الفصل 6
شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
لازلنا في العالم النوراني لرسول الله صلى الله عليه واله ومقاماته العظيمة هناك قبل خلق البشر ؛ قال الله سبحانه وتعالى في سورة (ص):
قالَ يا إِبْليسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالينَ (75)(ص)
ان القرآن الكريم آياته بيّنات ؛ واضحات ولكنها تحتاج الى تدبر وتفكر :
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40)(القمر)
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)(الاعراف )
كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)(يونس )
َ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)(الرعد )
بِالْبَيِّناتِ وَ الزُّبُرِ وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)(النحل )
إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)( النحل )
ً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)( الروم )
إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)(الزمر )
إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)( الجاثية )
لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)( الحشر )
كل هذه الآيات المباركة تدعو للتفكر والتدبر بما اُنزل الينا من كلامه تعالى والآية التي نحن فيه وهي :
قالَ يا إِبْليسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالينَ (75)(ص)
تحتاج الى اقل تدبر وانصاف وترك العصبية والغضب الجاف ؛ لنعرف ان ابليس لما ترك السجدة تعاليا وكبرياء ؛ انما كان يستنكف من السجود لمن خُلق من طين ؛ وكان يحسد قوما هناك لم يسجدوا لآدم لمقامهم العظيم ؛ فحسد مقامهم وعلو شانهم لذلك ساله رب العالمين سبحانه عن علة عدم سجوده بانه هل لتكبره ام لحسده لمقام هؤلاء العظماء ؛ والله اعلم وهو السميع بما في الضمائر العليم بالهواجس ولكنه اراد ان يشرح لنا ما كان يدور في عالم ابليس حينما ترك السجود؛ ومنها عرفنا ان هناك كان قوما هم من العالين ؛ حسدهم ابليس وظن انه منهم فترك السجود لآدم عليه السلام عاصيا
لله تعالى :
تأويلالآياتالظاهرة ص : 498
و قوله تعالى :
يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ. تأويله
ما رواه أبو جعفر محمد بن بابويه رحمه الله عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عن أبي الحسن محمد بن أحمد القواريري عن أبي الحسين محمد بن عمار عن إسماعيل بن ثوية عن زياد بن عبد الله البكائي عن سليمان الأعمش عن أبي سعيد الخدري قال :
كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه واله إذ أقبل إليه رجل فقال:
يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز و جل
لإبليس أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ من هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقربين؟
فقال رسول الله صلى الله عليه واله :
أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين كنا في سرادق العرش نسبح الله فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز و جل آدم بألفي عام فلما خلق الله عز و جل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له و لم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يسجد فقال له الله تبارك و تعالى :
يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ
أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش؛
فنحن باب الله الذي يؤتى منه بنا يهتدي المهتدون فمن أحبنا أحبه الله و أسكنه جنته و من أبغضنا أبغضه الله و أسكنه ناره و لا يحبنا إلا من طاب مولده.(انتهى)
ان السيد شرفالدين حسينى استرآبادى صاحب كتاب تأويلالآياتالظاهرة نقل هذه الرواية عن
الشيخ الصدوق ونحن ننقل لكم الرواية من المصدر الاصلي لمزيد البركة :
بحارالأنوار ج : 11 ص : 142
34- كِتَابُ فَضَائِلِ الشِّيعَةِ،
بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ :
كُنَّا جُلُوساً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله إِذْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لإِبْلِيسَ:
أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِينَ هُمْ أَعْلَى مِنَ الْمَلائِكَةِ ؟؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
أَنَا وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ كُنَّا فِي سُرَادِقِ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ وَ تُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُ وَ لَمْ يَأْمُرْنَا بِالسُّجُودِ فَسَجَدَتِ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ إِلا إِبْلِيسَ فَإِنَّهُ أَبَى أَنْ يَسْجُدَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى
أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ
أَيْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْخَمْسِ الْمَكْتُوبِ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سُرَادِقِ الْعَرْشِ .
المفضلات