رهبان الليل ليوث النهار – الاعمش
رهبان الليل ليوث النهار – الاعمش - 1
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
والان جاء دور حبيبي الاعمش وحياته حافلة بالولاء وتغلي بعشق
امير المؤمنين عليه السلام ؛
وان مثل الاعمش لا يُبحث عن وثاقته لانه اجل واعلى من هذه العبارات التي لا يمكن ان تحتوي مثل هذا الرجل الجليل
بل
هو اكبر منها بكثير ؛
تنحني امامه الوثاقة ؛
لا اعلم متى سنُعلم اهلنا واولادنا وذوينا على حياة هذه الشخصيات التي تنوّر قلوبهم وتمسك بايديهم وتسلك بهم الى سلالم الكمال و الى القمم الشامخة من معالى المثل الاخلاقية التي باتت بين توابيت الماضين هاربة من خيانة كثير من اهل زماننا الذين اكتفوا بنقل الاخلاقيات مبتعدين عن ساحات وميادين العمل بها ؛
وتاركين ابنائنا بيد الممثلين وصور اللاعبين الراكضين خلف مطاط من الكرة لا لشيئ الا ليدخلها بين قضبان الخواء؛
وامير المؤمنين عليه السلام يقول لولده الحسن عليهما السلام :
نهجالبلاغة 394
و من وصية له للحسن عليهما السلام ..
ِ وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ :
أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ إِلَيَّ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَى اللهِ وَ الاقتِصَارُ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللهُ عَلَيكَ وَ الأَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَيْهِ الأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ وَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا أَنْ نَظَرُوا لأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ وَ فَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ مُفَكِّرٌ ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذَلِكَ إِلَى الأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا وَ الإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا....
ان الاعمش عاش في ظروف كانت المشانق منصوبة وحبال الاعدام مجرورة واعواد الصلب جاهزة وسياط الجلادين تغدو وتروح على متون الابرياء ورؤسهم لا لذنب
الا انه
ذكر لامير المؤمنين عليه السلام حقيقة حقة سمعها من ثقة صادق صدوق ؛
الاعمش جاء في مثل هذه الظروف وهو راكع وماد رقبته في ركوعه للجلادين غير مكترث بهم وهو ينادي باعلى صوته برواياته في مناقب من عشقه وهو
امير المؤمنين عليه السلام ؛
يبثها في اذن اقسى الناس واصلبهم وهو المنصور العباسي.
سليمان الاعمش رضوان الباري تعالى عليه كان معروف بصلاته وخشوعه فيها ونسكه وزهده بعمله لا بقوله .
السلام عليك يا سليمان الاعمش
يا حبيب قلوبنا
لعلنا في مثل هذا الزمان
نجبر كسر ما فات من وفائنا لك يا حبيب
(لايجوز وحرام شرعا نقل الموضوع بدون ذكر الكاتب )
((سيد جلال الحسيني النجفي))
المفضلات