لم أكن أتوقع أن يكون الموضوع بعيداً عن اهتمام الأعضاء فواضح إن هناك انشغالاً ملحوظاً لدى غالبية الأعضاء ببرنامجهم اليومي وما أعجب برامج الصائمين في هذا الشهر الفضيل فهو من جانب يتميز بالجوع والعطش وهذا بحد ذاته أعراض طبيعية ويتفاوت هذا الشعور من شخص لآخر وإن كان العطش والجوع في عصرنا الحالي ليس بذلك المقدار الذي كان يشعر به آبائنا وأجدادنا فوسائل الترفيه الحالية طوّرت هذه المشاعر بحيث جعلت الصائمين في رفاهية ما بعدها رفاهية ..!!
على كل حال التطوير أمر مستحسن ومطلوب وخصوصاً التطوير الذي يصاحبه نوايا قوية في انسلاخ الانسان عن جلده القديم وعن عالمه الرث البالي والقديم الذي لا يؤتي مع حياته نفعاً ولا جدوى من التعايش معه في ظل الطفرة الجديدة والتطور الجديد في ظل أجواء رمضانية روحانية ، ونعلم جيداً أن حقيقة هذا التطوّر والتبدّل النوعي في حياة الانسان لا تحدث إلاّ مع بزوغ هلال شهر رمضان ففي هذا الأثناء يحدث انقلاباً نوعياً عجيباً لدى الانسان بحيث يترك بعض عاداته القديمة التي لا تتلائم وشهر رمضان وكأن هناك إقبالاً على الخوف والتوبة وهذا ما يحدث لدى البعض من الصائمين ، كما تحدث أيضاً تطورات لدى الصائم فيبرم بعض العهود وأن يخلص النية والتقرب إلى الله فتجد المحبسة لا تفارق يديه ويكثر التهليل والتكبير وقراءة القرآن والأدعية ويرجوا في ليلة القدر باباً يطرق خلالها رحمة الله وتوبته وغفرانه ناهيك عن نبذ بعض السلوكيات الشاذة والتي لا يتلاءم وضعها مع وضع شهر رمضان .
وهذا هو التطور الذي نحن بصدده ولكن إزاء ذلك أجد إن هذا التطور أشبه بالإبرة الوقتية التي سرعان ما ينتهي مفعولها فلا يلبث شهر رمضان أن تنصرم لياليه وأيامه حتى تحدث نقلة نوعية عكسية أخرى حيث العودة إلى العادة القديمة وكأنك يبو زيد ما غزيت وهذا ما نعانيه الحقيقة في مصداقية هذا التطور الذي لا أراه إلا مجرد فقاعة صابون تمتلئ وتمتلئ وسرعان ما تنفجر في حين إن المطلوب من هذا التطور الذي نحثّ عليه أن يكون تطورنا وثيقاً وإيجابياً إلى الأحسن والأفضل ولا ندع مجالاً للعودة إلى الخلف فهي خطوة للأمام وعليها أن تتقدم بخطى واثقة وأن يكون تطورنا أشبه بالتوبة على نبذ الحالة القديمة والانقلاب إلى الحالة الحديثة التي معها نكتشف أنفسنا من جديد مع حياة عبادية جديدة تحقق لنا سعادة الدنيا والآخرة ..؟؟؟
تحياتي
يوم سعيد
رد مع اقتباس
المفضلات