بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
أخوتي المؤمنون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــــــ
يصادف اليوم ذكرى إطلالة أحد الأنوار الزاهرة التي أبت إلا أن تسجل موقفا عظيما في أرض الصمود والكرامة والخلود ليستشهد بين يدي والده على أيدي طغمة تسلطت على الأمة رافعة شعار الذل والعار لكل من يتشهد بالشهادتين لتعيد أمجاد أبائها الذين غرقوا في بحر الرذيلة والجهل المطبق على أفكارهم
فأبى هذا البطل إلا أن يبقي راية التوحيد مرفرفة على سماء الكون وحتى لو تطلب ذلك إزهاق روحه المباركة فجاهد في الله حق الجهاد وأبدى شجاعة لم يكن لها نظير إلا عند جده أمير المؤمنين حتى أن ذلك الجيش الظالم توقف متحيرا وظن بأن الأمير قد أتى لنصرة ولده الحسين
ولولا الخداع الذي عرف به جيش الضلال لما تمكن من النيل من هذا البطل الضرغام ولكان للمعركة مسار آخر إلا أن مشيئة الله أرادت لهذا الشاب أن يخور بدم الشهادة لينال أعلى الأوسمة هو ومن أستشهد معه من أهله وأعمامه حيث قال فيهم سيد الشهداء عليه السلام لم أر أهل بيت أوصل وأبر من أهل بيتي فكان واحدا من الأبرار الذين لم ولن يصل إلى مقامهم أيا من الأبرار
إنه علي بن الحسين الأكبر عليه افضل الصلاة وأتم التسليم
فسلام على روحه الطاهرة يوم ولد زاهيا مشرقة كإشراقة رسول الله صلى الله عليه وآله فصار شبيها له خلقا وخلقا ومنطقا
ويوم إستشهد على أرض الصمود وإلإباء رافعا راية الحق والتي ظلت مرفوعة إلى يوم الناس هذا بتضحيته بروحه الطاهرة في سبيل الله
ويوم يبعث حيا ليقاضي تلك الزمرة التي وقفت بجحافلها لتنال من الدين
أبارك لكم أيها المؤمنون هذه المناسبة العظيمة
وأدعو الله أن يسلك بي وبكم مسلكه الطاهر وأن يجعلنا ممن لا تأخذه في الحق لومة لائم كما كان عليه السلام حيث قال لوالده لما هومت عيناه ورأى قائلا يقول القوم يسيرون والمنايا تسير بهم إلى الجنة إنتبه من نومه محولقا فسأله لم تحولق ؟
فأخبره بما رأى
فقال عليه السلام
أولسنا على الحق
قال له
نعم يا بني والذي إليه مرجع العباد
فأجاب إذا لا نبالي وقعنا على الموت أوالموت وقع علينا
هنا يتجلى الإباء والصمود وعدم الإكتراث بالموت في سبيل الله
أسألكم الدعاء