الفصل 12


((انا ابن الذبيحين))
شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
ورد عن النبي الاكرم صلى الله عليه واله انه قال :
انا ابن الذبيحين وانني سانقل لكم السبب في هذه التسمية برواية عن امامنا الغريب
علي بن موسى عليه السلام
لكن اردت الاشارة الى نكتة مهمه في رواية المناقب وهي انه يقول يقول صاحب المناقب ان عبد المطلب وابو طالب انما سالوا الكاهنة عن حيلة للنجاة من قضية الذبح كما سياتي لكنني لم اقبل هذا الامر لان في اعتقادنا ان ابا طالب هو اخر وصي لعيسى عليه السلام فكيف يذهب لكاهنة مستعينا بها ولما اتصلت باحد العلماء وسالته عن الامر قال لعله حيث كان قبل الاسلام فكان يجوز مراجعة الكاهنة لكنني لم اقتنع ابدا ولما بحثت ولله الحمد وجدت ان الرواية يرويها الامام الرضا عليه السلام
والمسؤلة هي
سيدتي عاتكة بنت عبد المطلب
فاتصلت بالاخ المحقق وقلت له انها لم تكن كاهنة وانما هي
عاتكة بنت عبد المطلب
عليهم جميعا صلوات الله حتى يرضا
نبي الله صلى الله عليه واله
واما رواية الامام الرضا عليه السلام فهي
الخصال ج : 1 ص : 56
78- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال
سألت أبا الحسن علي‏ بن موسى الرضاعليه السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه واله : أنا ابن الذبيحين؟
قال:
يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام و عبد الله بن عبد المطلب
أما
إسماعيل
فهو الغلام الحليم الذي بشر الله به إبراهيم فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ:
يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى‏ فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى‏ قالَ:
يا أَبَتِ افعَلْ ما تُؤْمَرُ و لم يقل له يا أبت افعل ما رأيت سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم بكبش أملح يأكل في سواد و يشرب في سواد و ينظر في سواد و يمشي في سواد و يبول و يبعر في سواد و كان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاما و ما خرج من رحم أنثى و إنما قال
الله جل و عز له كن فكان ليفدي به إسماعيل فكل ما يذبح بمنى فهو فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة فهذا أحد الذبيحين
و
أما الآخر
فإن عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة و دعا الله عز و جل أن يرزقه عشرة بنين و نذر لله عز و جل أن يذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته فلما بلغوا عشرة أولاد قال قد وفى الله لي فلأفين لله عز و جل فأدخل ولده الكعبة و أسهم بينهم فخرج سهم
عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه واله
و كان أحب ولده إليه ثم أجالها ثانية فخرج سهم عبد الله ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبد الله فأخذه و حبسه و عزم على ذبحه فاجتمعت قريش و منعته من ذلك و اجتمع نساء عبد المطلب يبكين و يصحن فقالت له
ابنته عاتكة:
يا أبتاه اعذر فيما بينك و بين الله عز و جل في قتل ابنك قال:
فكيف أعذر يا بنية فإنك مباركة قالت :
اعمد إلى تلك السوائم التي لك في الحرم فاضرب بالقداح على ابنك و على الإبل و أعط ربك حتى يرضى فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها و عزل منها عشرا و ضرب السهام‏ فخرج سهم عبد الله فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائة فضرب فخرج السهم على الإبل فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال تهامة فقال عبد المطلب لا حتى أضرب بالقداح ثلاث مرات فضرب ثلاثا كل ذلك يخرج السهم على الإبل فلما كان في الثالثة اجتذبه الزبير و أبو طالب و إخوانه من تحت رجليه فحملوه و قد انسلخت جلدة خده الذي كان على الأرض و أقبلوا يرفعونه و يقبلونه و يمسحون عنه التراب و أمر عبد المطلب أن تنحر الإبل بالحزورة و لا يمنع أحد منها و كانت مائة و كانت لعبد المطلب خمس سنن أجراها الله عز و جل في الإسلام حرم نساء الآباء على الأبناء و سن الدية في القتل مائة من الإبل و كان يطوف بالبيت سبعة أشواط و وجد كنزا فأخرج منه الخمس و سمى زمزم لما حفرها سقاية الحاج و لو لا أن عبد المطلب كان حجة و أن عزمه على ذبح ابنه عبد الله شبيه بعزم إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل لما افتخر
النبي صلى الله عليه واله
بالانتساب إليهما لأجل أنهما الذبيحان في قوله عليه السلام :
أنا ابن الذبيحين و العلة التي من أجلها رفع الله عز و جل الذبح عن إسماعيل هي العلة التي من أجلها رفع الذبح عن عبد الله و هي كون
النبي صلى الله عليه واله و الأئمة عليه السلام في صلبهما فببركة
النبي و الأئمة صلوات الله عليهم اجمعين
رفع الله الذبح عنهما فلم تجر السنة في الناس بقتل أولادهم و لو لا ذلك لوجب على الناس كل أضحى التقرب إلى الله تعالى ذكره بقتل أولادهم و كل ما يتقرب الناس به إلى الله عز و جل من أضحية فهو فداء إسماعيل إلى يوم القيامة .
(احرم نقل موضوعي بدون استاذان )
((سيد اويس الحسيني النجفي))