مرآة محطمه



صحت من نومها الهادىء الهانىء ويا ليتها لم تصحوا منه


كان حلما جميلا لم يخطر على بال أي فتاة في عمرها


عمر الزهور اليانعة التي يتدفق منها رائحة النظارة والدفىء


لكنها الان وللاسف استيقظت من نومها ظمأ يكاد يتيبس لسانها من شدة العطش .


اتكأت على حافة سريرها الخشبي وهي منهكة القوى مشت عدة خطوات متثاقلة , ثم جلست على مقعدتسريحتها آخدة نفساً عميقاً من رئتها , نظرت نظرة هادئة في المرآه التى امامها علها تسترد قواهاوتسترجع ملامح وجهها البسيط , فرأت صورته امامها مبتسماً فلم تتحمل المنظر عندها اغرورقت عيناها بالدموع وقبل ان تتساقط على خديها النظرين اخدت كأس ماء بجانبها قربته من شفتيها الضعيفتين الدبلتين لتبلهما لم تكد ذلك حتى سقطت دمعتان بلوريتان من عينيهافي الكأس كأنهما على موعدٍ فهتز الكاس في يدها ليرتد صدى القطرتان من الكأس على المرآة مخاطباً خيال حبيبها بلسان حالها
قائلا :


من عينيك .. يولد بحرا... شطانه هادئة


يرسو فيها ..تبوتاً قد حمل موسى


ياعينيكَ..قل لي كيف اضحت نافذة في قلبي


خدقلبي واصنع محرابا..


واخلع نعليك يا موسى اني انست هنا نارا


وانسج من قصبات الصدر لصلاتك سجادة


كحصيرا


من جبهتك النورا..


لسجودي كوّنت التربا


وسجدت لله الشكرا.


وما ان لامست شفتيها حافة الكأس حتى احمر خجلا فشكا حاله لشفتي حبيبها عندما لاح لها في المرآه وكان مبتسم الثغر فخاطبه
قائلا :


من شفتيك..يشرق فجرا


لصلاتك يا عيسى


من شفتيك..ثغرا قد لبى


لمناجاة المولى


خد قطرات الدمع


من محجرة العين


من سفحات الخد اجمعها بيديك


واصنع مسبحة الورد حين اذان الفجر


اني اقسمت يمينا والفجر والليل العشر


من شفتيك..يولد صبحا


من شفتيك..تشرق شمسا


وهي ما زالت متسمرة امام المرآة تنظر فيها بطرف خفي خجل علها ! فاذا بها تتضح صورته باشراق كالقمر المنير وارادت ان تنبس ببنت شفه فخنقتها العبرة وخفق قلبها خفقة قوية تهشمت على أثرها المرآة فتجلى شخصه امامها بتجلي خرت مغشيا عليها من هول الصعقة


فخاطبتة وهي في غشوتها واقرب ما يكون منه هناك


قائلة :


يا كل كياني وعمادي


ياكل ذرات وجودي


اني دوما منها احيا


اسري بعبادك ليلا ً


حين المسرى


واصنع من روحي براقاً


لبلوغ المقصد..لمقام اعلى


وامام جميع الخلق.. كبر عشرا


لصلاةٍ منك في وداع ٍ


حين بلوغ الفجر


تم الميقات الاكبر .


انتهيتُ منها منذقليل .
22-8-1430هـ