رهبان الليل ليوث النهار – هاشم بن عتبة: 3
شكرا لردكم الجميل الذي اسرني وعدم ردكم لم يحزنني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
وهنا يبين لنا التاريخ كيف كان هذا البطل متفانيا في الدفاع عن
امير المؤمنين عليه السلام
لآخر لحظة حيث وهو في لهوات الحرب لكنه لم يقصر في وعظ من يأمل بنجاته من نار جهنم ؛ كان بامكانه قتل الشاب وارساله ملفوفا وبملائكة العذاب محفوفا الى جهنم وبئس المصير ؛ لكنه رحمة الله عليه ورضي عنه واعلا مقامه تابع في ارشاده ووعظه واخيرا نجح في انقاذه كما قرأنا .
ثم بعد ان نال عظيم الشهادة في الدفاع عن امامه الذي هو قدوة الحق والحق تابعه ؛ لم ينم على الارض طريحا ليستريح وهو في حالة الاحتضار؛ لا ؛ ابدا وانما اغتنم اخر شهيق له بان يثأر لقائد الغر المحجلين ومعشوق المساكين حيث رفع راسه ..:
فاذا عبيد الله بن عمر قتيلا الى جانبه فحبا حتى دنا منه فعض على ثديه حتى بينت فيه انيابه ثم
مات هاشم
وهو على صدر عبيد الله بن عمر وضرب البكري الذي معه الراية فسقط فرفع رأسه فابصر عبيد الله بن عمر قريبا منه فحبا اليه حتى عض على ثديه الآخر فتبينت انيابه فيه ومات ايضا فوجدا جميعا على صدر عبيد الله بن عمر هاشم والبكري وفرح اهل الشام بمقتل
هاشم
فاخذ الراية عبد الله بن هاشم وخطب فقال :
يا أيها الناس ان هاشما كان عبدا من عباد الله الذين قدر ارزاقهم وكتب آثارهم واحصى اعمالهم وقضى آجالهم فدعاه الله ربه الذي لا يعصى فاجابه وسلم لامر الله وجاهد في طاعة ابن عم رسول الله واول من آمن به وافقههم في دين الله المخالف لاعداء الله المستحلين ما حرم الله الذين عملوا في البلاد بالجور والفساد واستحوذ عليهم الشيطان فزين لهم الاثم والعدوان فحق عليكم جهاد من خالف سنة
رسول الله صلى الله عليه واله
وعطل حدود الله وخالف اولياء الله فجودوا بمهج انفسكم في طاعة الله في هذه الدنيا تصيبوا الآخرة والمنزل الاعلى والملك الذي لا يبلى فلو لم يكن ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار لكان القتال مع
علي
أفضل من القتال مع معاوية ابن آكلة الاكباد فكيف وانتم ترجون ما ترجون . ولما قتل
هاشم
جزع الناس عليه جزعا شديدا واصيب معه عصابة من اسلم من القراء فمر عليهم
عليه السلام
وهم قتلى حوله فقال :
جزى الله خيرا عصبة اسلمية . . .
صباح الوجوه صرعوا حول هاشم - -
يزيد وعبد الله بشر ومعبد . . .
وسفيان وابنا هاشم ذي المكارم - -
وعروة لا يبعد ثناه وذكره . . .
إذا اخترطت يوما خفاف الصوارم -
وقال عبد الله يرثي اباه هاشما بهذا الرجز : - يا هاشم بن عتبة بن مالك . . .
اعزز بشيخ من قريش هالك - -
تخبطه الخيلات بالسنابك . . .
في اسود من نقعهن حالك - -
ابشر بحور العين في الارائك . . .
والروح والريحان عند ذلك -
وقال ابو الطفيل عامر بن واثلة يرثي هاشما : - يا هاشم الخير جزيت الجنه . . .
قاتلت في الله عدو السنة - -
والتاركي الحق واهل الظنه . . .
اعظم بما فزت به من منه - -
صيرني الدهر كاني شنه . . .
يا ليت اهلي قد علوني رنه -
(احرم شرعا نقل موضوعي بدون ذكر ((نقل من اويس)) )
((سيد اويس الحسيني النجفي))
المفضلات