في الطريق من الرياض الى القطيف .. و شفيق جالس جنب مصطفى..
شفيق عند النافذه ومسند راسه .. ومره ساكت ولا نفس
كلما قلبني الهم سأشكو ياعلي ..
حينما يهزمني الدمع سأبكي ياعلي ..
مصطفى : ــ هلا يبا.... انا في الطريق جاي.. عسى امي صارت احسن...
مصطفى ويبين عليه الأسى : ــ يالله.. خير ان شالله... كم ساعه و نوصل ... باجي على طول .. زين .. حياك الله...
شفيق التفت الى مصطفى وانتبه لملامحه المشدوده والمتوتره.. وبهدوء :
ــ خير ... ويش فيهم الأهل..؟
مصطفى : ــ امي تعبانه..
شفيق سكت..
وملامحه بين عليها هو الآخر الحزن... وبعد كم دقيقه وبهدوء: ــ سلامتها ما تشوف شر ..
مصطفى يطالع في شفيق و مستغرب من تجاوبه البطيء ...

في شقة يوسف والشباب لسا متجمعين .. نوري ماسك كف مراد يلعبو ضغط مين االأقوى... و تصفيق الشباب تشجيع مين بيسدح كف الثاني قبل ..
محسن : ــ بل طالعو عضلات نوري كنهم نفافيخ بيفقعو..
يوسف : ــ هههههه صلينا على محمد وآل محمد
نوري يلتفت لمحسن وهو يشد : ــ والله... ان عورتني ... الليله.. ومانمت منها... باجيك .. وانت نايم.. وباخبق ... عواينك... تفهم...
ايمن : ــ اجل محسن لا تنام الا بنظارات...
هاني صار يضحك : ــ اكو مراد بعد ما شالله مقاوم شكله مو هين....
شويات ...
وانتصر نوري ...
كاظم وهو يصفق متفاعل : ــ كِتْنا خُوووب صُورَت هي .. << ياللرووعه.. رائع جدا..
محسن : ــ هاااااا... ويش يطلع دا..!
حبيب ميت ضحك : ــ سبه هنديه من العيار الفقيل ..
هاني : ــ لا صحيح يعني ويه ؟؟
صادق كان قريب منهم ماسك كتاب ويقرى فيه.. ضحك وبهدوء :
ــ هه.. ولد عمي مادري متى بيتكلم عربي كامل.. يعني ياللروعه..
كاظم بأستياء التفت ناحية صادق : ــ مو شغلك..
حبيب يصفق .. : ــ هيه.. هوو.. هاا.. خزاك الله يا بليس...
السيد يبغى يخليهم يرجعو يلتهو في اللعبه: ــ ما شالله عليك نوري جسم رياضي ...
حبيب وفي باله : ــ اخ لو اصير زيه بس حركات.. ما انفلعت الا بسبته.. خخخخ
مراد : ــ برافوو عليك.. يللا يبغى لي اشد روحي اكثر حق اوصل مستواك..
نوري : ــ تلعب كمال اجسام انت؟
مراد : ــ لا..
نوري : ــ ما شالله عليك اجل.. بنيتك بعد ماعليها كلام وانت مو رياضي .. صراحه بذلت مجهود يالله غلبتك..

في الباص .. شفيق يسأل مصطفى اللي كان متوتر و بهدوء:
ــ لهالدرجه مريضه..؟؟
مصطفى بعفويه: ــ امي.. صار ليها سنوات تتعب بس اول مره تتعب لهالدرجه...
ــ الله يقومها بالسلامه...
سكت شفيق ورجع سند راسه بالنافذه.. وغفت عيونه...
صار يشوف روحه وهو صغير..
يشوف أمه عند رجول ابوه تتوسل انه يرحمها شوي..
وابوه يضربها بالحزام... وشوي يشدها من شعرها ويرميها على السرير ويربطها فيه وهي قاعده وهو يسبها ويطعن في شرفها.. ويصرخ فيها .. ياللقيطه..!!

يشوفه وهو يحمي سكين حاره على النار ويجي يشوي فيها بدن امه..
يطفي السجاير في جسمها...
بصوت مخنوق يطقع القلب .. كانت تون...
ــ ارحمني.. والله اني بريئه...
بس ابدا لا حياة لمن تنادي ..

شوي مصطفى يسمع شفيق وهو يون :
ــ اماااه.... اماااه...
صار يتأمل فيه.. معور بقلبه شكله التعبان و ندائه لأمه وفي باله:
ــ شفيق .. شكلك وراك حكايه..
عيون مصطفى امتلت دموع.. هو يحاتي امه و هذا يهلوس ويناديها.....


في بيت ابو مجتبى....
اماني و باقر وايثار جابهم أحمد...
اماني من شافت عمها ضربت صدرها:
ــ ويش فيك عمي.. ويش فيها رجولك؟
ام مجتبى صارت تقص ليها السالفه :
ــ وهذا اللي صار يابتي.. وهذا حنا في فلك عظيم.. لا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار.. زين يوم طاوعتي وجيتينا .. شوي نغير جو ويا الجهال فجو علينا..
ماقالت ليها عن ابو رمزي ... انها كلمته يأجل الدفع خلال سنتين عالأقل .. بس ماوافق الا لما شرط عليها...

وتتذكر ام مجتبى ابو رمزي وهي تترجاه.. وتطلب منه دخيل الله يعطف بحالهم و يعور بقلبه امير ولدها اللي ما استفاد من هالفلوس شي ..
تذكره وهو يقول ليها.. موافق بس بشرط.. بعد سنتين اذا ما سددتو المبلغ.. راح ادفع عليه زياده شوي لين يوصل مهر .. لبنتكم وتصير لولدي رمزي
رمزي .. كثير سفر و معروف بين شباب القطيف بأنه راعي بطاله و عليه حركات مش ولا بد .. تزوج وطلق مرتين.. ماوحده تقدر تتحمل العيش وياه ساعه...
ام مجتبى وافقت وكلها امل انهم اكيد بيقدرو يدبرو المبلغ في خلال هالمده.. خصوصا ان مجتبى مو مقصر وياهم ويرسل كل شهر ليهم مبلغ ... و هي بتشد عمرها وتشتغل زياده..


ايثار في الغرفه تحاول تلعب ويا امير .. بس امير كان منزوي ومعاند مو راضي يتحرك.. وكلما سحبته من ايده صرخ فيها..
طلعت ايثار من شنطتها كراسه و الوان فتحت الكراسه و انبطحت على بطنها وهي تبحلس بقهر :
ــ كيفك مابتلعب وياي بارسم وباخليك.. اقعد لحالك
صارت تشخبط شخابيط...
امير يراقبها.. ويش تسوي.. ولافته نظره الألوان..
انسدح جنبها وعلى الورقه المقابله في الكراسه... وصار يتأمل سجادة بيتهم... لقى الزخرفه فيها الوان مثل اللي تلون فيهم ايثار..
مسك لون زي لون احد وردات السجاده..
ابتسمت ايثار: ــ بترسم وياي.. !!؟؟
وقربت منه الألوان..
صار يتأمل الزخرفه اكثر و اكثر ويحاول يحاكيها على الكراسه... كل ورده وكل غصن بنفس اللون...
لين خلص غصن كامل بوروده وبزخارفه بطريقه روعه.. مره كأنه نسخها من السجاده.. وهو فرحان و يضحك بصوت عالي ...

انتبهت ايثار للورود وفتحت عواينها :
ــ الله عميم حليييييييييوييييييييين ورداتك زي الزوليه عدل...
وقامت تركض بالكراسه.. وراحت لعمتها نور...
كانت نور تجهز مع اماني وام مجتبى العشا..
ــ عمه عمه.. شوفي حليوين مو..؟؟؟
نور: ــ الله. الله... ما شالله .. ايثار انتين راسمتنها دي؟؟ تجننن..
ايثار وهي شالقة البوز شبرين : ــ لاااا مو اني..
اماني انتبهت ليهم وصارت تطالع في الرسمه وسألتها:
ــ الله مره حليوه... مين اجل .. باقر ؟؟
نور وابتسامتها تزيد : ــ لالالا.. باقر طلع ويا عمي أحمد يجيبو خبز نسيتو..
اماني .. وبتردد. تسالها.. . : ــ مين..؟؟ امير ؟؟.. امير !!!
ايثار : ــ صححححححححح
نور : ــ حللللللللللللللفي..
ايثار : ــ والله العظيم قسم بالله..
اماني تمصع خد ايثار وهي معصبه فيها : ــ كم مره قلت لش مايحلفو ويقسمو بأسم الله على كل شي..
ايثار : ــ من عميمه قالت لي حلفي .. آآي . خلاااص مابحلف آخر مره...
اماني : ــ وانتين على طول والله ووالله.. امير دي راسمنها؟؟؟!!
ايثار : ــ صدقوني ما اشدب..
وراحت تركض لأبو مجتبى :
ــ يباااا.. شوف امير ويش راااسم...
ابو مجتبى لفتت نظره شخابيط ايثار اللي بالورقه المقابله فمسكها وصار يطالع فيها :
ــ يعني ويش راسم.. بالله عليش .. شخابيط .. ويش عرفه هو..
ايثار برطمت : ــ مو حليوه يعني ... << تقصد الشخابيط..
ابو مجتبى ياكل خياره : ــ لا .. ويش الحلاه فيها.. الوان على بعض
ايثار مدت برطمها شبر .... وبهدوء : ــ هذي رسمتي .. دي رسمة امير
واشرت على الورود..
ابو مجتبى : ــ كح.. كحححححححح كح..
شرق بالخياره...