رهبان الليل ليوث النهار هاشم بن عتبة: 6
شكرا لردكم الجميل الذي اسرني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :

من كنت مولاه فعلي مولاه

ورد في كتاب الغدير عن هاشم المرقال رضوان الله عليه :
الغدير ج 1 ص 56 :
106 - هاشم المر قال ابن عتبة بن أبي وقاص الزهري المدني المقتول بصفين سنة 37 أخرج الحافظ ابن عقدة بإسناده في حديث الولاية عن أبي مريم زر ابن حبيش شهادته
لعلي عليه السلام
بحديث الغدير بالكوفة يوم الركبان ،
ورواه ابن الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 368 على ما وجده من ابن عقدة ، ورواه ابن حجر في الإصابة ج 1 ص 305 وأسقط شطرا من أوله ، ولم يذكر اسم هاشم بن عتبة المرقال ، وكم له من نظير في تآليف ابن حجر . 107 - أبو وسمة وحشي بن حرب الحبشي الحمصي - أخرج ابن عقدة الحديث بلفظه في حديث الولاية ، وعده الخطيب الخوارزمي في مقتله من رواة حديث الغدير من الصحابة . 10(انتهى النقل من الغدير)
وهذا امر مهم ان يكون من رواة حديث الغدير الذي انكره اكثر المسلمين الذين ارتدوا عن امر رسول الله صلى الله عليه واله وكانوا قد بايعوا امير المؤمنين عليه السلام يوم غدير خم بالولاية والخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه واله بلا فصل ولذلك عُد مكرمة لهاشم المرقال البطل ؛ ان يقف بشجاعة امام الحكام الغاصبين ويشهد بالحق ويروي الحقيقة وهي
حديث الغدير وبيعة الناس لامير المؤمنين عليه السلام و وعدم وفائهم بالبيعة تعني تحقق الاية الكريمة في ارتداد الناس عن الخليفة بالحق وهو علي بن ابي طالب امير المؤمنين عليه السلام :
وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرينَ (144)(آل عمران )
وورد في كتاب اعيان الشيعة عن مقتل هاشم المرقال :
أعيان الشيعة للعاملي ج 1 ص 396 :
مقتل هاشم المرقال ودفع علي عليه السلام الراية الى
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وكان عليه درعان فقال له علي: كهيئة المازح:
يا هاشم أ ما تخشى من نفسك ان تكون أعور جبانا قال:
ستعلم يا أمير المؤمنين والله لألفن بين جماجم القوم لف رجل ينوي الآخرة .
وفي رواية انه قال له :
يا هاشم حتى متى تاكل الخبز وتشرب الماء فاخذ رمحا فهزه فانكسر ثم أخذ آخر فوجده جاسيا فألقاه ثم دعا برمح لين فشد به لواءه ولما دفع علي الراية الى هاشم قال له رجل من بكر بن وائل من أصحاب هاشم اقدم هاشم يكررها ثم قال:
ما لك يا هاشم قد انتفخ سحرك أ عورا وجبنا ؟ !
قال من هذا؟؟
قالوا :فلان قال:
اهلها وخير منها إذا رأيتني قد صرعت فخذها ثم قال لاصحابه:
شدوا شسوع نعالكم وشدوا ازركم فاذا رأيتموني قد هززت الراية ثلاثا فاعلموا ان احدا منكم لا يسبقني اليها ...
شرح‏نهج‏البلاغة ج : 8 ص: 29

فلما أقبل قال معاوية من هذا المقبل فقيل هاشم المرقال فقال أعور بني زهرة قاتله الله فأقبل هاشم و هو يقول
أعور يبغي نفسه خلاصا
مثل الفنيق لابسا دلاصا
لا دية يخشى و لا قصاصا
كل امرئ و إن كبا وحاصا
ليس يرى من يومه مناصا
فحمل صاحب لواء ذي الكلاع و هو رجل من عذرة فقال
يا أعور العين و ما بي من عور
اثبت فإني لست من فرعي مضر
نحن اليمانون و ما فينا خور
كيف ترى وقع غلام من عذر
ينعى ابن عفان و يلحى من عذر
سيان عندي من سعى و من أمر

فاختلفا طعنتين فطعنه هاشم فقتله و كثرت القتلى حول هاشم و حمل ذو الكلاع و اختلط الناس و اجتلدوا فقتل هاشم و ذو الكلاع جميعا و أخذ عبد الله بن هاشم اللواء و ارتجز فقال
يا هاشم بن عتبة بن مالك
أعزز بشيخ من قريش هالك‏
تحيطه الخيلان بالسنابك
في أسود من نقعهن حالك‏
أبشر بحور العين في الأرائك
و الروح و الريحان عند ذلك‏

قال نصر
و حدثنا عمر بن سعد عن الشعبي قال:
أخذ عبد الله بن هاشم بن عتبة راية أبيه ثم قال:
أيها الناس إن هاشما كان عبدا من عباد الله الذي قدر أرزاقهم‏
و كتب آثارهم و أحصى أعمالهم و قضى آجالهم فدعاه الله ربه فاستجاب لأمره و سلم لأمره و جاهد في طاعة ابن عم رسوله أول من آمن به و أفقههم في دين الله الشديد على أعداء الله المستحلين حرم الله الذين عملوا في البلاد بالجور و الفساد و استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله و زين لهم الإثم و العدوان فحق عليكم جهاد من خالف الله و عطل حدوده و نابذ أولياءه جودوا بمهجكم في طاعة الله في هذه الدنيا تصيبوا الآخرة و المنزل الأعلى و الأبد الذي لا يفنى فو الله لو لم يكن ثواب و لا عقاب و لا جنة و لا نار لكان القتال مع علي أفضل من القتال مع معاوية فكيف و أنتم ترجون ما ترجون
قال نصر
و حدثنا عمرو بن شمر قال لما انقضى أمر صفين و سلم الحسن عليه السلام الأمر إلى معاوية و وفدت عليه الوفود أشخص عبد الله بن هاشم إليه أسيرا فلما مثل بين يديه و عنده عمرو بن العاص قال يا أمير المؤمنين هذا المختال ابن المرقال فدونك الضب المضب المعر المفتون فاقتله فإن العصا من العصية و إنما تلد الحية حيية و جزاء السيئة سيئة مثلها. فقال عبد الله:
إن تقتلني فما أنا بأول رجل خذله قومه و أسلمه يومه فقال عمرو يا أمير المؤمنين أمكني منه أشخب أوداجه على أثباجه فقال عبد الله :
فهلا كانت هذه الشجاعة منك يا ابن العاص في أيام صفين و نحن ندعوك إلى النزال و قد ابتلت أقدام الرجال من نقيع الجريال و قد تضايقت بك المسالك و أشرفت منها على المهالك و ايم الله لو لا مكانك منه لرميتك بأحد من وقع الأشافي فإنك لا تزال تكثر في‏....
انتهى ما اردنا نقله للتعريف بهذا البطل رضوان الله عليه ولنا عودة بتفصيل اكثر بالطبعة الثانية التي سنعيد فيها كل ما كتبناه بترتيب اكثر وتفصيل اهم شاء الله تعالى
وبحثنا القادم حول سليمان بن مهران الاعمش رضوان الله تعالى عليه .
كتبه
سيد جلال الحسيني النجفي