مزارات البحرين ( 3) الأمير زيد بن صوحان
مع الامير زيد بن صوحان
بسمه تعالى
هو زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن صبرة بن حردجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن اقصى العبدي.
قبيلته:
ينتمي الى قبيلة (عبد القيس) من (ربيعة) التي قدمت الى البحرين في الجاهلية ونزلتها وأجلت عنها قبيلة اياد قهرا.
وقد كان الأمير زيد بن صوحان من ضمن مجموعة الوفد البحراني الذي ذهب الى المدينة لإعلان البيعة لرسول الله(صلى الله عليه وآله). ومن أقوال الرسول ( ص ) في عبد القيس انه قال عند قرب و صولهم إلى وفادته لمبايعته بالإسلام : " سيطلع عليكم من ههنا ركب هم خير أهل المشرق " و قال عند قدومهم : " مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامى " ودعا لهم قائلا : " اللهم أغفر لعبد القيس " . وأوصى الأنصار بهم فقال : " يامعشر الأنصار أكرموا إخوانكم فانهم أشبه الناس بكم في الإسلام ، اسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين " ..
ومن هذا الوسط كان أبناء صوحان وعلى رأسهم زيد و صعصعة . وقد ضربت أسرة آل صوحان مثلا رائعا في التفاني لإعزاز الإسلام و الدفاع عنه بالكلمة و بالنفس فنالوا أعلى المراتب و حققوا أعلى الدرجات .
و زيد بن صوحان من الذين أدركوا عهد النبوة و صاحبوا النبي ( ص ) و كانت له مواقف مشرفة تشهد على حسن بلائه . وقد نقل الباحث محمد جواد مرهون - السابق الذكر شهادة الرسول ( ص ) في زيد حين أنبأ عن شهادته و ذكر فضله فقال : كان رسول الله ( ص ) في سفر فنزل رجل من القوم فساق بهم و رجز ثم نزل آخر ، ثم بدا لرسول الله ( ص ) أن يواسي أصحابه فنزل فجعل يقول : جندب وما جندب و الأقطع الخير زيد
ثم ركب فدنا منه أصحابه فقالوا : يا رسول الله سمعناك الليلة تقول : جندب وما جندب والأقطع الخير زيد . فقال (ص): " رجلان يكونان في هذه الأمة يضرب أحدهما ضربة تغرق بين الحق و الباطل و الآخر تقطع يده في سبيل الله ثم يتبع الله آخر جسده بأوله " فقطعت يد زيد يوم جلولاء ( اسم نهر وبه كانت الواقعة المشهورة للمسلمين على الفرس ) و قتل يوم الجمل . كما نقل أن عمر بن الخطاب ( رض ) كان يكرم زيدا ويقول : هكذا فاصنعوا مع زيد . وعن أبن أبي الهديل قال : دعا عمر بن الخطاب زيد بن صوحان فضقنه على الرحل كما تضقنون أمرائكم ثم التفت إلى الناس وقال : هكذا افعلوا مع زيد وأصحاب زيد . ( طبقات ابن سعد ) . أما سلمان الفارسي ( رض ) فقد كان يأمر زيدا إن يؤم المسلمين و يجعله خطيبا لهم يوم الجمعة . وقد جاء في جواب
أخوته سيحان) وقداستشهد مع أخيه (زيد) في موقعة الجمل تحت راية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
فهو كذلك أحد أصحاب الإمام علي ومن أنصاره في واقعة الجمل .. وتذكره كتب التاريخ . .. وكما ذكر في كتاب معالم الفتن حول استشهاده
....تقدم علي بالراية. وقتل خلق كثير وجم غفير ولم تر واقعة أكثر من قطع الأيدي والأرجل فيها من هذه الواقعة (4). وقال عبد الله الكاهلي: لما كان يوم الجمل ترامينا بالنبل حتى فنيت وتطاعنا الرماح حتى تكسرت. وتشبكت صدورنا وصدورهم حتى لو سيرت الخيل عليها لسارت. وعلم أهل المدينة بالواقعة يوم الحرب قبل أن تغرب الشمس من نسر مر بماء حول المدينة ومعه شئ معلق فسقط معه. فإذا أكف فيه خاتم نقشه عبد الرحمن بن عتاب وعلم من بين مكة والمدينة والبصرة بالوقعة بما نقل إليهم النسور من الأيدي والأقدام (، وكان هدف قوات أم المؤمنين الحفاظ على الجمل. فكان لا يأخذ بالراية ولا بخطام الجمل إلا شجاع معروف (6وأمر الإمام بقتل الجمل (3)، ولما سقط البعير على الأرض انهزم من حوله من الناس. وحمل هودج عائشة، وإنه كالقنفذ من السهام. وبعد أن هدأ غبار المعركة.
ظهر على أرض القتال عشرة آلاف قتيل (5). أما الجرحى فلا يحصون
وكان من بين القتلى زيد بن صوحان الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان " فبذلك بشره رسول الله بالجنة ..
ووجود قبره هنا في البحرين اليوم هو نتيجة لما قام به قومه بعد المعركة بنقل جثث قتلاهم واعادتها لموطنها الأصلي ودفنها في مضارب قبيلتها .. في المالكية .. فلم يتغير الإسم منذ ذلك الحين حيث أن المالكية من أقدم مدن البحرين منذ الجاهلية ..
وضريح العبدة الصالحة ...... بالقرب من بحر المالكية ... خلف مسجد امير زيد
ــــــ
ــــــ
ــــــ
مزارات البحرين ( 4 ) النبيه صالح
يقع الضريح في جزيرة سميت بإسمه ...
بالقرب من جزيرة سترة
في هذا الضريح ..
شمل معه بعض الاولياء الصالحين
مثل العلامة الشيخ ناصر بن احمد المتوج
الشيخ احمد بن عبد الله المتوج
الشيخ علي بن داوود البحراني
و الشيخ داوود بن حسين البحراني
ـــــــ
النبيه صالح ..
أو صالح النبيه .. هو
وقصته كما يروى بأنه كان عبدا صالحا متواضعا كان يعيش بين أهل جزيرته التي تعرف اليوم بإسمه ((جزيرة النبيه صالح )) كان يعيش كأي شخص عادي منهم ، لم يكن أحد يعرف منزلته ومقامه ، فقد كان كعادته يصلي صلاة الجماعه خلف أحد علماء عصره في الجزيره نفسها ، وكان يحضر صلاة المغرب و العشاء وصلا ة الصبح فقط دون الظهر و العصر، وكان معتادا بأن يخرج في ثلاث ليالٍ معينه من الأسبوع من منزله بعد العتمه ولا يعود الا بعد صلاة الصبح دون أن يعلم أحد الى اين يذهب .. وهذا ما جعل زوجته تشك في امره ضانة بأنه متزوج بإمرة غيرها، وخصوصا بأنها اذا قامت بسؤاله لا جيبها ويلتزم الصمت، فشكتأمره عند عالم القرية ،. فوعدها العالم خيرا ، فلما انتهى من الصلاة ليلا استدعى الشيخ صالح واخبره بمقالة زوجته و أنها تشتكيه عنده ، ثم قال له : وانك تعلم أن لها الحق في ذلك إلا أنها كانت لك زوجة غيرها ، فلم يرد جوابا ، فلما كان وقت خروجه من بيته ليلا وقفت زوجته أمامه وقالت ألا تمتثل أمر العالم و تترك الخروج أو تخبرني عن سبب غيابك؟ فلم يجبها و خرج ، فجاءت إلى العالم في اليوم الثاني و أخبرته ، و بعد الصلاة ليلا أحضره و أعاد عليه السؤال ثم قال له : و أنت غير جاهل بما يترتب عليك من الجزاء شرعا ، هذا و الشيخ صالح مطأطئ رأسه و هو ساكت ، وفي المرة الثالثة هدده على عدم الامتثال و على سكوته.
فلما رجع العالم إلى منزله أخذ يفكر و يسأل نفسه عن معني إصرار الشيخ صالح على مواصلة خروجه من منزله وعلى سكوته عند السؤال ، ثم قال لعله يعمل شيئا لا يريد اطلاع زوجته ولا علمي به ، فلما أصبح استدعى زوجة الشيخ صالح و سألها في أي ليلة اعتاد الخروج ؟ فأخبرته فوقف العالم في مكان بحيث يرى ولا يراه أحد ، فجاء الشيخ صالح على عادته وهو لا يعلم حتى دخل في المسجد الذي يكون غربا من الجزيرة ، وموقعه على ساحل البحر و يعرف عند أهل الجزيرة مسجد الغبة، فصلى ركعتين لاستجابة الدعاء ثم فرش إزاره على وجه ماء البحر و عبر عليه . ففعل العالم مثله و تبعه هو الآخر على الإزار و الشيخ صالح لم يشعر به ، حتى وصل إلى الساحل الشرقي من توبلي عند قرية جد علي . فلما صار على اليابسة خرج و أخذ إزاره و نفضه ووضعه على كتفه و العالم يتبعه و يفعل مثله ، حتى جاء الشيخ صالح إلى المسجد المعروف مسجد الحرم وهو أحد المساجد السبعة التي كانت قبلتها من إرشاد أمير المؤمنين علي ابن أبى طالب عليه السلام في عهد خلافته و يكون غرب القرية ، وإذا بحلقة من العلماء جلوس ينتظرون و بمجرد أن رأوه تباشروا و قالوا : جاء الشيخ ثم قالوا له : يا شيخنا لقد أبطأت علينا هذه الليلة ؟ فقال لهم : لشغل بدأ لي ، هذا و العالم يرى و يسمع كل ذلك من حيث لا يراه أحد . ثم تقدم الشيخ صالح وأخذ يلقي على الجماعة بحثا علميا فوق مستوى العالم فوقف يسمع حتى قرب وقت صلاة الليل فقام الشيخ صالح و من معه و تهيئوا للصلاة ، فعند ذلك رجع العالم إلى الجزيرة على الطريقة الأولى وقد أكبر الشيخ صالح و عظم في عينه و داخله الندم على ما فعله من التأنيب و التهديد للشيخ صالح.
فلما جاء وقت صلاة الصبح و حضر العالم المسجد وأذن المؤذن للإعلان و العالم جالس ينتظر فقال له الجماعة في ذلك فسألهم عن الشيخ صالح قالوا : لم يحضر بعد قال : ننتظره ، فلما جاء أخبروه فدعا وقال له تقدم وصل بنا فأبى وتواضع أمام العالم و قال : لا يجوز لي أن أتقدم شيخنا في الصلاة فقال له : بل أنت كفو لذلك وأني كنت معك في الليلة الماضية من أولها حتى الأخير . فلما سمع فتح عينه مبتهرا وقال : اطلعت على كل شيء من أمري ؟ قال : نعم . قال : ومع هذا فالصلاة إنما أقيمت لكم ، فأعاد العالم الطلب ، فلما ألح عليه قال الشيخ صالح : إذا كان ولابد فأنا أصلي ( وهمس في أذن العالم ) ولكن إذا فرغت من الصلاة لا تبرح حتى تجهزني أنت وأصحابك ، فابتهر العالم من هذا الكلام و قال : وكيف ؟ قال : لا عليك ، ثم أوصاه بما أراد . فلما صلى دعا الله في سجدة الشكر أن يقبض روحه ، ولما أطال سجوده حركوه وإذا هو ميت فقاموا في تجهيزه ومشى العالم في تشييعه بكل تبجيل واكبار، و قد اظهر الحزن والتفجع ، ودفنوه في محل قبره الآن . وأعلن العالم الخسارة الفادحة في فقده ، ولما سئل عن ذلك اخبر عن علمه ونوه بفضله ، ونصب له الفاتحة و تصدر المجلس و استقبل المعزين و شاع خبر اعتناء العالم بشأنه . و على أثر ذلك نذرت إليه النساء فاستجاب الله تعالى نذرهن ولبى دعائهن كرامة لعبده الصالح ، و انتشر خبره في القرى و المدن من البحرين و أخذت تفد الزوار و أهل النذور إلى مرقده الشريف
ـــــــ
ـــــــ
ـــــــ
ـــــــ
المفضلات