يا بشرى .. فقد إنقرضت القطط



حدث أنه عند عودتي منهكا من أحد طلعات الحداق،
محملاً بالمنغصات و خيبة الأمل كالعادة،
و بينما كنت أفرغ سيارتي من الأغراض، من خيوط و سمك و بقايا ربيان نستخدمه للصيد،

حدث أن سقطت ربيانتان على الأرض!
تجاهلت الموضوع، فمصيرهما إلى الزوال لا محاله .. و هما رزقة للقط مثلما أعتقدت،
فلابد من وجود قطط يقطنون هذا الحي، شأنه شأن أي حي كان.
و في ظهر اليوم التالي، تفاجأت كثيراً أن رأيت الربيانتين لم يأكلا!
أعترتني تكشيرة الإستغراب ، فذلك يدل على أن لا وجود للقطط في حينا!
و سرعان ما تحولت تلك التكشيرة لإبتسامة رضا، فهذا يدل على أن الحي نظيف و خال من القمامه.
و لكن غريب، فهذا الأمر يتعارض و واقع الحال،
فالبراميل تفيض بالقمامة، و سلوكيات البشر هي نفسها لم تتغير،
بحيث أنه يأبى كرمنا العربي إلا و أن نشارك ذلك البرميل قوتنا، و نتكرم عليه بنسبة لا بأس بها من فاضل أكلنا.
إذا مالذي أدى إلى إنقراض هذا الكائن؟
لماذا لم تعرج أحدى القطط و تأكل من الربيان الذي هو في هرم التفضيل الغذائي لديها؟
قد تكون التخمة أصابتها، فهي موجوده، و ربيانتي لا تعد تلك الوجبة المغرية لها،
و قد تكون القطط قد أدمنت فضلات طعامنا المشبع بالألوان و المسرطنات،
و قد تكون قد تطورت، شأنها شأن البشر، فلا يجتذبه إلا ما تدخل فيه صنع البشر،
و قد تكون قد إنقرضت فعلاً،

بدافع النظافة و التحضر..

فرحماك يارب


ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ