أخي الفاضل/ نبراس ..
تحية ملؤها الفخر والاجلال لك ولشخصك الكريم ، ألا تتفق معي أخي إن خروج المرأة وعطرها النفاذ ينتشر في أروقة الطريق ويتخلل أنوف المشاة والمارة هو حرام عند جمهور وعامة الناس والدليل واضح ولا حاجة لإعادته فالجميع يدرك حرمة ذلك وبإجماع !! لكن للأسف الإسلام ليس بذلك الدين الذي يخنق أتباعه بهكذا فتاوى دون أن يجد لهم العذر ودون أن يصحح مفهوم الناس عن هذه الفتاوى التي جاءت لهداية الناس والأخذ بهم نحو الجادة والسير بهم نحو الله ولذلك عرف الإسلام بالسماحة واليسر والليونة غير أن بعض الناس شدد قبضته وأخذ يحشر الناس في زوايا ضيقة بذريعة إن الإسلام لا يرضى بذلك وحتى لا أطيل عليك فقد فهم الناس مسألة خروج المرأة وهي متعطرة فهماً ضيّقاً ومعقداً وألزم المرأة بألاّ تخرج لإنها عورة وخروجها يعرض الآخرين قبل أن يعرضها هي نفسها الى الفساد والوقوع في المعصية وبلغ بالبعض أن يمنع المرأة من الخروج وإذا ما لزم الأمر فعليها أن تخرج دون عطر بحجة إن الإسلام حرم خروج المرأة وهي متعطرة مع أن الحكم ليس هكذا فالمبالغة دائماً والغلو في ارتداء الزينة سواء كان على شكل عطراً أو ماكياجاً أو لبساً أو ماشابه من هذا القبيل فعلى الرجل والمرأة أن يكون زيّه ولباسه محتشماً ولائقاً يحترم فيه ذوق الشارع العام وأن يكون متوافقاً مع شروط اللبس والزي الإسلامي وماعدا ذلك فهو في عداد الشبهة ، وهذا ينطبق أيضاً على العباء فلقد اختلف الناس حول " النقاب " وكل واحد ألقى بدلوه غير أن الفيصل في هذه الأمور هو المراجع والمجتهدين والفقهاء فهم أصحاب الحل والربط وهم أهل مكة الذين هم أدرى بشعابها وأزقتها ودهاليزها ، وبالفعل قال العلماء ما قالوا في النقاب ولا أريد أن أشعب الموضوع حتى لا أخرج عن صلبنا الموضوعي وهو العباءة بشتى أسماءها وأنواعها فأنا يا أخي الكريم قلت وأقر بذلك إنه لا بأس بقليل من الزركشة والتطريز على العباءة المستخدمة في تغطية وحفظ المرأة ولكن لم أحدد نوع الزركشة والتطريز من حيث الشكل واللون والحجم فالإسلام دين يسر وليس بعسر فمسألة شكل الزينة لها مواصفاتها الشرعية ولها قواعدها وكذلك الألوان المستخدمة لها مقاييس ولها معايير فليست الأشكال بجميعها موضع حرمة واشتباه وليست كل الألوان هي موضع الريبة والشك والتحريم فلا أعتقد إن اللون البسيط والهادي والداكن محرم حتى يحرمه الشارع الإسلامي وكذلك ينطبق القول على حجم وشكل المادة المطرزة فكلما أقتصرت العباءة على أشكال معبرة وذات مدلول إسلامي كالزخارف الإسلامية والخطوط البسيطة التي تبعد كل البعد عن الإثارة كلما كان لها قبول واعتراف من الدين الإسلامي .... !!

باختصار أنا لا أفكر بالتضاد مع فكر الشريعة الإسلامية ولا أرفع شعار الوقوف بوجه أحكام الإسلام ولا أفكر اطلاقاً في مجرد المحاولة إلا أنني أحب التوضيح بإن اسلامنا دين الرحمة والتسامح والسهولة ولم يأتي ليضيق على المرأة ويحجر عليها كما حجر عليها أهل الجهل والجاهلية في تلك الأزمان التي حولت المرأة إلى نكرة وعورة يتشاءم منها وتدفن وهي حية خشية العار والفضيحة ، ولو سلّمنا إن كل شيء يلفت النظر ويثير فهو محرم لقلنا لبناتنا ونسائنا وفتياتنا الزمن البيت فأنت يا سيدتي هدف للصيادين !!!

هناك في الشارع الاجتماعي الكثير من النساء وكل واحدة ترتدي من الحجاب أشكال وألوان ولا تدري أي الصالحة منهن وأي الفاسدة وربما ترى صاحبة العباءة الكتف تلوذ بالعفاف والشرف والالتزام أكثر من تلك المرأة التي ترتدي العباءة العادية التقليدية ولو ضيقنا النظرة وتشددنا في طريقة التعامل مع الحجاب الإسلامي لشننا حربا ضروسة ضد الممرضات وكلناهم بمكيالين وبذلك أقفلنا طرق التوعية والتصحيح ..؟؟

الكلام يطول حول حجاب وعباءة المرأة ومجتمعنا أضحى مختلفاً عن سابقه فكل يوم تحدث مستجدات ومتغيرات بعضها بسبب الجو الاجتماعي العام الذي اختلف كلية من حيث المفاهيم والأفكار والنظرة والذي فرض بدوره أدواته ونفسه وهويته على الهوية الإسلامية وصار من الضروري جداً إن الإسلام يتعامل مع هذا الجو الاجتماعي بقليل من الحكمة وضبط النفس حتى تتحقق الأهداف الاسلامية المرجوة بعيداً عن العنف والتطرف والتشدد والفكر الأرعن !!

أتمنى أن تكون فكرتي ورأيي واضحاً وإن لم يكن فأنا أرحب بمناقشته باعتدال ولا يضرني لو أختلفنا بشرط أن لا يفسد في الود قضية !!

تحياتي
يوم سعيد