الأخت العزيزة " دموع الوحدة "
أولاً أقدم لك شكري وامتناني لقراءة هذا النص وأرجو أن أكون وفقت في سرده بشكل مناسب وجميل.
وأشكرك لوصفي بسيد القلم , لقب ربما لست ُ بمقامه الآن إنما أنا مازلت صغيراً اكبر من غذاءكم الطيب في هذه الشبكة الرائعة ولكني " سيد" من بني هاشم والحمد لله واشكر لك أختي سؤالك واستفسارك لمقطع النص وحاشا عقلك أن لايصل إليه المعنى إنما هو خافي بين حنايا كاتب النص واستطيع أن أوضح بعض معاني هذا المقطع فللمعنى الظاهر أن " من عينيكَ أيها الحبيب المعشوق بما تحمله العين من معاني كثيرة فهي نافذة الروح والنفس والقلب والوجدان الداخلي للإنسان نحو العالم الخارجي بما يحمله من جمال أياً كان نوعه يرجع ذلك للعاشق الولهان إذاً فهذه العين الصغيرة في حجمها لكنها كبيرة لا يحدها شيء حتى السماء فهي تتسع لكل ما أرادت أن تحويه داخلها لأجل ذلك خاطبته في عينيه لترى ما تحويه وقد شاهدت وتأملت في عينيه أن من عينيه يولد بحر فقد اختزلت عينين المعشوق بحر واسعاً لا يحده بعد النظر والبحر فيه كل الخيرات من اللؤلؤ والمرجان والنعم الالهيه لذا من هذه العينين سيغدق المعشوق على العاشق الخير الكثير كما هو مؤمل منه وعادة البحر هو متنفس العاشقين لإلقاء كل الهموم وهو محل لقاء الأحبة وبعد أن يولد هذا البحر والواسع يولد لكن شطانه هادئة ليس كباقي البحار يشتد فيه الموج والعواصف ويغرق فيه من يرتاده من سفن وبحاره وصيادين وكما يقال عنه " أنه غدار " لا هذا البحر المولود من عينين هذا الحبيب مختلف تماماً فهو آمن لمن توجه نحوه فشطانه آمنة لا خوف فيها وهذا دليل على العطف والحنان وهو رسالة إلى المحب أن اقبل لا خوف عليك أبداً لذا يرسو فيها بكل أمان تابوت موسى لا خوف عليه إنما سيوصله إلى مراده المنشود إليه وقد استعمل التابوت ليس فهو للموت بل للحياة وحفظ ما فيه من الشيء المهم كما كان نبي الله موسى عليه السلام في ذلك التابوت وهو الصندوق لحفظه من فرعون الطاغية عندما القي في اليم فساقه ذلك اليم بكل حفظ و هدوء لا عاصف فيه ولا موج مخيف وكذلك استعمل هنا التابوت لخزن أسرار العاشق فهو يخاطب المعشوق أن عينيك تحمل فيها أسراراً كثيرة ً وكذلك بإمكان العاشق المحب أن يودع فيها أسراره بكل اطمئنان عليها فلا خوف لفضحهها لان شطانه هادئة وعادة التابوت أو الصندوق مغلق كذلك العين عندما تغلق فهي كالتابوت مغلق لا يصل إليه احد لمعرفة الأسرار المودعة من قبل العاشق إلا لمعشوقه فقط
كذلك استعان الكاتب باسم موسى لغرض أن نبي الله موسى عليه السلام كليم الله وهو عاشق والمعشوق هو الله فذهب المحب لملاقاة حبيبه فكان التجلي والخشوع والاغشاء أمام عظمة المحبوب وهي مصطلحات واقعية بين المحبين وذلك بعد أن تجرد موسى من كل ما لا يليق بالمحبوب لذا استخدمت في النص لتوضح هذا الجانب
" تابوتا قد حمل موسى " هي إشارة إلى الرسالة التي يريد الحبيب أن يوصلها إلى المحبوبين بكل حفظ وأمان .
هذا جانب ظاهري طفى على السطح في هذه العجالة وأما الجانب الباطني الذي اختزله بداخلي ربما لا يمكن تفسيره لأنه شعور والشعور يحس ولا يوصف في اعتقادي ولذا بمكان القارئ الكريم أن يتحسس الشعور بالنص كيفما يريد لان لكل محب طريقته في إيصال شعوره إلى محبوبه وكانت المرأة هنا هي الطريق أو الوسيلة لذلك .فأرجو أن أكون وفقت من الشرح للعبارة بما يوضحهها
ودمت لكل خير أختي العزيزة " دموع الوحدة " وممنون كثيراً لك .