من سجاياه الأخلاقية



ومن سجاياه الأخلاقية أيضاً : الوفاء لمعارفه ومحبيه يقول العارف الشيخ المحسني الملايري :كان والدي الشيخ أبو القاسم الملايري ملازما للسيد القاضي وعندما ذهبت للنجف قال لي السيد القاضي :كان والدك صديقاً حميماً لي فكان أحدنا يحمل غداءه إلى الأخر ويغسل ثيابه ولا زال هذا الحق باقٍ في ذمتي وما دمت في النجف فانّي أعد لك وجبة طعامك ظهراً ورأيته في اليوم الثاني وهو يحمل قرصان من الخبز وقدر فيه ماء لحم في وسط السماط ثم ألحّ عليّ بعد ذلك أن أعطيه ثيابي التي تحتاج إلى تنظيف ليغسلها فأبيت ذلك فأسرَّ إليّ بعض من كان معه أن أعطيه ولو منديلاً صغيراً و إلاّ فانهّ سينزعج ويتألم فاضطررت أن أعطيه بعض ثيابي ليغسلها .


وكان السيد القاضي صادقاً بنحو لا يتهمه حتى المتربصين به بالكذب يقول السيد محمد حسن نجل السيد علي القاضي :


" مما كان يذكر لنا سفره إلى مكة المكرمة أن أكثر أصحابه في تلكم السفرة كانوا يدخنون ولا يقوون على الصبر عن استعمال التبغ وكان إدخال التبغ إلى الديار المقدسه أيام حكومة الشرفاء ممنوعاً فطلب من أصحابه أن يودعوا ما لديهم من التبغ عنده لأنه يتكلم العربية أو لعلّه يجد الحيلة في إدخالها إلى الديار المقدسة . فوافق هو مجاملة لهم لكنه بعد أن رأى شدةّ التفتيش والتدقيق في أمتعة المسافرين تحيرّ ولم يدر ما يصنع .


يقول : فرأيت أن النجاة في الصدق وكانت هناك غرفة خاصة يدخل فيها الحجاج مع أمتعتهم فدخلت الغرفة مع ما لدّي من الأمتعة وحملت حقيبة التبغ بيدي وقام الموظفون بدورهم بالتفتيش الدقيق وعند الانتهاء من عملهم سألوني عن الحقيبة التي كنت أحملها بيدي وعن محتوياتها فأجبتهم بصراحة أنها مقدار من التبغ فصاح الموظف المختص في وجهي قائلاً : إنك تهزأ أو تسخر منا اخرج سريعاً من الغرفة ولو لا أنك سيد شريف لأمرنا بسجنك فلا ينبغي لمثلك أن يهزأ بموظفي الدولة أو يكذب .


يقول : فأخرجت أمتعتي من الغرفة سريعاً وابتعدت وصممت على أن لا أكذب مهما كان الحال .