بسمه تعالى
بدايةً، عظم الله أجوركم جميعا بوفاة أمير المؤمنين و يعسوب الدين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام،
و سلام الله عليه حين ولد في الكعبة، وحين وقع صريعاً في محراب الكوفة، وحين مضى شهيداً وشاهداً على الظالمين، وحين أضحى راية العدالة وعلم الهدى، ومنار التقوى.
أخي الفاضل القاضي،
كلنا هنا طواعية، و لك كامل الحق في الإستمرارية أو الإنقطاع،
و أبرئ ذمتكم سواءاً أنعتني قصداً أم سهواً،
فلا يغير ذلك مطلقاً من مدى الإحترام الذي أكنه لك.
و رغم أن هذه حرب لا ناقة فيها و لا جمل، إلا أنه أجدني لا أملك بداً أن أعقب على ما تفضلت، أنت و الأخوة الأعزاء.
قد أفترضت جدلاً إنقضاء فترة صلاحيتك في هذا الصرح، و لا أجد أي مبرر أو مفسر لما تفضلت.
فكل ماجرى، لا يرقى حتى لأن يكون إختلاف في وجهات نظر،
فأني أراهن هنا، أننا جميعاً متفقون، و لكن تنقصنا، و أخص نفسي هنا، تنقصني ملكة الأدب و صناعة الكلام لتوصيل وجهة النظر.
و إن إفترضت أنا جدلاً أننا قد إختلفنا،
فلتعلم أنه لا يجب علينا أصلاُ أن نتفق.
و رغم كرهي لما سأقول، إلا أنني سأتجرأ به إيماناً و إحتساباً:
هناك فجوة ليست باليسيرة في تعايشنا و تقبلنا للرأي الآخر.
فلا أعلم سبب إصرار البعض في تصدير رأيه أو تثبيته، و هذا ما لاحظته في طرحك.
و أستنكر قيام من وُكـِّل بالإشراف على هذا القسم، حرصه الدائم على التعقيب على آراء الأعضاء. و هو أستاذي الفاضل يوم سعيد.
فيا أخوي، و ليشهد الله أني لأحبكما به، و لا أقول ما أقول إلا من باب حرصي على كمالكما مثلما أنتما أقرب أليه،
يا أخوي،
لنعلم أن هناك حقوق، و هناك أخلاقيات، و إن إختلفنا، فلنختلف بتقدير الأخلاقيات لا الحقوق.
و لندرء الإجتهاد مقابل النص، و لنتبع سبيل الحق و لو كرهنا، و لنعلم أن أعقل الناس من كان بعيبه بصيرا وبعيب غيره ضريرا،
و رحم الله امرءٍ قطع الجدال وأن كان محقاً فيه، و الإدارة لا تقتضي مصادرة الآخر بل تنظيمه، و توضيح وجهة النظر لا يقتضي تَصّيد خطأ الآخر،
ولنلجأ للنقاش و الحوار،
و حوارنا هذا ليكن أساسه تبين و جهة النظر، لا تفنيد و جهة الآخر،
ولنفترض جميعا حسن النيه،
فلا نأخذ أي نقاش كمسألة شخصيه
ولنحترم الآخر، و لنحترم رأيه
ولنتذكر أننا هنا طواعيه
فيا أخي القاضي،
لست أنت من يحدد صلاحيتك بل نحن،
و أنا،
أجد أن هناك الكثير مما تجود به علينا و نحن له فقراء،
فلا تبخل علينا بقلمك
و أتم فيما أبتدأت به القول
في شأنكم هذا لا ناقة لي و لا جمل
و لكنها الخاتمه، و آخر ما أكتبه هنا من جمل
مع إحترامي و تقديري للجميع،
و أخص بالذكرهنا الأستاذ الفاضل يوم سعيد،
و أقدم شكرى و إمتناني لكافة الأعضاء الكرام
على المعايشه و الإحترام
تأبط حزناً
المفضلات