في بيت ابو مجتبى ...
ام مجتبى فتحت الباب على نور:
ــ اليوم فالف من غيابش .. تبغي تكملي الأسبوع كله.. ويش فيش ويش صااير؟؟ لا يكون فصلوش..
نور تحت بطانيتها عيونها ماليها الحزن .. و هلالات سود من قلة الراحه :
ــ لااا.. بس تعبانه شوووي ...
ــ تعبانه قلت لش خلي اخوش مجتبى يوديش المستشفى.. مايفيد فيش ماتطاوعي..
ــ تعب بنات عارض .. عادي اماه.. خليني ارتاح شوي..
ــ قلت لش تعب البنات العارض دا.. خليني امرخش وبيخف الألم..
ــ اماااه.. خليني عاد..
ــ اف ويش هالبنات ديلا بس دلاعه.. والله يوم اني بعمرش عندي مجتبى و اماني اختش .. غير السقوط اللي جبتهم.. لا شكيت لا من تعب عارض ولا غيره.. قومي قعدي ويا ابوش ونسيه صاير هو الآخر صمت .. غيري له الجو عاد يابتي ...
نور ساكته بس دموع تصب ..تحس نفسها خايفه.. اول مره تشوف هالمشهد قدامها ومن مرشدة طلابيه مع طالبه في آمان الله..
كانت تسمع بهالسوالف بس ما كانت تتوقع انها تصادف المنظر في يوم من الأيام...
كانت مرعوبه من روحة المدرسه ومن شوفة وجه استاذة رمله في أي لحظه..
مادرت عن استاذة زكيه واللي صار ليها.. ولا كانت ترد على أي اتصال من شهربان وماريا .. بحجة انها يا نايمه يا تعبانه.. وحدهم يتركو ليها السلامات...
ظلت بسريرها... وهي تسمع الأصوات.. باقر وراح للمدرسه من زمان.. ايثار توها تودع امها للروضه...
شوي هدأ البيت...
الا بصوت باب غرفتها ينفتح مره ثانيه..
نور وبصوت مبحوح:
ــ قلت ليكم مافيني شي بس برتاح .. ابغى انام..
ما احد يرد عليها...
شوي الا تحس احد قعد على سريرها.. وصار بصبعه يدق بظهرها .. ضربات خفيفه ورى بعض ..
شالت البطانيه من على راسها والتفتت .. لقته امير . رجعت و قلبت وجهها...:
ــ ويش مقعدنك من الصبح...
امير وهو يحاول يتكلم:
ــ نور .. نور ...
قعدت نور قعود وهي مذهوله ,, لأول مره تسمع امير ينطق بأسمها.. صارت تتأمله بسعاده .. و تهمس له:
ــ نور.. نوور
امير يضحك ويعيد الأسم .. وهو مره مبسوط...
مد عليها ورقه ... فيها رسمه.. مسكتها تشوفها.. لقته راسم بنيه حليوه.. وجنبها قلووب ..
ابتسمت :
ــ مين دي ؟
امير فرحان ويأشر على البنيه:
ــ نور .. نور
نور ضحكت وصارت تمسح على راسه.. وتأشر على القلوب :
ــ مين اللي علمك ترسم ديلا ؟
امير وهو مره الدنيا مو سايعتنه من الفرحه:
ــ ايثار ... ايثااار
نور ماتحملت صارت تصيح وتضحك.. لأول مره يتكلم امير بهالطريقه وينطق الأسامي ... ويحددهم.. كان بس يعيد الكلام اللي يسمعه..
ماعمره نادى احد او سماه بأسمه..
عانقته وهي شاده عالورقه وتصيح.... وبصوت مبحوح:
ــ اميري .. احبك واجد.. شكرا حبيبي .. شكرا...
في امريكا.. الساعه تقريبا 9 الليل .. ستيف يحاول يتصل على سام من ثلاثة ايام مادرى عنه ولا سمع له خبر... وخايف لايكون مارك سوى اللي في باله وفعلا قتله...
راح يدور على مارك لقاه يكلم جوال.. انخش وصار يسمعه عوايده..
مارك منفعل وكان يكلم اخو جويل :
ــ قلت لك لا ادري اين اختفى ذلك الحقير .. لم اره منذ ثلاثة ايام... ............ كيف لي ان اعرف .......... ماذا.............. أكلامي لا يؤخذ على محمل الثقة منك............ لقد وعدتك بأن تكون نهايته على يدي وانا عند وعدي.............. حتما سأجده .. صدقني..
ستيف انصرع... وتراجع ..
ــ يااااه يالك من حاقد ...
تنهد من قلب:
ــ على الأقل لم تصل يدك حتى الأن اليه...
توم طالع من الفندق بيرجع لسكنه.. الا يلاقي قدامه سام واقف وحالته حاله..
توم من شافه خاف من شكله الذابل ..
ــ مابك.. اخفتني .. تبدو كالشبح
هو ماخلص كلامه الا سام مرتمي عليه ..
توم مسكه:
ــ مابك.. تماسك...
سام وهو مره يهمس:
ــ اشعر بالتعب.. من ثلاثة ايام لم اذق النوم ...
توم منذهل منه:
ــ لماذا .. ماذا كنت تفعل...
سام خلاص غاب عن الوعي..
توم حمله وصار يسحب فيه... رجع لغرفة التنظيف بالفندق :
ــ ابقى هنا لتبعد الشبهات عن نفسك... وعني . . فالتحري في نشاط هذه الأيام... سأقفل الباب عليك... وسآتي لك غدا صباحا...
وفي السعودية...
تقريبا الساعه 10 الصباح... رن التذكير بجوال حسن...
انتبه الا موعد تحاليل فتحي و استكمال الأجرائات...
ــ غريبه مااتصل عبدالستار للحين مع اني راسل له.. شكله بعده نايم.. ماينلام من المصايب اللي شافها البارحه..
استأذن من رئيسة بالعمل .. صار يتصل في عبدالستار .. مايرد عليه...
ركب السياره .ومشى... شوي وهو بالطريق رد يتصل في عبدالستار.. الا يسمع رنة جوال في سيارته...
قفل الأتصال وصار يتصوخ.. مافيه صوت..
فكر يتهيأ له..
رجع واتصل .. الا يسمع صوت رنين.. وقريب منه..
وقف على جنب و خلى جواله مفتوح على الأتصال والرنين مستمر..
نزل من السياره وراح الجهه الثانيه في السيت المجاور له.. نزل يطالع تحته.. لقى جوال عبدالستار مرمي ..
حسن مسكه .. فتحه لقى بس اتصالات منه ورسايل .. تنهد بأسى:
ــ ايه.. ماكلفت على روحها امك حتى تتصل عليك البارحه تسأل عنك .. وينك.. قسم بالله اشك انها امك.. الله يعينك ياخوي ويساعدك..
في المستشفى..
فتح عبدالستار عيونه. راسه ملفوف والدكاتره بس ينتظروه يصحى حق يحددو حالته... لقى عبدالأله قاعد جنبه..
عبدالستار بتعب :
ــ مين انت.؟
عبدالأله ابتسم:
ــ اووه الحمدلله عالسلامه اخوك... مو مهم مين انا.. مين انت؟
عبدالستار مستغرب :
ــ ويش تقول؟
عبدالأله:
ــ مين انت..
عبدالستار بأستغراب:
ــ ها... انا.....
سكت شوي وشبح بعيونه...
ــ انا....
عبدالأله خايف عليه:
ــ ويش فيك اخوك.؟؟
ــ مين انا...؟؟؟
عبدالأله ضرب فخذه بقبضة ايده:
ــ يـــــــــــالله....!!
عبدالستار قعد قعود.. وهو يتأمل المكان.. تحسس راسه الملفوف:
ــ آآي.. اخوك.. مين انت... وويش اسوي انا هنا..
عبدالأله وقف :
ــ قول لي اسمك كامل..
عبدالستار يمسك راسه:
ــ آآآآه... والله مانى ذاكر.. احس راسي بينفجر...
عبدالأله طلع من الغرفه لقى ازهار و شهربان و ماريا قاعدين برى على كراسي الأنتظار..
قامت له ازهار :
ــ ويش صار ؟ قعد لو لا؟
شهربان تهمس لماريا:
ــ بل قوية عيون دي ماتتغطى وعادي تكلم اخوي ... << مقصدها تبغى تحرك غيرة ماريا (( جدا متفرغه ))
ولكن ماريا ابدا في عالم آخر..
عبدالأله بهدوء:
ــ شكله فقد الذاكره.. زي ماكانو الدكاتره خايفين..
ازهار:
ــ هااا..
مسكت الطوفه تحس نفسها بتنهار...
ماريا من سمعت صارت تصيح صياح مثل الأطفال..
وشهربان تهدي فيها..
وعبدالأله مو قادر يحس الموقف ما ينوصف ..
جو الدكاتره وخذو عبدالستار ...
ازهار وقفت احد الدكاتره:
ــ دكتور لو سمحت .. ويش بتسوو له..
الدكتور:
ــ راح نعمل له فحص بأشعة الرنين المغناطيسي على شان نحدد حالة فقدان الذاكره اللي عنده..
ازهار خلاص تحس ركبها ماتشيلها.. وتحاول تتصل في وداد .. ووداد ابدا ماترد..
وبيت اهلها ماتعرف رقمهم غيروه من كم سنه ...وماعندها رقم جوال ام وداد....
راحت لعبد الأله ...
ــ لو سمحت اخوي خلي بالك على ماريا بتركها مع اختك .. رجعها البيت بعدين .. وطمني على حالة عبدالستار اذا طلعت نتيجته.. وهذا رقمي اتصل علي وطمني على طول
عبدالأله:
ــ وين بتروحي انتين؟
ــ اباروح بيت اهله .. اباقول ليهم..