسرير وهي ضامه كفه..
المفضلات