اعتدت دائماً أن أفكر صباح كل يوم على رائحة القهوة أو قدحاً من الشاي المتورد بالحليب غير أن طلب الاستقالة الذي تقدم به الأخ الكريم/ القاضي جعلني أعصب رأسي بقطعة من القماش وأخوض غمار هذا الطلب الهجين بطبعه !! حيث إن هذا الطلب ليس له مبرر وغير مسؤول ولو أخذ صفة الأدبية من صاحبه إلاّ أن مثل هذه القرارات تحسب لدى العقلاء على أنه حقن للدماء رغم إنني من ألد أعداء هذا الأسلوب السياسي المسالم !!

على كل حال كان دخولي هنا بغرض مرور الكرام نظراً للصداع الذي يفجر رأسي ومع ذلك مجبر أخاك لا بطل ففي هذه العجالة أحب أن أقول للأخوة المشاركين والذين كان لهم شرف المشاركة بكل ما يحملون من صكوك البراءة فالنقاش خرج ودخل بوتقة الدفاع عن فكر صاحبه وقناعاته ولأن الحوارات تكون دائماً خليطة بين الجد والهزل والشد والجذب وقد تتبعت متأخراً ما احتواه سير هذا الحوار ورأيت ما يندى له الجبين حيث استخدام بعض الألفاظ الضعيفة التي زادت الطين بلة ولست مرغماً على كشف هوية صاحبها فكلنا عيوب وللناس ألسن ، وأعود وأكرر أنه من الصحي ومن الطبيعي وباعتبارنا نفتقر لأبجديات النقاش ولأن الحوار علم قائم بذاته ولأننا فقراء إلى هذا العلم وأولهم أنا مما ارهص وافرز هذا الاحتدام بين الجميع فطائفة تقول بمعتقد والطائفة الأخرى تعتقد بما يضرب معتقد الآخر مما ولّد هذا التشنج ووصلنا الى النفق المظلم في حين كان يفترض علينا أن لا تطال الموضوع يد الرقيب الإعلامي ويكون مآله الغلق والمصادرة لأننا عقلاء وندرك جسامة المسؤولية ولكن ما دام بلغ السيل الزبى كان لزاماً على المدير العام بما ليس له من بد أن يجتث تلك الدودة التي نخرت عظام الموضوع وتم اغلاقه نهائياً ..؟؟

واضح إن القاضي من النشطاء وأصحاب الفكر المعتدل والذي يطالب وقد لمست ذلك من آرائه إنه يطالب بمنح الثقة للخطيبة وللزوجة وأن تتاح لها الفرصة وأن تحرر من الأغلال التي تحد من انطلاقتها وأن تعطى الحق في اثبات جدارتها فهي - أي المرأة - وعلى حد رأيه مغلولة الحرية ولا زالت تعيش أطلال الماضي والإرث القديم ومازالت أيضاً تعيش وهم الحرية في حين هناك من يضيق عليها إن لم يكن يضحك عليها ..؟؟ وأنا أحترم هذا الفكر وأنادي به وأتبناه ..!!!

لا أبرئ ساحة المشرفين الموكلين بإدارة واشراف الحوارات والنقاشات الفكرية من اللائمة فهم لهم يد قصيرة إن لم تكن طويلة فقد كان ينبغي لهم التواجد والحضور المكثف في لجم هذا الاندفاع الأيديلوجي وهذا الزخم من الأفكار الساخنة التي أودت بالموضوع ناحية الهاوية ، وأتمنى من الأخوة المشرفين في مثل هذه الحوارات تفعيل تواجدهم وأولهم انا الذي أتحمل كامل المسؤولية فهمزات الوصل افتقدناها في مثل هذا الحوار النشط مما انتهى الحوار الى هذه النتيجة الكهفية ..!!

في الختام أتمنى أن يستأنف الأخ القاضي مرافعته وأن يمنح نفسه قسطاً من الراحة الذهنية وأن يراجع ملفاته الخاصة وأن يخزي ابليس ويتذكر أن ما حدث كان ارهاص طبيعي وأنا واثق إن الأخ القاضي على دراية تامة بما أقول وهو عند حجم هذه المسؤولية ولذلك فليدع لنفسه فرصة التفكير مرة أخرى فيما يخص هذا القرار المرتجل وإن لم يكن كذلك فما زلت أطمع ويطمع الكثيرين في اعادة النظر وإلا صارت المسألة عادة مألوفة فكل من يزهق قلمه ويبح صوته من الكلام أخذ على نفسه الاستقالة والإبتعاد ..!!!

تحياتي
يوم سعيد