في اعمدة السرير مربوطه.. والألم ماكل جسمها من كل ناحيه.. كانت تصيح صياح يقطع القلب تقطيع...
تقرب منها شفيق .. وعمره بالكاد 7 سنوات.. وهي تناديه بأنكسار..
يسمعها تهمس بصوت متقطع : ــ عطشانه.. ابغى مااي...
يركض يلبي ليها طلبها...
يرجع يحاول يشربها وهي كلما جت تشرب الكاس يصير فيه دم... من الضرب الشديد على وجهها...
يقعد في حضنها ويصير يصيح مابيده حيله ...
تغفى عيونه وهو قاعد على ذاك الحضن اللي لا حول له ولا قوه..
يصحى .. يناجيها عل وعسى ترد عليه..
يلاقيها ... تركته ورحلت عنه الى الأبد.....
بالمستشفى..
وصل اللي اتصل فيه مصطفى عن حساب هو ابو شفيق...
كان رجال كبير في السن .. يبين عليه السماحه و الطيبه... مثل مايقولو.. سيماهم في وجوههم..
سلم على مصطفى و شكره على الأتصال .. ودخل يشوف حال شفيق ..
اللي كان متعرق بالمره و يون .. ويتقطع ما بين وناته ندائه لأمه...
مسك الرجال ايده وصار يضغط عليها ويمسح على راسه و مبين عليه التأثر شوي ويصيح وياه...
مصطفى يراقبهم من بعيد...
تركهم شوي راح يشوف امه لقاها نامت وابوه بيرجع البيت..
فقرر يظل شوي يتطمن على شفيق قبل لا يلحق ابوه...
وبعد ما تكلم الرجال مع الدكتور طلع لقى مصطفى على كراسي الأنتظار..
جلس جنبه وصار بحزن يتكلم:
ــ تعبناك ويانا ياولدي.. ماقصرت رحم الله والديك..
مصطفى : ــ ووالديك حجي .. شدعوه شفيق واحد من الأصحاب و ماسوينا شي .. عساه بخير الحين..
الرجال : ــ الله كريم... من زمان ماجت له هالحاله.. الله يعديها على خير
مصطفى سكت مو عارف ويش يقول ..
الرجال : ــ ما تدري بحالة شفيق ؟؟ ماقال ليكم ويش فيه؟؟
مصطفى : ــ لا .. تونا بالكاد متعرفين عليه...
الرجال .. : ــ من عرفتوه مالاحظت شي غريب منه؟
مصطفى : ــ انا مو ساكن وياه بنفس الشقه .. فلذلك ماعرفه عدل بس لفت نظري ان لما جيت اتصل عليك مالقيت الا اسمك في جواله.. ماله غيرك ؟!
تنهد الرجال من قلب : ــ آآآه ويلي عليه هالشفيق ... ما عمره احتك في احد من تركوه اهله..
مصطفى بتساؤل مبين على وجهه ...:ــ اهله؟؟ ليش حضرتك مين ؟؟...
الرجال : ــ لا يابوك.. انا جارهم ... قوم ياولدي برى احكي لك عن شفيق حق لو صار من طرفه أي تصرف غريب تعذروه.. .. الجو بالمستشفى يخنق ..
طلعو برى وصار الرجال يتكلم:
ــ انا اسمي مهدي آل ... جار اهل شفيق من سنين.... الله يسامحه ابو شفيق كان والعياذ بالله رجال مو زين.. مع ان كان وحيد امه و ابوه .. الا انه من تصرفاته الشينه مات ابوه بالجلطه و امه ما رحمها ارسلها دار العجزه بعد وفاة ابوه.. لين وافتها المنيه من القهر....
مصطفى بحزن :ــ انا لله...
مهدي يكمل:
كان مشهور في الفريق بالمجاهره بفسوقه.. فلذلك ماحد كان راضي يقبل فيه زوج لبنته ابدا..
لين ماشفناه في يوم الا جايب بنيه صغيره عمرها مايجي ساعتها 16 سنه وهو حزتها ابو 35 سنه... اللي عرفناه بعدين انها زوجته .. اخذها من ملجأ الأيتام....
مصطفى يبين على ملامحه الذهول ... وينتظر التكمله..
مهدي يكمل بهدوء....
كانت خوش مرأه.. طيبه وحنونه.. الله مارزقنا انا ومرتي بالذريه من سنين .. فصارت حسبة بنتنا.. نحبها و تزورها مرتي بين فتره وفتره تستفقد امورها.. كانت خايفه عليها من ابو شفيق لأنها داريه به مايرحم...
مرت السنين و مرتي تلاحظها كلما جى ليها تتغير حالتها الصحيه للأسوء .. كانت كتومه ما تشتكي من سوء معاملة ابو شفيق ليها ومسلمه امرها لله..
يمسح مهدي وجهه ويجمع هواء ويطلقه زفره قويه.. ويكمل..:
و في ليله من الليالي قريب الفجر .. جتنا البنيه تستغيث و تصيح صياح يقطع القلب .. كانت منحاشه من البيت .. وبعد ما هديناها عرفنا انه سهران مع جماعة سكرانين وكذا واحد منهم دخلو عليها ... ولما حاولت تستنجد به لقته هو اساسا اللي حدهم بعد ما استلم الثمن...
مصطفى فتح عيونه : ــ يــــــــــــــــالله... يــــــــــــــا ستااار
مهدي يكمل بقهر و ألم:
حاولنا نحميها وظلت ويانا هذيك الليله وحالتها مايعلم فيها الا الله.. كنا نصيح وياها من قلب ..
ما اصبح الصبح الا جاي حضرته و يحلف انه بيجيب لينا الشرطه ومالينا علاقه وما يحق لينا..
المسكينه سلمت امرها لله ورجعت له...
وبعد كم شهر .. وبين مامرتي في زياره ليها لفتت نظرها ان حالتها فعلا للأسوء .. الحت عليها تروح وياها الطبيب واكتشفت بعد هالزياره انها حامل ...
عدت الشهور بضيم و ألم.. كان ابوه يضربها ليل ونهار .. يبغاها تجهض اللي في بطنها..
مصطفى بذهول : ــ لوووويش بعد....!!
مهدي بحزن شديد : ــ الحيوان شاك انه مو ولده.. ويحلف عليها انه بيرميها بالشارع اذا خلفته.. و مصر انه مو ولده .. وهي تترجاه وتحلف له انها هربت ليلتها وما لمسها أي مخلوق غيره... بس ماكان يفيد...
سكت مهدي شوي..
مصطفى بهدوء :ــ وبعدين.!؟
ــ إيييييه... الله حمى هالجنين في بطنها رغم كل اللي تعرضت له.. ولما انولد كان يعاني من فقر دم شديد ..
شائت الرحمه الألهيه انه يعيش وحالته الصحيه مستقره .. وكبر شفيق و كبر مع أمه الألم والمعاناه..
كان يتعمد يعذبها قدامه.. ويضربه هو الآخر... تعذيبه هالرجال مو طبيعي.. كذا مره شفيق يهرب من البيت ويلجأ لينا يستنجدنا.. بلغنا عن هالمجرم الشرطه .. ابوه كان رافض يطلق امه .. فقررت امه انها تخلعه و تفتك من هالعذاب...
شاورت زوجتي .. ماعرفنا ويش نعطيها من راي .. خصوصا ان الناس صارت تتكلم فيها وفي شرفها و نسبها الغير معروف.. والكل صار يتكلم عن شفيق و اصله من ام مجهولة النسب و ابو فاسق .. عذاب مو طبيعي كلام الناس ذيك الفتره ونظرتهم و نبذهم ليها ولشفيق الطفل اشد قسوه من عذاب ابوه..
صارت محتاره لو خلعته وين تولي على عمرها... الملجأ ما بتقدر ترجع له بعد كل هالفتره ومعاها طفل .. ما بيقبلو به وهو مو يتيم ابوه وامه حيين وقادرين يرعوه... كان شفيق كل همها.. فعلى شانه بلعت الضيم وظلت مع ابوه... وطبعا زاد جرعة التعذيب جزاء لتفكيرها انها تخلعه ...
مصطفى :ــ ويش كان يسوي فيها !!!!
ــ قول ويش كان ما يسوي ..!! وصلت فيه ما يأكلها ولا يشربها.. يربطها في السرير. وهي جالسه.. تظل باليومين وتنام وهي على هالوضع وشفيق المسكين ماله حيله الا انه يقعد في حضنها ...
مره زارتها مرتي و زوجها المجنون ماكان موجود.. كان ابدا مايخاف عليها ويترك الأبواب مفتوحه بلا اقفال .. وهي اللي يربطها بحديد واقفال في هالسرير وكأنها من الحيوانات..
فطرت قلبي مرتي لما رجعت لي في يوم وهي تصيح وتشتكي من هالظالم لما شافت شفيق نايم من جلوس في حضن امه وحالتهم لله...
ماكننا نتجرأ نفك الحديد لا يرفع علينا قضيه بما انا في بيته بدون اذنه.. وحنا على باب الله مالينا في المصايب...
يسكت شوي و يكمل بنبره متضايقه ومخنوقه
المفضلات