((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))
قال الله تعالى :
((وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً))
أختلف المفسرون في قصة ذي القرنين منهم من قال أنه كان غلاما من أهل الروم ثم ملك وأتى مطلع الشمس ومغربها بمعنى حكم كل العالم وبنا السد في المشرق وهذه رواية ضعيفة وهناك رواية عن الإمام علي يقول أن ذو القرنين عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله فأمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرن رأسه فغاب عنهم
وفي بعض الروايات أماته الله خمس مائة عام ثم رجع إليهم فدعاهم مرة ثانية فضربوه
أيضا فسمي ذا القرنين ومن هنا اختلفت الروايات منها من قال أنه نبي ومنها من قالت أنه عبد صالح وكان ذكره في القرآن الكريم جوابا أنزله الله على الرسول لما سأله اليهود عن من هو ذي القرنين وقد تضاربت الآراء حوله وقصارى ما يستفاد من اسمه أنه عربي وكما يقال { ذي } تلمح من أنه من الأذواء اليمنيين وأنه أسمه الخاص فأسمه يدلنا على أنه أحد الأذواء اليمنيين من ملوك حميَر باليمن وقد تردد ذكره في العديد من أشعار الحميريين من ملوك حمير باليمن وبعض شعراء الجاهلية ولأن هذا الاسم وصفي فقد يكون كونه ترجمة عربية مأخوذ من حالته الخاصة التي تميزه عن غيره إضافة إلى سائر أفعاله المذكورة في الآيات وقيل انه غير عربي وانه اسكندر المقدوني الثاني المعروف أيضا بذي القرنين المنسوب إليه السد المعروف بسد الاسكندر ولكن الروايات تنفي كونه الاسكندر الثاني لأنه كان وثنيا من الصابئة وكان يذبح الذبائح للمشتري بالمقابل أن القرآن الكريم يصف لنا ذي القرنين أنه قوي وعادل وصالح إذا نستنتج أنه ليس الاسكندر الثاني وقد يكون أنه الاسكندر الأول ولكن بينهما أزيد من { 2300 } سنة تقريبا والروايات تقول أنه كان ملكا عادلا وصالحا وكان عبدا مؤمنا وكان وزيره الخضر ولأن التاريخ لم يسجل لنا ملكا قبل المسيح بأكثر من {2300} سنة ملك الأرض من أقصاها إلى أقصاها وبنا السدود فقد لا ينطبق ذو القرنين على أحد منهم وإن كانت بعض الروايات تشير إلى الأول وهناك بعض الروايات التي تشير إلى أنه أحد الأغريقين اليونانيين وهو المعروف باسم { كورش } والتي معناها بالعربية {ذو} وهو أحد ملوك الفرس فقد جمع بين مملكتي فارس وبابل وهو الذي أذن في رجوع اليهود من بابل إلى أورشليم وساعد في بناء الهيكل ثم قاتل اليونان فغلبهم وبلغ المغرب ثم سار إلى المعمورة شرقا وتقول بعض الكتب على أنه كان مؤمنا بالله كما تقول الكتابات المخطوطة بالخط المسماري المأثور عنه وقد سار نحو المغرب فاستولى على ليديا وحواليها ثم نحى نحو المشرق حتى بلغ مطلع الشمس فوجد عندها قوما بدويين فبنا لهم السد المعروف بمضيق داريال والذي هو بين جبال قفقاز قرب مدينة تفلس وعلى كل حال إذا كان هو الأول الذي ضرب على رأسه من قومه فهذه سبب تسميته وإذا كان واحدا من هؤلاء فسبب تسميته أنه بلغ مشرق الشمس ومغربها وهناك روايات تقول أنه شخص واحد أدرك قرني الشمس شرقا وغربا وعاش قرنين من الزمن وضرب على قرني رأسه وهناك رواية تقول أنه الأخير أي المعروف باسم {كورش} بسبب أنه أكتشف في إيران تمثال {كورش} في مدينة مشهد في منطقة مرغاب جنوبي إيران ويقال أن في رأسه نابتين ولكن المهم في هذا كله أن القرآن الكريم لم يذكر لنا شخصه وإنما ذكر لنا قوته وإيمانه وصبره وذكائه وطاعته لله.
المفضلات