السؤال :
ما تفسير هذه الآية الكريمة , و ما معنى القيومية فيها , أرجوا التفصيل في جواب هذا السؤال :
(افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم ام تنبئونه بما لا يعلم في الارض ام بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد)
الجواب :
اي الله الذي هو محيط بكل شيء ورقيب عليه، وعليم بما كسبت نفسه من خير وشر، فلا يخفى عليه شيء من اعمال الناس، ولا يفوته شيء من جزائهم، هل يكون مثل من ليس كذلك ؟
فكيف يجعل له شركاء؟ قل سمّوهم او صفوهم فانظروا هل لهم ما يستحقون به العبادة ويستأهلون الشركة ؟ وهل تخبرون الله بشركاء لا يعلمهم في الأرض وهو العالم بما في السماوات والأرض ؟ فعدم علمه بهم يستلزم عدمهم _ومن هنا جاء في الجواب الصادر عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام عن سؤال اليهود بأنه ما هو الذي لا يعلمه الله ؟ فقال (ع) : هو شريكه، وانما يقال : لا يعلمه لأنه ليس موجوداً حتى يعلمه، فعمنى لا يعلمه الله انه غير موجود بخلاف (لا يعلمه زيد) فإنه قد يكون موجوداً لكن زيداً جاهل به، ولكن بما أنه تعالى عالم بكل شيء فاذا لم يعلم شيئاً لزم عدم ذلك الشيء_
ام تسمونهم شركاء مجازاً ومن غير حقيقة كتسمية الزنجي بكافور ؟
والقائم على الشيء هو المهيمن والمتسلط عليه والدبّر لأموره، والمعنى أن الله الذي هو القائم على كل نفسٍ بما كسبت، لأنه محيط بها وقاهر عليها، وشاهد لها، ومدبّر لأعمالها، ومحوِّلٌ لأحوالها، فهل يعدكم غيره حتى يشاركه في الألوهية والربوبية ؟
السؤال :
و بودي لو تشرحون و تستظهرون بعض الجوانب في سر تسمية الله عز و جل لأولياءه , و أن أسمائهم الشريفة من عند الله عز و جل , و عن خصوصية هذه الأسماء لهم , مثل ما ورد في القرآن الكريم :
(اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين)
(يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا)
الجواب :
هو نوع تشريف وتعظيم وبيان علوّ مقامهم.
أما بالنسبة للخمسة الطيبة فمضافاً الى التشريف والتكريم قد وردت روايات من طرق السنة والشيعة أن الله تعالى اشتقّ اسماءهم من اسمائه الحسنى للدلالة على انهم مظاهر صفاته.
ففي الحديث الذي يرويه الحمويني بسنده عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى أوحى الى آدم عليه السلام : (هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من اسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة والنار... فأنا المحمود وهذا محمد، وأنا العالي وهذا علي، وانا الفاطر وهذه فاطمة، وانا الاحسان وهذا الحسن، وانا المحسن وهذا الحسين)
وقال أبو طالب عليه السلام يمدح النبي (ص) :
لقد أكرم الله النبي محمداً * فَأكرَمُ خلق الله في الناس أحمد
وشقَّ له من اسمه ليجلّه * فذو العرش محمود وهذا محمد
(تاريخ ابن عساكر ج1 ص275)
(دلائل النبوة لابي نعيم ج1 ص6)
(ابن كثير في تاريخه ج1 ص266)
ولمّا ولد علي عليه السلام في الكعبة خرج ابو طالب عليه السلام وهو يقول : ايها الناس، ولد في الكعبة ولي الله، فلما اصبح دخل الكعبة وهو يقول :
يا رب هذا الغَسَقِ الدَّجي * والقمر المنبلج المضيّ
بيّن لنا من امرك الخفي * ماذا ترى في اسم ذا الصبي ؟
قال : فسمع صوت هاتف يقول :
يا اهل بيت المصطفى النبي * خصصتم بالولد الزكي
ان اسمه من شامخٍ علي * عليٌّ اشتُقَّ من العليّ
(اخرجه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب ص260)
السؤال :
قال الله عز و جل : (اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين )
( يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبراه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها )
أرجوا من سماحتكم بأن تتكرموا علينا بشرح معنى الوجاهة عند الله عز و جل , أريد شرحا أعمق مما عليه ظاهر اللفظ ,
كما نقرأ في دعآء التوسل الشريف , يا وجيها عند الله إشفع لنا عند الله
و في زيارة عآشورآء الشريفة : اللهم إجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا و الآخرة
أريد و بالخصوص معرفة إذا ما جاء في رواياتنا الشريفة توضيح عن معنى الوجاهة عند الله عز و جل .
الجواب :
ليس هناك رواية تذكر معنى خاصاً للوجهاة عند الله تعالى، فلا بدّ من حمل اللفظ على المعنى اللغوي والعرفي.
نعم الوجاهة عند الله تقتضي ان يكون للوجيه منزلة سامية ومقاماً عظيماً يتمكن بها من الشفاعة عند الله، فيشفع ويٌشفَّع ويكون مصداقاً لقوله تعالى {وابتغوا اليه الوسيلة}
السؤال :
بودي من سماحتكم تفسير هذه الآيات الكريمات :
(وهو الذي انشاكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الايات لقوم يفقهون)
السؤال : ما معنى هذا الإنشآء , و ما تفسير هذا النفس الواحدة , فإن قلتم أن المعنى , هو نفس أبونا آدم وأمنا حوآء عليهما السلام , فما يكون معنى " فمستقر و مستودع " , مضافا إلى أنهما عليهما السلام نفسان و ليس نفسا واحدة .
و شكرا .. و نسألكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهراء سلام الله عليها
الجواب :
المراد من {نفس واحدة} هو آدم عليه السلام
وأما حواء فقد خلقت من فاضل طين آدم عليه السلام، فالأصل هو آدم عليه السلام، والله تعالى خلق جميع البشر من آدم (ع).
وأما قوله : {فمستقر ومستودع}، فالظاهر أن المراد به من استقرار الايمان في قلبه، فلا يزول، ومن كان الايمان مستودعاً فيه زماناً ثم يسلب ايمانه كما في الحديث عن الباقر عليه السلام أنه قال لأبي بصير حين سأله عن هذه الآية : ما يقول أهل بلدك الذي انت فيه ؟
قال : يقولون : مستقر في الرحم، ومستودع في الصلب.
فقال (ع) : كذبوا، المستقرّ من استقرّ الايمان في قلبه، فلا ينزع منه ابداً، والمستودع الذي يستودع الايمان زماناً ثم يسلبه، وقد كان الزبير منهم.
وعن الصادق عليه السلام انه سئل عنها فقال : مستقرّ في الرحم ومستودع في الصلب، وقد يكون المستودع الايمان، ولقد مشى الزبير في ضوء الايمان ونوره حتى قُبض رسول الله (ص) حتى مشى بالسيف وهو يقول : لا نبايع إلا علياً.
وعن الكاظم عليه السلام في هذه الآية : ما كان من الإيمان المستقرّ فمستقر الى يوم القيامة أبداً، وما كان مستودعاً سلبه الله قبل الممات.
وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام : أن الله خلق النبيين على النبوة، فلا يكونون إلا أنبياء، وخلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلا مؤمنين، وأعار قوماً إيماناً، فان شاء تمّمه لهم، وإن شاء سلبهم إياه، وفيهم جرت {فمستقر ومستودع}
وقال : إن فلاناً كان مستودعاً إيمانه فلمّا كذب علينا سُلب ايمانَه ذلك.
والظاهر أن مراده من فلان هو أبو الخطاب محمد بن مقلاص الغالي، الذي قال بالألوهية في الأئمة عليهم السلام.
السؤال :
ما هو السبب بأن المرأة لا ترث من الأرض والعقار شيئا ..
حسب ما جاء من الروايات .. وشكرا
الجواب :
لا ترث الزوجة من الأرض شيئاً، وترث من البناء، من قيمته لا من عينه.
ولعلّ الحكمة في ذلك أن المرأة بعد وفاة زوجها ومضيّ عدّتها قد تتزوج، فإذا كانت ترث من الأرض او عين البناء فقد تستولي على ذلك وتمنع الأولاد من التصرف في الأرض او البناء، أو تزاحمهم، أو تسكن معها زوجها الثاني الذي لا يتحمله أولاد الميت.
وعلى كل حال فهذا الحكم مختص بالزوجة، ولا يشمل كل امرأة، فالأم والبنات والأخوات يرثن من الأرض أو البناء كغيرهنّ من الورثة.
وفي علل الشرايع، بسنده عن محمد بن سنان، أن الرضا عليه السلام كتب اليه فيما كتب من جواب مسائله : علّة المرأة أنها لا ترث من العقار شيئاً إلا قيمته الطوب والنَّقض، لأن العقار لا يمكن تغييره وقلبه، والمرأة قد يجوز أن ينقطع ما بينها وبينه من العصمة، ويجوز تغييرها وتبديلها، وليس الولد والوالد كذلك لأنه لا يمكن التفصي منها، والمرأة يمكن الاستبدال بها، فما يجوز أن يجيء ويذهب كان ميراثها فيما يجوز تبديله وتغييره إذا شبهها وكان الثابت المقيم على حاله لمن كان مثله في الثبات والمقام.
ولعلّه اشارة الى ما ذكرناه، وقد صرّح بذلك في رواية ميسر، قال : سألت ابا عبد الله (ع) : ثم عن النساء ، ما لهن من الميراث ؟
فقال (ع) : لهنّ قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب، فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهنّ فيهما.
قلت الثياب لهن ؟
قال : الثياب نصيبهنّ فيه.
قلت : كيف هذا ولهن الثمن والربع مسمى ؟
قال : لأن المرأة ليس لها نسب ترث به، وإنما هي دخلت عليهم، وإنما صار هذا هكذا لئلا تتزوج المرأة فيجيء زوجها او ولدها من قوم آخرين، فيزاحمون هؤلاء في عقارهم.
المفضلات