الإنقراض و المسايره
It is not the strongest of the species that survives, nor the most intelligent, but the one most responsive to change
C. Darwind
أستوقفتني كثيراً مقولة تشارلز داروين، ذلك العالم الأنجليزي و صاحب نظرية التطور، و التي تجرمتها تعني:
ليست المخلوقات الأقوى هي التي بقت و قاومت الإنقراض، و لا هي المخلوقات الأذكى، بل هي تلك المخلوقات المسايرة للتغيرات.
تأملت كثيراً فيما قال،
و هل ينطبق ذلك على جنسنا البشري،
و وجدت أنه و العكس تماما، ينطبق علينا نحن البشر.
فالمسايرة و تقبل الآخر و التكيف مع المتغيرات، هي من صفات من أنقرضو فعلا،
و التعصب للرأي و مخالفة الغير و طول النفس في الجدال هي من سمات الأغلب المتبقى.
قد نكون قد تطورنا حقا، و المائة سنة خلت منذ وفاة داروين، قد إستحدث بها نوع جديد من التكيف و المسايرة،
ألا و هو فرض الرأي و إجبار الغير ضمن قانون الغاب.
لذا، فإن المساير متعرض للإنقراض أكثر من سواه،
إن كان لا يزال موجود،
و ذهب كلامك يا داروين أدراج الرياح.

رغم وجوب الإيمان بالمبادئ و التمسك بالمعتقد،
إلا أن المسايرة من الدين
و كما وعد رسول الله صلى الله عليه و آله ببيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان محق محقاً
فلنساير، و لنغض الطرف، و لنتحلى بالحلم
إلا لما يتعدى الخطوط الحمراء، و ما أكثرها من خطوط،
و ما أكثر و اضعوها.
ُّمحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيم
المفضلات