الريحان - 18



بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم

والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
بحارالأنوار ج : 42 ص : 119
أقول (القول للمجلسي رحمه الله تعالى)
روي في بعض مؤلفات أصحابنا أن أروى بنت الحارث بن عبد المطلب دخلت على معاوية بن أبي سفيان و قد قدم المدينة و هي عجوز كبيرة فلما رآها معاوية قال:
مرحبا بك يا خالة كيف كنت بعدي؟؟ قالت :
كيف أنت يا ابن أختي لقد كفرت النعمة و أسأت لابن عمك الصحبة و تسميت بغير اسمك و أخذت غير حقك بلا بلاء كان منك و لا من آبائك في ديننا و لا سابقة كانت لكم ؛ بل كفرتم بما جاء به محمد صلى الله عليه واله
فأتعس الله منكم الجدود و أصعر منكم الخدود و رد الحق إلى أهله فكانت كلمتنا هي العليا و نبينا هو المنصور على من ناواه فوثبت قريش علينا من بعده حسدا لنا و بغيا فكنا
بحمد الله و نعمته أهل بيت
فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون و كان سيدنا فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى و غايتنا الجنة و غايتكم النار.
فقال لها عمرو بن العاص:
كفي أيتها العجوز الضالة و اقصري من قولك مع ذهاب عقلك إذ لا تجوز شهادتك وحدك.
فقالت :
و أنت يا ابن الباغية تتكلم و أمك أشهر بغي بمكة و أقلهم أجرة و ادعاك خمسة من قريش فسئلت أمك عن ذلك فقالت : كل أتاها فانظروا أشبههم به فألحقوه به فغلب شبه العاص بن وائل جزار قريش ألأمهم مكرا و أمهنهم خيرا فما ألومك ببغضنا.
قال مروان بن الحكم :
كفي أيتها العجوز و اقصدي لما جئت له .
فقالت:
و أنت يا ابن الزرقاء تتكلم و الله و أنت ببشير مولى ابن كلدة أشبه منك بالحكم بن العاص و قد رأيت الحكم سبط الشعر مديد القامة و ما بينكما قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرف فاسأل عما أخبرتك به أمك فإنها ستخبرك بذلك ثم التفتت إلى معاوية فقالت:
و الله ما جرأ هؤلاء غيرك و إن أمك القائلة في قتل حمزة
نحن جزيناكم بيوم بدر و الحرب بعد الحرب ذات السعر
. إلى آخر الأبيات فأجابتها ابنة عمي
خزيت في بدر و غير بدر يا بنت وقاع عظيم الكفر
. إلى آخر الأبيات فالتفت معاوية إلى مروان و عمرو و قال و الله ما جرأها على غيركما و لا أسمعني هذا الكلام سواكما ثم قال :
يا خالة اقصدي لحاجتك و دعي أساطير النساء عنك قالت:
تعطيني ألفي دينار و ألفي دينار و ألفي دينار قال: ما تصنعين بألفي دينار ؟قالت:
أزوج بها فقراء بني الحارث بن عبد المطلب قال هي كذلك‏
فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت :
أستعين بها على شدة الزمان و زيارة بيت الله الحرام قال :
قد أمرت بها لك فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت :
أشتري بها عينا خرارة في أرض حوارة تكون لفقراء بني الحارث بن عبد المطلب قال هي لك يا خالة أما و الله لو كان ابن عمك علي ما أمر بها لك. قالت :
تذكر عليا
فض الله فاك و أجهد بلاك ثم علا نحيبها و بكاؤها و جعلت تقول
ألا يا عين ويحك فاسعدينا
ألا فابكي أمير المؤمنينا
رزئنا خير من ركب المطايا
و جال بها و من ركب السفينا
و من لبس النعال و من حذاها
و من قرأ المثاني و المئينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين
رأيت البدر راق الناظرينا
ألا فأبلغ معاوية بن حرب
فلا قرت عيون الشامتينا
أ في الشهر الحرام فجعتمونا
بخير الخلق طرا أجمعينا
مضى بعد النبي فدته نفسي
أبو حسن و خير الصالحينا
كأن الناس إذ فقدوا علي
انعام جال في بلد سنينا
فلا و الله لا أنسى عليا
و حسن صلاته في الراكعينا
لقد علمت قريش حيث كانت
بأنك خيرها حسبا و دينا
فلا يفرح معاوية بن حرب
فإن بقية الخلفاء فينا
. قال فبكى معاوية ثم قال يا خالة لقد كان كما قلت و أفضل.
انتهت قصة اروي وترقبوا الريحانه الاتية
((سيد اويس الحسيني النجفي))