يا لويلات التخفيضات

في الآونة الأخيرة، شدتني كثيراً تلك الأفواج المتزاحمة في الأسواق،
و تذكرني دائماً بالفوضى التي أدت إلى مصرع شخصين و إصابة 16 في تدافع أمام بوابة متجر ايكيا في جدة.
فعلى حد علمي القاصر،
أن مجتمعنا المحلي يعاني من التضخم بسبب الكم الهائل من الأسواق و المجمعات الضخمة،
و التي تضاهي كما و كيفا، الدول المتقدمة،
و لكن يأبى المستهلك إلا أن يثبت عكس ذلك.
ما يثير أستغرابي هنا، تلك اللوحة الحمراء،
و المكتوب عليها تخفيضات،
و التي ما أن تتراء للزبون، حتى يطلب حثيثاً، بركات ذلك المحل المُخفض لسلعته.

في السابق كنت أشفق على ذلك التاجر و الذي ينذر نفسه بتخفيض مقداره سبعين بالمائة على سبيل المثال،
و بعد ذلك، أضحيت أشفق على الزبون الذي قد إبتاع تلك السلعة من قبل التخفيض،
أي بما يعادل ثلاثة أضعافها.
و لو إلتفتنا لحقيقة الأمر، أن التخفيض يسري على سلع لا تقديريه،
بمعني، سلع ذات قيمة غير ثابته،
تعتمد على جشع التاجر، و لا يستطيع أن يقدرها الزبون.

ذهبت مرة لأحد تلك المحلات لإلقاء نظرة،
فوجدت بنطالاً بقيمة باهظة الثمن، رغم تخفيضه لأكثر من الستين في المائة،
فأستغربت ذلك السعر، و عندما سألت ذلك العامل،
أفادني بأن سعر تلك السلعة كان ضعف ما عليها الآن.
لذا، مرنت نفسي على أن أقدر سعر السلعة، و التقدير يدخل فيه مدى الحاجة إليها،
و بناءاً عليه أقدر سعرها من بعد التخفيض.
قد يكون التاجر صادقٌ في تخفيضه،
و لكنه قد يكون فاجر بأساس السعر الأصلي لها.
و أكثر ما يثير أستغرابي في شأننا،
أن الكثير منا، يتسابق على إقتناء ما غلى سعره و زهدة قيمه و قلة فائدته،
و يشتري الزبون ما يحدده مزاج التاجر،
لمجرد أنه تحت غطاء التخفيضات.



التخفيضات: هي موسم شراء ما لا نحتاج إليه.
و علامة من علامات الضعف و باكورة الخلل في السلوك
و للحديث بقية