طلعو من الهيئة .. وهم بالتاكسي راجعين للشقه.. حبيب يتأمل في السيد وهو مبتسم..
السيد انتبه عليه وبدون لا يلتفت له:
ــ ويش تطلع؟
حبيب :
ــ لا بس .. سبحان مغير الأحوال.. اللي يشوفك لول كيف مع مراد مايشوفك الحين..
ابتسم السيد وتنهد:
ــ ماتعرف الواحد عدل الا بعد عشرته.. وفي المواقف الصعبه...
ابتسم حبيب..
وسكت شوي..
وشوي رد تكلم بأنفعال:
ــ يـــــــــــالله تدري ويش تذكرت؟
السيد:
ــ ويش ؟؟
حبيب :
ــ حلمة مراد... وكيف كان لينا دور فعال فيها... هههههههههه مانى قادر استوعب.. سبحان الله
السيد :
ــ هههههههه صدق مو.. هذا تأويل رؤياه يعني...
ــ مايندرى ويش صار على يوسف .. احسه مصدوم وبنفس الوقت ماله حق يصدق ..
ــ بينصدم الحين من نفسه زياده لما يعرف الحقيقه
ــ يوسف حساس بطبعه ..
ــ ومراد اكثر حساسيه..
ــ لايقين على بعض..
ــ شده وبتزول .. وبيتصافو ان شالله اكيد.. خلنا لا نتدخل الا اذا سائت الأمور اكثر
ـ لاااا .. ان شالله مايصير الا الخير..
في مغفر الشرطه.. حسن راح بدل عبدالستار يشوف ويش صار على قضية فتحي..
وبين ما حسن جالس والضابط يقلب الأوراق تبع فتحي... بعد استدعائها لمكتبه..
وبهدوء:
ــ مثل ماتوقعت..
حسن بتساؤل :
ــ خير ان شالله؟؟
الضابط يحط الورق و بأسف:
ــ مع الأسف يا اخ حسن .. فتحي راح ياخذ عقوبه اكثر من العقوبه اللي المفترض ياخذها حاليا..
حسن وماهو فاهم السالفه ..
ــ نعم؟!
ــ لقينا والله في دمه نسبة كبيره من الهيروين
حسن انصدم.. ومو عارف ويش يسوي ... هو باله مع صديقه اللي منضرب وفاقد الذاكره.. لو مع اخوه اللي متلبس في قضيه ثابته عليه.. لو مع عمته اللي باطه شبده ومرته اللي مو عارف كيف يتصرف وياهم..
الضابط:
ــ معقوله مالاحظ عبدالستار على اخوه هالشي ؟ معقوله ما انتبهتو و تداركتو الوضع..
حسن بهدوء وصدمه ممزوجه باسف:
ــ علاقتهم مش ولابد..
الضابط يلم الأوراق:
ــ اهااا ... الله يهديهم ويصلحهم.. عموما راح ينرسل فتحي لمستشفى الأمل للعلاج اولا وبعدها راح ياخذ العقوبه.. ماعلى عبدالستار شر .. و الله يساعدكم...
طلع حسن وهو يجر اذيال الأسف والتفكير ماكل راسه .. و مو عارف كيف يتصرف وويش ممكن يسوي ..
رجع المستشفى .. لقى ازدهار قاعده برى قريب الغرفه على كراسي الأنتظار..
سوى روحه ماشافها... ودخل الغرفه..
ازدهار والدموع محتقنه في عيونها:
ــ ياربي يرجع لوضعه الطبيعي.. ياربي لو مارجع ويش باسوي... ويش فيه رجل وداد علي .. وهالوداد وامها اللي يرفعو الضغط... ياربي ساعدني و الطف بحالي...
حسن يطالع في عبدالستار اللي رجع ونام وفي باله:
ــ ويش اسوي ياخوك الحين انااخبر امك بمصيبة اخوك.. ايييه ضربتين بالراس توجع...
الا جواله يرن .. وكان رقم بيت عبدالستار...
رد وداد المتصله:
ــ شخبار فتحي؟
حسن يتنهد وفي باله:
ــ ايه فتحي بس اللي ينسأل عن اخباره..
ويرد عليها بتعب شديد:
ــ فتحي ... !! على الله العوض..طلع مدمن .. و بيتعالج وبعدها بياخذ العقوبه
وداد انصرعت:
ــ ويش فيه؟؟ مدمن ويش !!!!
ام عبدالستار جنب وداد.. التفتت بالسرعه ناحيتها .. وعيونها تتامل ويش الخبر اللي بتسمعه:
ــ ويش فيه؟!
وداد:
ــ ياعلي .. ياعلي .. ياعلي ياعلي
سكرت وصارت تصيح بلا شعور..
ام عبدالستار وهي حاطه ايدها على قلبها:
ــ ويش صاير .. ؟؟؟
وداد والرعب مبين على وجهها....
ــ فتحي مدمن مخدرات...
ام عبدالستار انخفض ضغطها.. دار راسها وقعدت عالكنب
وصارت وداد تهدي فيها...
ام عبدالستار تصيح وتنوح:
ــ ويلي عليكم ياولادي .. ويلي ..... واحد مايندرى ويش صاير عليه مفلوت بالحبوس.. والفاني مفلوت بالمستشفى وماله فكر... اني ويش اسوي بحياتي ... حسبي الله عليك يا علي .. حساب كافيك كل منك حوبتك صارت في ولادي .. (( علي ابو عبدالستار ,.. زوجها الأول (( البخيل المتوفى )) ))
وداد مهي فاهمه ويش فيها امها وعلى ويش تتحسب على ابو عبدالستار ...
تحاول تهدي في امها... سدحتها عالكنب ..
صارت ام عبدالستار تنافخ لين نامت...
وداد بخوف:
ــ اول مره في حياتي اشوفها تحاتي عبدالستار.. ماني داريه ويش سالفتها امي..,. الله يستر من آخرتها...
في بيت ابو مجتبى...
نور تكلم شهربان تلفون...
نور مذهوله:
ــ احلفي .. ياعلي الله يساعد ماريا.. خلعه قويه....
ــ مهي طبيعيه حالتها اليوم.. الله المعين... هااا بتجي بكره بعد لو لا؟
نور تتنهد وتحس بضيقه:
ــ اباجي..
ــ ويش فيش انتين .. اشك انش مو مريضه.. في شي تاعبنش..
ــ مافيني شي ..
ــ عموما مافاتش شي .. الأحياء امس غايبه و الغريب في الموضوع انش غبتي من صوب .. ومافي كيميا ... دي يومين..حتى اشعار آخر
نور اختلعت:
ــ لويه؟
ــ يؤ ما سمعتي !!!!!
وصارت تحكي لنور اللي سمعته عن استاذة زكية..
نور وهي تتنفس بالسرعه اختنق صوتها:
ــ شدابين.. والله شدابين...
ــ ويش فيش غناتي.. ويش صاير
نور صارت تصارخ:
ــ رمله دي حيوانه..احلف لش انها حيوانه..
ــ ياعلي نور ويش فيش
الا تسمع شهربان صوت اماني تكلم نور وتهدي فيها..
نور رمت السماعه و صارت تصيح من قلب وهي ترتجف ..
اماني مسكت السماعه:
ــ الو.. مين ..؟
شهربان:
ــ اني شهربان ويش فيها نور؟
ـ مادري .. اباهديها وتالي باخليها تكلمش .. هي مهي على بعضها دي يومين..
سكرت شهربان وهي خايفه ومتأسفه انها فتحت الموضوع لنور..
ومهي فاهمه لويه نور انفعلت هالكثر و لويه سبت استاذة رمله..
اماني وهي ماسكه نور...
ــ هدي غناتي ويش فيش...!!!
دخلت ايثار وشافت امها وحالة نور..
ــ عمتي .. ويش فيش عمتي....
نور بس تشاهق وشابحه بعيونها..
اماني تفرك في ذراعها وهي حاضتنتها:
ــ بسم الله عليش الرحمن .. ويش فيش ؟؟
دخل ابو مجتبى عليهم...
اماني :
ــ عمي ويش مقومنك...
ابو مجتبى وهو يمشي شوي شوي ... صايره مشيته مهي متوازنه ... من بعد فقده لأصابع رجله...
وصل وهو يتسند عالجدار .. قامت له اماني مسكته .. لين جلس جنب نور...
حط ايده على راسها وصار يمسح.. وقلبه متفطر :
ــ ويش فيش يابتي.. حالش مايسر العدو قبل الصديق ... ويش صاير بالمدرسه ومكدرنش ..
نور بلا شعور من حركة ابوها... زادت صياح.. وارتمت في حضنه..
صار يخفف عنها ومهو عارف ويش فيها...
بصوت متقطع :
ــ ظلموها.. استاذة الكيميا... وفصلوها... واني شاهده على انها مظلومه..
ابو مجتبى :
ــ ها.. ويش تقولي ..!!
مسك نور من كتوفها و صار يطالع في عيونها ويحثها تتكلم و تفضفض كل اللي بخاطرها...
نور مهي عارفه تحكي لأبوها .. تحس نفسها مستحيه وماعندها الجرأه تخبره باللي شافته واللي صار...:
ــ لا .. لالالا.. تحاتي يبا .. اباعلم اماني ..
اماني:
ــ ايه عاد... قولي لي ويش فيش .. يمكن اقدر اساعدش . واذا استدعى الأمر اروح وياش المدرسه باروح ..
ابو مجتبى ماحب يضغط على بنته اكثر ..
فقام عنهم و تسند الجدار يمشي وخطواته تتثاقل ..
تلقاه طلعته من الغرفه امير.. مسك امير ابوه وسنده عليه... وهو مبتسم ..
ابو مجتبى حس بالغبنه... على ولده اللي كان دايما يتجاهله و يهمله...
ــ ايه ياولدي .. ساعد ابوك.. هالأبو اللي عمره ما ساعدك...
امير بأبتسامه عريضه:
ــ اساعد... اســـاعد...
المفضلات