مزارات البحرين ( 5) الشيخ صعصعة والشيخ إبراهيم
العالم الجليل .. الشيخ صعصعة
والشيخ ابراهيم ...


المدفون في مدينة عسكــر




ماذا تعرف عن الشيخ صعصعه ؟؟


هو زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن صبرة بن حردجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن اقصى العبدي.

قبيلته:
ينتمي الى قبيلة (عبد القيس) من (ربيعة) التي قدمت الى البحرين في الجاهلية
أخو الأمير زيذ بن صوحان
مولده :

ولد صعصعة بن صوحان في ( دارين ) قرب القطيف سنة 24 قبل الهجرة الشريفة .

نسبه :
هو صعصعة بن صوحان بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن دحل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصي بن عبد القيس العبدي بن دعمي بن جديعة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان .

و آل صوحان من أسرة تنتمي إلى قبيلة ( عبد القيس ) من ( ربيعة ) التي عرفت بولائها الخالص لأمير المؤمنين ( ع ) ، أما رأس هذه الأسرة ( صوحان ) والد الصحابي الجليل صعصعة كان سيدا مطاعا في قومه ، و رئيسا نافذ القول فيهم كما قالت عنه عائشة أم المؤمنين ( رض ) أنه كان رأسا في الجاهلية و سيدا في الإسلام .

و لصعصعة إخوان كرام وهم : زيد(( هو نفسه الأمير زيد بن صوحان الذي بقع ضريحه في قرية المالكية في البحرين وقد تكلمنا عنه سابقا )) و سيحان وقيل هو نفسه عبد الله ، أما زيد فكان من الأبدال وقد أستشهد مع أمير المؤمنين ( ع ) في موقعة الجمل عام ( 36 هجرية ) و أستشهد معه أخوه سيحان ( رض ) في نفس الواقعة مدافعين بذلك عن الإسلام و تحت لواء علي ( ع ) ، و قد وصف ( عقيل بن أبي طالب ) زيد و أخيه فقال فيهم : " و أما زيد و عبد الله فانهما نهران جاريان ، يصب فيهما الخلجان ، و يغاث بهما اللهفان ، رجلا جد لا لعب معه … … " .

كما سأل أبن عباس صعصعة في و صف أخوته فقال : ( كان عبد الله سيدا شجاعا ، مألفا مطاعا ، خيره وساع ، و شره دفاع ، قلبى النحيزه ، أحوزى الغريزة ، لا ينههه منهنه عما أراده ، ولا يركب من الأمر إلا عتاده ) .

أما زيد فقال فيه : ( كان والله يا ابن عباس عظيم المروءة ، شريف الأخوة ، جليل الخطر ، بعيد الأثر ، كميش العروة ، أليف البدوة ، سليم جوانح الصدر ، قليل وساوس الدهر ، ذاكر الله طرفي النهار و زلفا من الليل ) .

فصاحته و رواية الحديث الشريف :
لقد عرف عن صعصعة أنه كان خطيبا فصيحا مصداقا لقول أبن عباس له " أنك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء ماورثت هذا عن كلالة … " كما شهد بذلك معاوية عند و صفه آل صوحان فقال : ( بأنهم مخاريق الكلام ) .

لقد أسلم صعصة في عهد الرسول ( ص ) ولم يره ، فكان يروي الحديث عن عثمان و علي ( ع ) و روى عن أبو إسحاق السبيعي ، و المنهال بن عمرو ، و عبد الله بن بريدة و غيرهم الكثير .

فكان أيضا صعصعة بن صوحان ثقة معروف … و ثقة أبن سعد و النسائي

ولاؤه الخالص لأمير المؤمنين ( ع )
جاء عن الإمام الصادق ( ع ) أنه قال ( وما كان مع أمير المؤمنين ( ع ) من يعرف حقه إلا صعصعة و أصحابه ) .

فقد شهد مع الإمام علي ( ع ) مواقعه كلها ، فقد جرح في الجمل ، و كانت له مناورات مشهورة بأحقية أمير المؤمنين (ع ) قال ( رض ) : في الإمام علي ( ع ) " كان فينا كأحدنا ، لين الجانب ، و شدة تواضع ، و سهولة قياد ، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف فوق رأسه " .

و وقف ( رض ) يوم بيعة الإمام علي ( ع ) يخاطبه " يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك و رفعتها وما رفعتك ، وهي إليك أحوج منك إليها " .

كما ذكر أبو الفرج الاصبهاني ( إن صعصعة بن صوحان أستأذن على علي ( ع ) وقد أتاه عائدا لما ضربه أبن ملجم ، فلم يكن عليه إذن ، فقال صعصعة للآذن : قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا و ميتا ، فقد كان الله في صدرك عظيما ، و لقد كنت بذات الله عليما . فأبلغه الآذن ذلك فقال : و أنت يرحمك الله فقد كنت خفيف المؤونة ، كثير المعونة .

رثائه للأمام علي ( ع )
لقد عرف عن صعصعة بحسن بلاغة و شعره و خطابة فكان أبن عباس حبر الأمة إذا ما أراد أن يستمع إلى البلاغة و الحكم و سداد الرأي وما عفا من أخبار العرب يجالس صعصعة و يسائله و يرتوي من فيض نبعه ، كما أختاره وفد المصريين لرئاسة جماعة منهم عند دخولهم على الخليفة عثمان لطلب الإصلاح ، و لصعصعة شعر جميل يرثي به الإمام علي ( ع ) فيقول :

هل خبر القبر سائليه أم قر عينا بزائريه

أم هل تراه أحاط علما بالجسد المستكين فيه

لو علم القبر من يواري تاه على كل من يليه

ياموت ماذا أردت مني حققت ما كنت أتقيه

ياموت لو تقبل افتداء لكنت بالروح افتديه

دهر رماني بفقد ألفي أذم دهري واشتكيه

وله في هجو معاوية فيقول :
تمنيك نفسك مالا يكون جهلا معاوية لا تأثم

وله في عتاب المنذر بن الجارود فيقول :
هلا سألت بني الجارود أي فتى عند الشفاعة و البان ابن صوحانا

كنا وكانوا كأم أرضعت ولدا عق ولم نجز بالاحسان إحسانا

لا تأمنن على سوء فتى دهرا يجزي المودة من ذي الود كفرانا

مع ولاة عصره :
عاش صعصعة فترة عظيمة من فترات التاريخ البشري و عاصر أناسا عظام نقشوا في ذاكرة التاريخ بخطوط عريضة زاهية لا تنمحي ، فقد عايش جزءا من حياة الرسول الأعظم ( ص ) و تربى في ظل دولته الكريمة و عاصر حياة الخلفاء الراشدين و عايش الأحداث المهمة و المؤلمة منها و المفرحة - البيعة - الردة - الفتوحات الإسلامية و انحدار المسلمين التدريجي من المجد الإيماني إلى بناء المجد الشخصي … ) ليرى صعصعة نفسه وجها لوجه يصطدم مع سلاطين الإسلام الذين حولوا الخلافة إلى ملك وراثي ، ليروا أمامهم عقبة وهو صعصعة الذي جرعهم الغصة تلو الآخرى و غزاهم في عقر دارهم وفي مقر حكمهم بأشد الكلام و أقساه . فعملوا له الغدر و يبيتون له و يتحينون له من الفرص حتى قال عنه معاوية لاصحابه ( هكذا فلتكن الرجال ) …

قالوا فيه :
لقد شهد الجميع لصعصعة بالفضائل من محبيه و أعدائه و مما قيل فيه :-
سماه الإمام علي ( ع ):الخطيب الشحشح
وقال عنه عمر بن الخطاب: آنت مني و آنا منك
وقال عنه عبد الله ابن عباس : انك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء
وقال فيه عقيل بن أبي طالب: صعصعة عظيم الشأن قليل النظير
وقال معاوية بن أبي سفيان: وددت والله أني من صلبه
وقال عنه عبد الملك بن مروان: انه احضر الناس جوابا
وقال عنه المغيرة بن شعبة: حسبك لعمري لقد أوتيت لسانا فصيحا

نفيه :
( و الله لأجفينك عن الوساد ، و أشردن بك في البلاد ) بهذا القول الذي صدر عن معاوية و هو يهدد صعصعة لعدم تحمل السلطات الأموية وجوده بين ظهرانيهم ، فكان شوكة في جنوب الباغين ، وقذى في عيون الظالمين ، فأمر واليه على الكوفة ( المغيرة بن شعبة ) بإبعاده عن الكوفة باعتبارها معقلا لتحركه الجماهيري المعارض ، و نفيه إلى جزيرة ( أوال ) ، و هي جزيرة البحرين الحالية، موطنه الأصلي ومضارب قبيلته عبد قيس ،معلنا بداية رحلة بلاء جديدة زاده التقوى و سلاحه الإيمان ، و شعاره الإسلام ، وهدفه الإصلاح ، أنيسه الحق و رفيقه الصبر .
و الرحلة تطول وما تزيد هذا الصحابي الجليل الا صلابة وإباء ، واستعداد للفداء و الجسد معذب ، و النفس مستبشرة ، البدن متعب ، والروح مطمئنة ، خلاصة الجهاد نصر أو شهادة .
و أخيرا عاد السيف إلى قرابة ، فان ( أوال ) كانت موطن أسلافه فلا غرور أن وطد فيها دعائم الولاء لآل البيت ( ع ) ، حتى استوى على سوقه ، وآتى أكله يانعا بإذن ربه .

وفاته و مقامه :
توفي الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان ( رض ) في جزيرة أوال بعد نفيه إليها سنة 56 هجرية ، وقيل سنة 60 هجرية وله من العمر سبعين سنة ، ودفن في قرية ( عسكر ) الواقعة جنوب جزيرة المنامة العاصمة في البحرين ، و يقع بها ضريح صعصعة و مسجده المسمى بأسمه على ساحل البحر و كانت تعلوه قبة ثم تهدمت ولم يعاد بنائها من جديد ، وبناء المسجد عامة قديم و هو مزار مشهور لدى عامة الناس و يأمه الزائرون من كل مكان في البحرين باختلاف طوائفهم في العطل وفي المناسبات .
و في جنوب قبر صعصعة قبرين أحدهما ( للشيخ محمدالجوي ) من صلحاء قرية جو ودفن هناك بوصية منه ، و الثاني لأحد الصلحاء و يدعى الحاج محمد بن درباس و القبرين موجودين في المسجد المحيط بقبر صعصعة و خارج المصلى يوجد أماكن لجلوس الزائرين لقضاء يومهم فيه .
كما يوجد لصعصعة مسجد مسمى بأسمه في الكوفة و أخر لأخيه زيد ولكن لا يحتويان على قبريهما ، و لمسجد صعصعة في الكوفة أعمال مذكورة في كتب الأدعية كما ذكروا أن له فضائل و كرامات يتناقلها الخلف عن السلف .

ــــــــــــــ



ــــــــــــــ





ــــــــــــــ





ــــــــــــــ





ــــــــــــــ






مزارات البحرين ( 6 ) الشيخ علي لطف الله
هو الشيخ علي بن لطف الله بن يحيى بن راشد البحراني .. كان مولده في سنة 1099ه والظاهر انه من اهل جدحفص من البحرين ..
لم نجد له ترجمة موسعه للأسف ولكني اظن بأن ما وجدته عنه يوضح بأنه كان عالما جليلا و شاعرا فذا وفصيحا ، قد تفرد في هذا الفن (( فن الشعر )) وبرع فيه كان واحد زمانه ونادر أوانه ، لم يسبقه أحد الى ما سبق اليه ، ولم يشتمل أحد على ما اشتمل عليه منه فطنتة و ذكائه وفراسته ودهائه وملحه ونوادره وشوارده وبوادره ونكته ولطائفه وظرائفه ، فقد اصبح في هذا الفن إماما وسيدا فقد كانت له اليد الطولى في الشعر والإنشاء والتصرف فيهما ..
وقد توفي في السابع عشر من شهر صفر لسنة 1124ه

ومن اشعاره قصيدة طويله ننقل منها ما تيسر.. كان فيها يشكوا سفرا طال عليه
يا نسيم الريح ان جئت المقاما فابلــغــي عــني احــبابي السلاما
بـلــغــيهم قبــــل ما ان تحمــلي من هداها الروض شيحا وخزامى
ســفــر قــد صار مــن اهـــواله فيه كــل المســتــحبات حــراما
طال حتى مــلـت الـــروح بــه الجسم والقلب به حل الســــقاما
ولقد صليت نحو الشرق والغر ب في السير ولن أخشى الإثاما
ولعمري جــاز مــن تطــويــلــه لو بـه صــمــنا و صلينا مراما
عربة قد عــرف الــقــلب بهــا ربه مـن بعد ماى عنه تعامى


و نستشف من هذه القصيده تمكنه من الحبك النصي والتلاعب بالمعاني والإستعارات والقافية والوزن بوضوح جلي











ـــــ



ـــــ


ـــــ



ـــــ


مزارات البحرين ( 7 ) الشيخ محمد أبو رمانة

مسجد الشيخ محمد ابو رمانة الكائن في
قرية دمستان ...