قبَل عشُرون عاماً ومايِزيَد , قبل سَاعة الغُروب حِينْ تودع الشَمس ذلك المنصب الذي يُلوح في الأفق وتمارس دور المُراقب الذي أرهقه تفاصيل يوميات أنسان ...!
تُرمقِنيْ وكأنَها تهُديني رسالة مطلعها:
" تنبأي جيداً هذا القَدر فهو يأتيك مثُقلاً بأحلام وأماني على عجل ليس بالضروره أن تتمني حِد المسُتحيل ..!
فأنتِ تسُكنِين تُلك الأرض التِي تتُطأها أقِدامك وأقدام الماره فُربِما كنُتِ مداساً ( لرغبة ) الأمنُيات فالمهِم في كُل أمنية أن تُغُلف بمبادىء لا أكثر "
لم أكترث لحديثها العابر فهو أشبة بكسُرة خُبز بيد طفل لم يُجرب الجُوع بعد ...!
أو لأنِ ذلك من سماتي التي لاتغيب وأرتهن للمنطق " لا أحُب الآفلين "
أو لأني لا " أرغِب " بضوء كضُوء الشمس ولا إي رسالة تخرج من رحمها فغروري يرفض أن يكون صندوق بريدها بذالك المتسع الذي يتقاسمه الآخرون ..!
:
وحِلتْ ساعة الغُروب ولمْ تبقي لي شيئاً مِن التفاوض مع إي رسالة مُرهقه فألوذ بصمت مباغُت ومساء موموس بخليط الرغبات ...!
:
السَاعه الثامنه مسائاً :
بِيْ " رغبَة " جامحه لأرتِشاف فنَجان قهِوه وأتسمِر خلف أفكاري بهدوء لأنبشهَا على مصرعيها .....!
لولا أن " رغِبتي " التي حُقنت بخِمرة النعَاس وأكُلتها الأطياف الوهمية فأرتعشت إلى حيثُ الأحلام لتحيا بين الأموات , (كانت أقِوى) فيشتد بيِ الصراع ...!
كُل ذلك لايُهم فمنذ أن كُنت في رحم أمي ولم أعرف تحديداً مالذي أرغب ..!
أذكُر يومها أنِي كُنت أحتضر قبل ولادِتيْ فغُواية العُتمه تغتصب من جسدي ضلعاً أعُوج لا يستقيم ألا بنُور الدنيا ..
لذلك \ كان العراك حيلتي لأسُبق شهَري المفروض وأكُون في ذلك الشهر " المُرغوب " فأتقدم بشَهر وأتأخر بعام ...!
المُهم في ذلك :
إنِي لم أخضع إلى حسابات الدكاتِره وقطيعة الحبل السري في الوقت اللازم ولم أرنُو إلى تنُبأت تلك النسوه اللواتِي يتوقن إلى ساعة الأنجاب بفارغ الصبر لتحديد الجنس ذكر أو أنثى وماعدا ذلك لا يُهم ..!
فيُحدث كثيراً في مجتمعُنا العربي ثمِة أسئله بغاية البلاده أو ربُما نصفنها من قائمة " السذاجه " ..!
( فيسألن عن تلك التي أنجبت مولودها \ ماذا أنجبت لا أي الآلآم قاست , يشبهك أم يشبه أباه ولا يسألن عن صحة المولود )
لايهُم كُل ذلك فهذهِ من ضمن أسألتنا المتداوله والتي لانُحاسب على ترتيب الأسبقيه فيها على وجه العموم ..!
المهم أنِي ولُدت في ذلك الشهر الذي أريُد \ لا ذلك الذي تُريده أمُي أو الآخرون ...!
ربُما من هذا الشق وأنا أذعن إلى رغبات حمقاء لا تتوافق مع الجميع وأكون أنا بجيمع الأحوال " نقطه شاذه " أو عنصر محُايد يفتعل الرغبه المتنحيه ويمقت السائد منها ..!
:
الساعه العاشره ..!
في هذا الوقت " أرغب " دائماً في العوده إلى نفسي وكِي أكون بكَامل الدقه إلى ذاكِرتي التِي أعتبرها إرث أهدتني إياه هذهِ الحياه وهِيْ نائمه فينسل التباهي إلى قِواي لأني أمتلك من الذكريات الذي لايقُاس بمكيال أو ميزان ..!
وأذكُر يوماً إنِي أشُكوها لأنها تتمرد في التوغل والسرد إلى الحد الذي يتلِوث بَه الهواء ويهرب الأوكسجين تاركاً أكسُيد يشُد عليّ الخناق ..
ذاكِرتي :
رفقُاً بي فأنَا من سُطوة جلدك أتمِزق ..!
لاتهجِمي علي كتائب كتائب وتعُيريني
زمناً لايعترف بالزمان ..!
أهطُلي فيضك كمخرج للطوارىء وردي إلي
متنفس أتنفس به , دعيني أبتسم
لا أتجهم و أعبسْ ثم أدبِر وأضِجر..
..فقط بضع أبتسامه منِكِ ..
فأنا بتجهمك أخَتنق ..!
ربُما لأنِي أمُلك تلك الذاكره التي تشبُة عدسة السينما الحره فتبث مشاهدها بأحدث التفاصيل التي لا تموت ..!
" فأرغُب " دائماً في تجديد الأحداث التِي أمُارسها وتُمارسني دوراً مفروضاً لا مرفوض ...!
فَكان كُل عام يأتي \ينهب شيئاً من عمري ينُذرنِي فيه بموعد الأقتِراب إلى ساحة الظلام فأخُاف أن يُكون ملثوماً باللاشيء أو وتيرة الملل نفُسها فلا يحيا ولا يُموت ..!
ولذلك أتهمني البعض من أصدقائي بـ " الهوائيه " لأنُه في كُل عام تحديداً يُعلى شأن أحُدهم ويسقط شأن الآخر فِيْ نظري وكي أكون أكثر صدقاً فِي [ قَلبي ] ..!
رغُم إني كُنت أحُذرهم دائماً من ( العاده ) أوأن تجُبرهم النفس على الأعتياد بِيَ فحِتى الشمس لم تُكن ( عاده ) في محض العاده ذاتهُا فهي تأتِيْ وقت النهار وتعُريه بالمساء ..!
وبمخُتلف الفصول كنتُ أحب( المباغتِين )حد الأستهواء فهُم يثيرِون فيك لذة تثُيرك حد الجنُون , عكس أولئك المملون الذين يدخلون إليَك كما يِخرجون منَك على رصيف واحد ..!
ولأنِي أملُك مؤهلات الحواس والأستيعاب فيصبحون بنظري كما يمسون سريعي العطب والتفسير في آن معاً ..
لا أنُكر إن تلك " المبُاغته " تزجِني إلى فِرن الصمت وقعِر البحث الطويل لشرذمة الأفكار التي تتسلح بالذاكره حتى أمتطيها إلى حيثُ الصخب ..!
ومِع ذلك أحُب ذلك الشُعور و " أرغِب " فيه لأنُه يجعلُني " أفُكر " وهذا بحَد ذاتُه يستحُق له التصفيق بحراره والرغبه إيضاً ..
لا أدِري من قال :
" الرغبه محض قضيه ذهنيه فهِيْ تتوشح في أطار الخيال لا أكثر فتُجعلك بشكل آو بآخر تنصاع لها دونما حِواس "
فُتأسِرني الأسئله حِدالعبُوديه ..]
ماذا لو حققت رغباتك كاملاً \ هل هذا يعِني نيل الحُريه ..!
وهَل هنُاك ضمان أن تحققت الرغبه ألا تتناسل رغبَه أخرى ..!
"الرغبه" فيسولوجيا \ البحث عن ذلك الموطن حد الأشباع وإن لم تصل إليه فهذا يعنِي الأنتزاع والحُرمان مِن نفسَك أولاً ومن الكِون آخراً ..!
وغالباً ماتصل حد التناقض إو التَلبس ..]
:
الساعه العَاشره والنصف :
" أرغُب في أن أتغِير "
سئمتُ تكاليف تلك الذاكِره , سئِمتُ ذلك التوازن الذي يدنو من بعض المثاليات فيطرحُني أرضاً ..!
سئِمتْ رؤية مفِرق البياض الذي ينبُأك بأقتراب الشيب لأنك غدوت سجيناً للتفكير ..
سئِمتْ المرايا التِي ترسُمنا طبق الأصل وتعُيرك أنت بكامل ماتحتِوي دِون أدنى أحساس بالذنب ..!
سئِمتْ ذلك الفنجان الذي أعتُدت أن أشرب فيه قهَوتي وتلك الأريكه التي أجُلس عليها لأقرأ وأكتُب ...!
سئِمتْ..!
نفسي , روحِي , عقلي, كُلي, سئُمت تلك التي هي أنا ..
:
السَاعه الحَاديه عشر وعشَر تماماً :
هذا الوقِت يهُبني فسحة أسترخاء يستدرجني إلى الولود من جديد والرغبه في قطع الحبل السري بسكين أقل حِده حتى أرى العالم بنُور آخر يختلف عن سابقه ..!
وأهَمس :
لا أريُد أن أكُون أكثر من أنَا ..
وحِدي أنَا لا أحِد يشُبهنِي ..!
المفضلات