لا زلت أفكر في تلك العجائز مالات أول الذين جاؤوا من رحم التجربة ووضعوا على عاتقهم خوض هذه المسؤولية الشاقة ومع ذلك فهم كانوا يؤدونها بكل اقتدار ..؟؟ صادفني مثل هذا الظرف فلديّ من الأخوة والأخوات من كان نصيبهم أن يكون البيت هو مسقط ولادتهم وكل ذلك بفضل الله وبفضل تلك القابلة وهذا إسمها بالمعنى الحديث وربما يكون إسمها إن لم تخيبني الذاكرة الداية وربما يختلف إسمها من بلدة إلى أخرى حسب التقاليد والأعراف ولكن هي جدارة وثقة في هذه المرأة العجوز التي تخوض هذه التجارب متنقلة من بيت لآخر دون أن ترتكب أخطاء على رغم بساطة الحال وتواضع الأدوات وقلة الخبرة العلمية ومع ذلك كانت مثل هذه الوظائف نادرة وتكاد تعد على الأصابع والآن لو بحثت عنهم فسوف تبحث عن المباحث الصحية فلقد انقرضوا بسبب الطفرة العلمية وتطور الطب وتدافع الخريجين والخريجات لاحتواء هذه المهنة الشاقة ولم يعد لهذه " الأشخاص " من وجود في ظل المستشفيات وخشية البعض من الأخطاء التي قد ترتكب سهواً ..؟؟؟
لو كنت إمرأة وتأتيني استغاثة من الجيران بطلب توليد إبنتهم أو أختهم أو أي كان فدوري سوف يقتصر على الاسعافات الأولية دون حاجة إلى اجراء أي عملية توليد فهناك مسؤولية وربما افتح لنفسي باباً أنا غني عنه خصوصاً إن وزارة الصحة هي كوزارة الداخلية تضع بعض العقبات البيروقراطية وتزجك في السين والجيم بحجة إن هناك جهات مسؤولة هي أولى بالتدخل وعلى ضوء ذلك سوف أكتفي فقط بتقديم الإسعافات الأولية اللازمة التي تبقي المرأة الحامل في الوضع الآمن وأن أأمر بنقلها فوراً إلى أقرب مستشفى للتدخل الفوري والقيام بالعمل اللازم ......
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات