حياته المعيشية
عاش السيد علي القاضي فقيراً ومات فقيراً,بل في أقصى مراتب الفقر, وخاصّة في أوائل سني قدومه النجف الأشرف بحيث كان عاجزاً حتى عن دفع إيجار دار السكن, وقد رُمي يوماً أثاث منزله في الشارع فاضطر أن ينتقل بعائلته إلى إحدى غرف مسجد الكوفة المعدة لمبيت الزّوار.
ويقول السيد عباس الكاشاني الذي كان ساكناً في كربلاء, وكان السيد القاضي يقيم في منزله عندما يأتي لزيارة كربلاء : كان السيد القاضي يعاني من صعوبات شديدة بسبب ضيق المعيشة وكثرة أولاده .
وقد تبرّع أشخاص عديدون بتهيئة منزل كبير له للسكنى فيه ولكنّه رفض ذلك .
ومع ذلك لم يثنه الفقر عن التوجّه الكامل لله عزّ و جلّ . يقول العلامة الطباطبائي : عندما انتقل السيد القاضي إلى مسجد الكوفة , ذهبت لزيارته , وجدته وجميع أفراد عائلته مصابين بالحمى, وعندما كبّر المؤذن للصلاة قام – كعادته – لأداء الصلاة في أوّل وقتها ثم تلا بتوجّه كامل قوله تعالى :
( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احدٍ من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربّنا واليك المصير)
ثم استغرق بالذكر والدعاء بهدوء عجيب وكأنّ شيئاً لم يكن .
وقال العلاّمة الطباطبائي أيضا : كنتُ يوماً في حاجة شديدة إلى المال فذهبت إلى السيد القاضي لاقترض منه مبلغاً من المال أتقوّت به إلى أن يصلني من تبريز مال أفي به ديني . واتفق وصولي إليه مع وصول ولده من الكوفة – ونحن في النجف- فقال له : إن أمّي قد ولدت ونحن بحاجة إلى مقدارٍ من المال , فمّد السيد القاضي يده في جيبه ثم قال : ليس في جيبي – كما ترى- شيئاً من المال . فقال ولده : أعطنا عدة من السجائر – على الأقل –بدفعها للقابلة . فأجابه : إني لا أملك حتى ذلك أيضاً.وهكذا طوى السيد القاضي حياته بهدوء وطمأنينة تامّين بنحو كان محلاً لتعجبنا.
وأضاف العلاّمة الطباطبائي : وعاش السيد القاضي رضوان الله عليه مع عائلته الكبيرة في النجف في ضيق من العيش شديد , فمثلاً لم يكن في داره غير حصير من الخوص , وكانوا يمضون كثيراً من لياليهم في الظلام يستضيئون بنور القمر لفقدان النفط أو زجاجة الفانوس .





رد مع اقتباس

المفضلات