ومضت عشـــرون
ومضت لي عشرون،،
جالس قد تقمصت القرفصاء
فاتح امامي قرآن زمني وقت السحر
رمضان،
وأنا رمضانٌ
أرتِل الـ آه مقام الصبا لحنا شجيا
لسورة الواقعة..
ليل وكل مافيه أسود،،
قمر ونجوم..
ودموع تذرف الغضا
يارمضان،،
رمضان
رمضاااااااان
في هذه الساعة بلغت العشرون،،
والأمس الذي كنت مترددا بين الطفولة والصبا واضعا قدما
وساحبا الأخرى
قد مضى...
ولم ينتظرني،،
رمضان،
عندما بلغت الثانية عشرة،،
أمسكت أمي بيدي،،
و رمتني في فوهة العالم ،،
قائلة:بني ، لقد كبرت فاترك هذا العالم
وعش بين الكبار
ترددت تلك الكلمة مرات ومرات بين مسامعي
(لقد كبرت ، كبرت .. كبرت)
تسللت مسائها خلسة وقد وضبت ألعابي في صندوق أحمر
وخرجت إلى شجرة رفيعة في مدرستي،،
رحت أحفر عميقا مخبئا كنزي الصغير كيلا يكبر
وها أنا اليوم أدفن ماتبقى من براءة في مقبرة خاصة،،
بمراسم عزاء لائقة،،
استرجع الآه حنينا لوداع أعز أحبتي
لا أمل البكاء
وفي البكاء وجع وطأته أخف من عدمه
لازلت أذكر الضحكة والبسمة و حبه الشافي
لا زلت أذكر الهمسة
الغمزة
صدره الحاني
بل وحتى قلبه الحاني الجافي
كل ذلك يترائى ودمع يعقوب يغسلني
وجنازته صورة حفرت أمام عيني،،
بحب قد فاق الخيال البشري..
تيه في هوى المعشوق،
صراخ من الحلقوم،،
عويل في ليل بهيم
ليس به صحبة ومن يأنس الوحدة
هيام خط بدم وحبر..
ورضى بــ القدر،،
كيف لا؟؟
وقد حققت المراد،،
فالحب ليس كما قيل أو يقال..
ولايهم أن نجتمع أم لا لكي نحب،
ولا الهيام في المعقول..
الحب منهاج تضحية
الحب موسيقى صوفية،
الحب فلسفة راقية..
الحب مدرسة،،
ولغة طاهرة،،
فعندما نحب،
تسمو روحنا فوق صغائر الأمور،،
نصل لدرجة ندرك عندها أن الأمور كلها صغائر
الحب تربية حضارية،،،
بل وحضارة قائمة بذاتها..
لغة لا تعرف الفروق المادية والمعنوية،،
ويكفي أن نكون بشرا..
لنحب
ونحيا .. أحرار..
صغير النورس
4/9/1430
03:30:00 م
رد مع اقتباس
المفضلات