بعد يومين تقريبا...
والشباب قاعدين يتغدو.. وقف حبيب عن الأكل .. وتنهد بهدوء:
ــ لشفيق وحشه...
يوسف :
ــ حتى لو راح ما بننساه واكيد بنتواصل وياه .. رقمه عندنا ونندل بيتهم .. وقت مانفضى نروح نشوفه..
السيد:
ــ ان شالله هو بس يهتم بروحه و يدير باله على نفسه اكثر ...
صادق ساكت ويفكر في باله .. حاس بتأنيب ضمير على شفيق و يتمنى انه ما ضايقه بكلمه قبل لا يتركهم..
وهو سرحان يفكر فيه.. قطع سرحانه صوت جواله وكان بعيد عنه .. قام من على السفره يشوفه ..
شوي الا سمعوه منفعل وهو يكلم:
ــ ويش ...... من متى؟؟؟؟؟؟؟ وتوكم تقولوووو...!!!
حبيب :
ــ خير اللهم اجعله خير..!!
مراد :
ــ شكله صاير شي الله يستر..
كاظم وهو ياكل ولا داق خبر:
ــ ويش صار يعني !! خسر ابوه في الأسهم مثلا !؟؟
ولا يشوف الا سطره تجيه على رقبته...
حبيب وهو محمق:
ــ استح شوي عاد.. ياسااااتر عليك
الا بطلعة صادق من الغرفه وهو ماسك الجوال وشاد على عمره ومبين عليه فعلا انه فيه شي
الكل يطالع فيه منتظرينه يتكلم بدون سؤال .. الا كاظم مستمر بالأكل .. وصادق يطالع في كاظم..
حبيب ماتحمل ...
ــ خير صادق ويش صاير..؟؟
صادق مو عارف ويش يقول.. وبنبره متقطعه:
ــ جوهي ...
كلهم مستغربين..
ــ جوهي !!
كاظم وهو مو مستوعب ولا وقف اكل ..
ــ جوهي يعني زهره بالهندي .. ويش جوهي وماجوهي ويش صاير فيك قلبت هندي
كاظم ماخلص كلامه الا استوعب الأمر .. حط الملعقه من ايده و التفت لصادق وهو فاتح عيونه..
ــ جوهي !! لويه تسميها جوهي كذا حاف .. وبعدين ويش فيهااا!!
يوسف بأستغراب:
ــ منهي جوهي
السيد كشر حواجبه بأستغراب اعظم يحاول يتذكر:
ــ كأنها.. كأنها والله اعلم جدة كاظم..
صادق و يحس نفسه مو قادر يتكلم:
ــ ماتت....
كل اللي بالصاله بعفويه و حركه لا اراديه .. شهقو في نفس واحد...
كاظم كان جالس بطريقه معينه.. كان قاعد على قدمه اليسار وكافس رجله اليمين ومعلق ايده اليمين عليها وهو ياكل
من سمع الخبر بلا شعور انهار .. قدمه انسحبت من تحته .. فلت روحه عالأرض .. سيقانه ارتخت.. و بهدوء :
ــ ويش قلت ؟؟!!!
صادق ساكت مو عارف ويش يقول!!
كاظم بهدوء جدا مخيف :
ــ مين اللي قال لك..؟؟
صادق لسا ساكت... ومرتبك وحالته حاله..
الشباب يحاولو يهدو في كاظم اللي فجأه انفعل و صرخ في صادق حد ماعنده:
ــ اقول لك مين اللي قاااااااااااال لك ؟؟
صادق بخوف :
ــ ابوي توه.. توه متصل ..
كاظم بصرخه ثانيه:
ــ متى ماتت !!
صادق متوتر مو عارف ويش يقول:
ــ اس .. اس ... اسبوعين...
"كاظم ما نزل القطيف من حوالي 3 اسابيع.."
ماشافو الشباب كاظم الا يشيل الصحون بالأكل اللي فيها ويصير يرميهم بهيجان وصريخ ناحية صادق:
ــ اسبووووعين وتوه يوصلنا خبرهااااااااا .. الله ينتقم منك انت وابوووووووك .. الله ياخذكم...
السيد وحبيب مسكو كاظم وصارو يسحبوه يبغو يدخلوه الغرفه حق يهدأ
مراد قام لصادق ودخله غرفتهم حق لا يقوم له كاظم و ينتفه..
يوسف ظل واقف بالصاله متفاجأ دي كم يوم طلع وجه ثاني لكاظم الهادئ والبارد...
صادق يرتجف .. حالته حاله... لدرجة صوت اسنانه وهي تصطك ينسمع..
مراد مو عارف كيف يتصرف وياه..
ــ هدي اخوك ويش فيك قمت تتنافض .. هذا وقتها.. عاد ابوك بعد الله يهديه توه يتصل ويوصل الخبر ..
كاظم في الغرفه الثانيه مع السيد وحبيب .. وهو يصارخ:
ــ ياظالمين.. اسبوعين من ماتت ولا تقولو لي .. انا الحفيد الخايب اللي ما شاف جدته من متى.. انا اللي ماحضرت فاتحتها.. حرام عليكم الله لا يوفقكم لا دنيا ولا آخررررررررره
حبيب :
ــ هدي كاظم.. هدي عاد وصل على محمد..
ــ ليييييييييييش هم خلو فيها هدااااوه... طول عمري وانا هادي وياهم ومتحمل بلاويهم.. هربت الرياض ... ما انزل كل شهر الا يومين بس على شان ابعد عن المشاكل ولا يرتفع الضغط على جدتي وهي تشوفني اتضايق من معاملتهم.... قام لحقني لهنا .. مكدرين علي عيشتي في كل مكان.. والحين تموت جدتي اسبوعين كاملين ولا ادري ..
السيد :
ــ ماتدري يمكن فيه سبب منعه من انه يتصل فيك ..
كاظم هاج:
ــ سبب ويش اللي بيمنعه وبيكلف عليه وبياااااااااخذ من وقته الغاااااالي فما يتصل دقيقه ويقول
السيد خاف من هيجان كاظم.. كان مثل البركان الخامد.. اللي فجأه انفجر ..
وانخرط كاظم في موجة صياح عنيفه ... دموعه تنحدر بشده .. مثل الطفل الصغير يشاهق ...
ــ امااااه.. رحتي وخليتيني لمين الحين..؟؟ اماه ويش باسوي بدونش ......
يوسف كان واقف على باب الغرفه يسمعهم. كان الباب مفتوح... ماتحمل هالكلام.. تسند عالبرواز... وتذكر امه المرحومه.. وبلا شعور .. رفع كفه يمسح بالسرعه عيونه ووجهه وياخذ نفس ...
حبيب انتبه ليوسف ... ماكان يدري ان امه متوفيه .. بس السيد تقريبا اللي يدري ولا قال ليهم..
ماكان يوسف يتكلم عن اهله ابدا..
حبيب في باله:
ــ يوسف حساس تأثر ويا كاظم عدل....اول مره اشوفه يصيح