الفصل 18
شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
بحارالأنوار ج : 15 ص : 39
الأنوار ص : 27
قال أبو الحسن البكري:
و كان هاشم إذا أهل هلال ذي الحجة يأمر الناس بالاجتماع إلى الكعبة فإذا اجتمعوا قام خطيبا و يقول:
معاشر الناس إنكم جيران الله و جيران بيته و إنه سيأتيكم في هذا الموسم زوار بيت الله و هم أضياف الله و الأضياف هم أولى بالكرامة و قد خصكم الله تعالى بهم و أكرمكم و إنهم سيأتونكم شعثا غبرا من كل فج عميق و يقصدونكم من كل مكان سحيق فاقروهم و احموهم و أكرموهم يكرمكم الله تعالى و كانت قريش تخرج المال الكثير من أموالهم و كان هاشم ينصب أحواض الأديم و يجعل فيها ماء من ماء زمزم و يملي باقي الحياض من سائر الآبار بحيث تشرب الحاج و كان من عادته أنه يطعمهم قبل التروية بيوم و كان يحمل لهم الطعام إلى منى و عرفة و كان يثرد لهم اللحم و السمن و التمر و يسقيهم اللبن إلى حيث تصدر الناس من منى ثم يقطع عنهم الضيافة.
قال أبو الحسن البكري:
بلغنا أنه كان بأهل مكة ضيق و جذب و غلاء و لم يكن عندهم ما يزودون به الحاج فبعث
هاشم
إلى نحو الشام أباعر فباعها و اشترى بأثمانها كعكا و زيتا و لم يترك عنده من ذلك قوت يوم واحد بل بذل ذلك كله للحاج فكفاهم جميعهم و صدر الناس يشكرونه في الآفاق و فيه يقول الشاعر:
يا أيها الرجل المجد رحيله.
هلا مررت بدار عبد مناف.
ثكلتك أمك لو مررت ببابهم.
لعجبت من كرم و من أوصاف.
عمرو العلاء هشم الثريد لقومه
. و القوم فيها مسنتون عجاف.
بسطوا إليه الرحلتين كليهما
.عند الشتاء و رحلة الأصياف.
قال فبلغ خبره إلى النجاشي ملك الحبشة و إلى قيصر ملك الروم فكاتبوه و راسلوه أن يهدوا له بناتهم رغبة في النور الذي في وجهه و هو نور محمد صلى الله عليه واله
لأن رهبانهم و كهانهم أعلموهم بأن ذلك النور نور
رسول الله صلى الله عليه واله
فأبى هاشم عن ذلك و تزوج من نساء قومه و رزق منهن أولادا و كان أولاده الذكور أسد و مضر و عمرو و صيفي و أما البنات فصعصعة و رقية و خلادة و الشعثاء فهذه جملة الذكور و الإناث و نور
رسول الله صلى الله عليه واله
في غرته لم يزل فعظم ذلك عليه و كبر لديه فلما كان في بعض الليالي و قد طاف بالبيت سأل الله تعالى أن يرزقه ولدا يكون فيه نور
رسول الله صلى الله عليه واله
فأخذه النعاس فمال عن البيت ثم اضطجع فأتاه آت يقول: في منامه عليك
بسلمى بنت عمرو
فإنها طاهرة مطهرة الأذيال فخذها و ادفع لها المهر الجزيل فلم تجد..
الكاتب
سيد جلال الحسيني
المفضلات