ابو مجتبى قام للصلاه.. حماماتهم برى البيت في الحوش.. المكان ظلمه .. عدا نور خافت للمبه
وفوق هذا نظر ابو مجتبى ضعيف بعض الشيء.. وبين ماهو يمشي لسانه يلهج:
ــ لا اله الا الله ..توكلت عليك ياحي ياقيوم..

الا يشوف قدامه شمطوط ابيض كبير يركض خلاه يتصروع و يصارخ ...
ويسحب الشمطوط بلا شعور .. الا يطلع ولده امير,,, قام من سريره.. و الشمطوط شرشفه ...ملوتنه عليه و ابو مجتبى نظره على قده..

شان يصرخ : ــ واااااااااااااه..

امير هو ابنه المصاب بالتوحد.. بسبب تسمم امه بالرصاص من تلوث الجو .. اثناء فترة الحمل كانو ساكنين في منطقة صناعيه بحكم عمل ابو مجتبى قبل لا يتقاعد ...
وبعد ما تقاعد انتقل للعيش في القطيف و شرى له مزرعه يتسلى فيها..

امير .. صبي موهوب يحب يرسم من يمسك الورقة والقلم يرسم اشياء عجيبه.. اخوه احمد يشجعه و يتابع وياه هالهوايه..

يفهم بس ما يتكلم.. فقط يردد كلام اللي حوله.. بصوت عالي ومرتفع ويقعد يضحك.. له بعض الحركات اذا عصب او روق بزياده.. توتر اللي حوله وتعيشهم في قلق عليه...

صار يكرر صرخة ابوه المختلع و يضحك..
ابو مجتبى ما قدر من الخلعه عفويا بلا شعور صار يصارخ فيه...
ــ ويش مقعدنك.. ولويه طالع هالحزه .. يلاااا .. عود غرفتك.. يللااااا
امير مستمر بالضحك و ترديد آخر كلمه يقولها ابوه..
صار يردد يللااا بصوت عالي ومزعج... وهو قاعد في الحوش
ابو مجتبى عصب فيه .. ومسكه يوقفه:
ــ قوووم..
الا يصرخ امير و يقلع الدنيا صياح ...
طلعت امه تركض .. من شافت ابوه ماسكنه خافت تفكره بيضربه << بالعاده ابو مجتبى اذا عصب بشده... يضرب امير..
راحت تركض وسحبت ولدها وقعدت وياه عالأرض وصارت تهدر على ابو مجتبى:
ــ بتضربه؟؟؟ بتضربه بعد.. يالله صباح خير .. ويش مسوي ...
امير امه حاضنه راسه وهو يصيح ...
طلع احمد من غرفته..
ــ ويش فيكم..؟؟ ويش صاير
ابو مجتبى سااااكت ...
تركهم ودخل الحمام..
احمد راح لأمه: ــ اماه ويش صاير؟؟؟
ام مجتبى قامت تصيح : ــ اسأله اللي ماكنه ولده...من الصبح طايح فيه صريخ..

ابو مجتبى داخل الحمام متسند عالباب و يتنفس بصعوبه..
ــ استغفر الله .. ربي العلي العظيم
طلع من الحمام و دخل احمد وراه ...
المغسله برى.. فتح ابو مجتبى الماي وهو يسمع صوت امير داخل الغرفه لسا يصيح وامه تحاول تهدي فيه..
غسل وجهه وظلت كفوفه تغطيه...
احمد طلع وانتبه لأبوه .. وبهدوء :
ــ يبه.. خير ان شالله؟؟
ابو مجتبى يتنهد من قلب:
ــ ايييه .. الله كريم.. يابوك مانى داري ويش اسوي .. ما باليد حيله.. وامك تنفعل على اتفه الأمور...
.. ويسمح الماي عن وجهه ويكمل وضوئه
احمد حز في نفسه حالة ابوه و قلقه على امير .. و امه الحساسه جدا ناحية مرض امير وخوفها المتزايد عليه و اتهاماتها السريعه لأبوه بين فترة وفتره ..



في بيت ام فتحي ... عبدالستار بعد ما فرغ من صلاته .. طلع الحوش يمشي شوي .. ارق صايبنه ومانعنه من النوم...
وقاعد يفكر في حاله:
ــ لمتى انا كذا... ليش هالأحساس مو راضي يتركني ... حسبي الله على اللي كان السبب ... حسبي الله عليه...

عبدالستار مطلق زوجته (( ابرار )) ماصار ليها شهرين ... اكتشفها تخونه وتتواعد ويا واحد
طاح عليها وهي تكلمه بالجوال...
صار يتذكر كيف صدمته وشلون حاول يفهمها ويستفسر منها عن اللي سمعه؟؟
يتذكر ارتباكها وخوفها و مداراتها لفعلتها الشنيعه بالصريخ و ترفيع الصوت...
ولا اعترفت .. الا ما ضربها ضرب ...
صارت تصيح من قلب و هي تقول له ان اهلها غصبوها عليه لأنه تاجر و ميسور الحال ..
و انها تحب اخو صديقتها وهو يحبها... وغالبا تكلمه تلفون او جوال او حتى ماسنجر ...

الكلام كان سيل قنابل ورصاص على عبدالستار..

صارت تذكر له ان ابوها ماكان موافق لأن اخو صديقتها يشتغل شغله بسيطه وراتبه على قده مره ما يكفيه لآخر الشهر حتى.. بس كان الرجال مصر و هي موافقه عليه مامانعت ... فصار الأبو يسأل عن اخلاقه كحق واجب و طول وهو يسأل عل وعسى يلاقي فيه عيب يمنع .... !!

بس الحظ جاب عبدالستار في نفس الأسبوع اثناء ما كانو يسألو عن اخو صديقتها..
و ابوها من النوع اللي يحب الفلوس فمن سمع بحالة عبدالستار .. وقف السؤال عن اخو صديقتها و صار يسال عن عبدالستار كم يوم وعلى طول وافق عليه...
خافت هي تصر على اخو صديقتها ضد عبدالستار ..
ابوها واخوانها مابيرحموها...
ويش حجتش تقبلي بالفقير و تتركي الغني اللي مافيه عيب..!!
صايم مصلي و اخلاقه عال العال والف بنت تتمناه...؟؟؟

خافت تتكلم و على طول يكتشفو عمايلها و يعاقبوها ويعاقبوه..
قررت تترك حلمها لأجل سمعتها و خوفا على اخو صديقتها من اخوانها خصوصا انهم شرانيين..
وتقبل حبيبها الأمر الواقع لأنه يحبها ويخاف عليها .. فأنسحب من حياتها بهدوء...

و تزوجت عبدالستار على مضض.. بعد اسبوع واحد خطوبه ..
لأن ابوها ما يرضى الخطوبه تطول ولا يحب بعد العقد تظل بناته فتره عنده و ازواجهم يصيرو يروحو ويجو عليهم....

كان عبدالستار... شاب خجول اخلاقه عاليه..
غير متكلف ولا يعرف للسوالف الرومنسيه...
فصارت تقارن بين معاملة حبيبها وعبدالستار !!
مع ان عبدالستار ماكان مقصر عليها بشي ...
يعطيها فلوس يطلع وياها السوق يخليها تاخذ كل اللي نفسها فيه بس ماكان رومنسي ولا يفاجأها بهدايا ولا حركات حلوه.. ماكان شاطر في صف العبارات و الكلام الحلو ..!!

عمره ما غازل جمالها ولا مدح اناقتها لما تتعدل له..

مشاعرها الدافيه اللي كانت لحبيبها صارت تحرقها تحر ق وتخليها تحن له ...
لين ما الشيطان اكل بعقلها وخلاها تبادر و ترجع تكلم حبيبها عالماسنجر... ازالت الحظر لتكتشف انه ماحظرها فكلمته...

في البدايه رفض حبيبها كلامها .. اخلاقياته ماكانت تسمح...
بس صارت تترجاه يسمعها بس.. شقد هي مكبوته وتحس بالحزن.. بس تبغى تفضفض له...
كأخ... صديق ... لا اكثر ...!!

ولأنه يحبها.. حب مو طبيعي..
ولأن مشاعره ما خمدت حتى بعد ما تركته و تزوجت غيره..

صار يسمع شكواها..
صار يخفف عنها..
صار يمدحها ويغازلها اذا زوجها اهمل هالشي..

لين ما رجعو.. للحب القديم.. ورجعو لسوالفهم المعتاده.. !!

ابدا ماكانو يفكرو ويش نهاية هالحب الحرام وويش عواقبه...
وعبدالستار ياغافلين ليكم الله..!!

لين ما اكتشفها وهي تواعده في الجوال بتروح بيت اخته وتتمناه يجي تشوفه ..
كان غرضها بس النظر.. بس تبغى تشوفه.. ماكانت تفكر في أي شي ثاني..

وحبيبها كذلك .. ماكان يقدر يكمل هالمسرحية بنهاية تغصب رب العالمين فوق غضبه عليهم و تزيد نيرانهم سعير....
بس الله شاء عبدالستار يكتشف ... ويحق له ما يفكر في اللي سمعه ببراءه..

فصار يسألها بحسره وحرقه :
ــ ليش ... انا مقصر عليش بووويش؟؟

كانت حزتها تلبس ذهب .. قطعت سلاسلها.. فصخت اساورها.. رمتهم عالأرض وهي تصرخ :
ـ كل هذا مابغاه.. اني مو عبدة فلوس .. اني ما احتاج الفلوس..

صار يصرخ عليها: ــ ويش تبغي .. ؟؟معامله حسنه اعاملش عمري ما مديت ايدي عليش ولا ضربتش الا الحين لقباحة فعلتش..

صرخت عليه: ــ بــــــــــارد .. ماعندك احاسيييس .. حجررر.. تعبت منك .. من خجلك هذا.. اني مرتك مو غريبه عليك.. ليش تعاملني بهالطريقه.. ما احبك اني .. مـــــــــــــــا احبك.. ما احسك رجال ابدا..

....
ما احبك...ما احسك رجال ابدا...
...


هالجمله صعقت عبدالستار.. اهانته.. كسرت كبريائه...عيونه احمرت ويداري دموع القهر... وبهدوء وقلبه محترق:
ــ ثيابش لميهم وروحي بيت اهلش.. انتين طالق ..وورقتش بتوصلش بعد كم يوم من المحكمه..
قامت مرته بهدوووء عطته ظهرها بتترك الغرفه..
عبدالستار بصوت متقطع .. وقلبه متألم :
ــ و السبب .......... قولي لأهلش انش ما تعرفي لشغل البيت و لسانش طويل .. وانا عصبي وما اتحمل هالأشياء .. فضربتش ..
ان دريت بش قلتي غير هالكلام .. ما بينتابش غير الفضيحه و بينكشف فعلش المستور عنهم...

ستر عليها المسكين .. و دارى حزنه ولوعته .. وصار يلوم في حاله على بروده .. ويصبر قلبه على اللي صار له...
يذكرها لما قال ليها هالحل ...
انها ابتسمت.. وفرحت ,, وقامت بدون ما يبين عليها أي شعور بالحسره و لا الأسف حتى ولا الشكر اقلها.. !!!

و اللي خلاه يتألم.. ويزيد ناره نار.... و خلاه من قلب يصيح لأول مره.. انها بس تطلقت على طول من خلصت عدتها .. تزوجت من حبيبها .. اللي كأنه كان ينتظر هاللحظه..

وابوها طبعا وافق على طول .. شلون مايوافق وبنته صارت مطلقه.. من بعد شهرين من زواجها...!!

شلون ما يوافق ؟؟؟ وسبب طلاق بنته انها ربة منزل فاشله و لسانها طويل...!!
مو مستعد يخليها وياه بقايا العمر و فيه احد راغب بها..!!

وهالمره بدون حتى ما يسأل عن حبيبها وسيرته.. على طول وافق و تزوجو ....