رهبان الليل ليوث النهار هاشم بن عتبة: 2
شكرا لردكم الجميل الذي اسرني وعدم ردكم لم يحزنني

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم


والعن اعدائهم


قال رسول الله صلى الله عليه واله :

من كنت مولاه فعلي مولاه



الغدير ج 1 ص 191 :

هاشم المرقال بن عتبة صاحب راية علي والشهيد بصفين.

كان هذا البطل ممن يخافه
معاوية وعمرو بن العاص وقد قاتل قتال الابطال ولم تاخذه في الله لومة لائم ولكن مع كل هذا لم يغفل عن نصح من كان غافلا عن حقيقة القتال في صفين في عمق الحرب ومضاربة السيوف كما ينقل لنا صورة من ذلك الحماس صاحب اعيان الشيعة حيث يبين لنا كيف كان يخشاه الخبيثان معاوية وعمرو حينما برز هاشم المرقال للحرب وكان ابن عمرو في الميدان فخافه عمرو على ولده :

أعيان الشيعة للعاملي ج 1 ص 396 :
فقال عمرو يا الله يا رحمن ابني ابني قال معاوية اصبر اصبر فانه لا باس عليه فقال عمرو ولو كان يزيد إذا لصبرت ولم يزل حماة أهل الشام يذبون عنه حتى نجا هاربا على فرسه ومن معه .
ودعا هاشم بن عتبة في الناس عند المساء :
الا من كان يريد الله والدار الآخرة فليقبل فشد في عصابة من أصحابه على اهل الشام مرارا فليس من وجه يحمل عليهم الا صبروا له فقال لاصحابه لا يهولنكم ما ترون من صبرهم فما ترون منهم الا حمية العرب وانهم لعلى الضلال وانكم لعلى الحق يا قوم اصبروا وصابروا ثم امشوا بنا الى عدونا على تؤدة رويدا واذكروا الله ولا يسلم رجل اخاه ولا تكثروا الالتفات وجالدوهم محتسبين حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.
فمضى في عصابة من القراء فقاتل قتالا شديدا وهو وأصحابه حتى رأوا بعض ما يسرون به إذ خرج عليهم
شاب
وهو يقول : -
انا ابن ارباب الملوك غسان . . .
والدائن اليوم بدين عثمان - -
انبانا اقوامنا بما كان . . .
ان عليا قتل ابن عفان -
ثم شد فلا ينثني بضرب سيفه ثم يلعن ويشتم ويكثر الكلام فقال له هاشم :
ان هذا الكلام بعده الخصام وان هذا القتال بعده الحساب فاتق الله فانك راجع الى ربك فسائلك عن هذا الموقف قال:
فاني اقاتلكم لان صاحبكم لا يصلي كما ذكروا وانكم لا تصلون واقاتلكم ان صاحبكم قتل خليفتنا وانتم وازرتموه على قتله فقال له هاشم :
ما انت وذاك انما قتله أصحاب محمد وهم أصحاب الدين واولي بالنظر في امور المسلمين وما اظن ان امر هذه الأمة وامر هذا الدين عناك طرفة عين قط قال الفتى:
اجل والله لا اكذب فان الكذب يضر ولا ينفع ويشين ولا يزين فقال له هاشم:
ان هذا الامر لا علم لك به فخله واهل العلم به قال :
اظنك والله نصحتني وقال له هاشم :
واما قولك ان صاحبنا لا يصلي فهو
اول من صلى لله مع
رسول الله صلى الله عليه واله وافقهه في دين الله واولاه برسول الله
واما من ترى معه فكلهم قارئ الكتاب لا ينامون الليل تهجدا فلا يغررك عن دينك الاشقياء قال الفتى:
يا عبد الله اني لاظنك امرأ صالحا فهل تجد لي من توبة قال :
نعم تب الى الله يتب عليك فانه يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات
فذهب الفتى بين الناس راجعا فقال له رجل من اهل الشام:
خدعك العراقي قال:
لا ولكن نصحني وقاتل هاشم قتالا شديدا حتى اتت كتيبة لتنوخ فشدوا على الناس فقاتلهم حتى قتل تسعة نفر او عشرة وحمل عليه الحارث بن المنذر التنوخي فطعنه فسقط وبعث اليه
علي عليه السلام :
ان قدم لواءك . فقال للرسول :
انظر الى بطني فاذا هو قد انشق فمر به رجل وهو صريع بين القتلى فقال له :
اقرأ
امير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته وقل له :
انشدك بالله الا أصبحت وقد ربطت مقاود خيلك بارجل القتلى فان الدبرة تصبح غدا لمن غلب على القتلى فاخبر الرجل عليا بذلك فسار في بعض الليل حتى جعل القتلى خلف ظهره وكانت الدبرة له عليهم فاخذ الراية رجل من بكر بن وائل ورفع هاشم .
وهنا يبين لنا التاريخ كيف كان هذا البطل متفانيا في الدفاع عن امير المؤمنين عليه السلام لاخر لحظة حيث ....