النتائج 1 إلى 15 من 19

الموضوع: شرح دعاء الصباح لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام )

العرض المتطور

  1. #1
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    296

    رد : شرح دعاء الصباح لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام )

    أهوائي المضلّة وكّلتها إلى جناب لطفك ورأفتك. فاجعل اللّهمّ صباحي هذا نازلا عليَّ بضياء الهدى، وبالسلامة في الدّين والدّنيا، ومسائي جُنّة

    أهوائي المضلّة) أي الموجبة للضلالة، وأصله أضاعه وأهلكه (وكّلتها) أي جعلتها موكولة (إلى جناب لطفك) الهادي لكلّ شيء إلى ما يستعدّه (ورأفتك) هي أشدّ الرحمة.
    (فاجعل اللّهمّ صباحي هذا) هو صفة صباحي (نازلا عليَّ) النزول الحلول تقول نزلت نزولا ومنزلا (بضياء الهدى) هو الرشاد والدلالة، يذكّر ويؤنّث (والسلامة) هي التعرّي عن الآفات (في الدّين) وهو الطاعة والجزاء، واُستعير للشريعة، قال الله تعالى: (إنّ الدّين عند الله الإسلام) (والدّنيا) مؤنّث أدنى من الدنوّ، أو الدناءة، أي الدار التي لها زيادة قرب إلينا، بالنسبة إلى الآخرة، أو لها زيادة دناءة بالنسبة إلى الآخرة، والدار مؤنّث سماعي.
    (و) اجعل (مسائي) هو ضدّ الصباح (جُنّة) بضمّ
    ____________


    من كيد الأعداء، ووقاية من مرديات الهوى، فإنّك قادر على ما تشاء، (تؤتي المُلك من تشاء، وتنزع المُلك ممّن تشاءُ، وتُعزُّ من تشاءُ، وتُذلُّ من تشاءُ بيدك الخير، إنّك على كلّ شيء قدير)

    الجيم، هو ما استترت به من سلاح (من كيد الأعداء) أي مكرهم والأعداء جمع عدوّ، وهو ضدّ الصديق (ووقاية) هي حفظ الشيء ممّا يضرّه، وقد يطلق على ما به ذلك الحفظ، وهو المراد هاهنا (من مرديات الهوى) أي المهالك الناشئة من هوى النفس، يقال: ردي بالكسر ردىّ أي هلك وأردأه غيره (فإنّك قادر) القدرة ضدّ العجز (على ما تشاء) أي تريد.
    (تؤتي) أي تعطي من الإتيان وهو الاعطاء (المُلك) هو التصرّف بالأمر والنهي في الجمهور، وذلك مختصّ بسياسة الناطقين، ولذا يقال: ملك الناس، ولا يقال: ملك الأشياء (من تشاء وتنزع المُلك ممّن تشاءُ) يقال: نزعت الشيء من مكانه، أنزعه نزعاً قلعته (وتُعزُّ من تشاءُ) العزّة حالة مانعة للإنسان من أن يغلب، من قولهم: أرض عزاز أي صلبة (وتُذلُّ من تشاءُ) الذلّ بالضمّ ضدّ العزّ وبالكسر اللين وأذلّه واستذلّه وذلّله بمعنى (بيدك الخير إنّك على كلّ شيء قدير) ذكر
    ____________


    (تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل، وتُخرج الحيَّ من الميت وتخرج الميت من الحيِّ، وترزق من تشاء بغير حساب) [لا إله إلاّ أنت]

    الخير وحده لأنّه المقضيّ بالذات، والشرّ مقضيّ بالعرض، إذ لا يوجد شرّ جزئي ما لم يتضمّن خيراً كلّياً أو لمراعاة الأدب في الخطاب، ونبّه على أنّ الشرّ أيضاً بيده بقوله إنّك على...الخ.
    (تولج الليل في النهار) أي تنقص من قوس الليل، وتزيد في قوس النهار والولوج الدخول في مضيق (وتولج النهار في الليل) أي تنقص من قوس النهار وتزيد في قوس الليل (وتُخرج الحيَّ من الميت) بتشديد الياء وتسكينها، وذلك بإنشاء الحيوان من النطفة (وتخرج الميت من الحيِّ) وذلك بإنشاء النطفة من الحيوان (وترزق من تشاء) الرزق يقال للعطاء الجاري، وللنصيب، ولما يصل إلى الجوف ويتغذّى به، قال الله تعالى: (أنفقوا ممّا رزقناكم * وتجعلون رزقكم أ نّكم * فليأت برزق منه) (بغير حساب) هو استعمال العدد.
    (لا إله) أي لا معبود بالحقّ (إلاّ أنت) وإنّما خصصّنا
    ____________

    سبحانك اللّهمّ وبحمدك من ذا يعرف قدرك فلا يخافك ومن ذا يعلم

    المعبود بالحقّ لأنّ غير الله قد يعبد بالباطل كالأصنام والكواكب، وبعض الصوفيّة يطلقون المعبود ويقولون كلّ ما يعبد فهو الله في الحقيقة، لأنّ الموجود الحقيقي نور واحد ظهر بصورة العالم ونسبة الحقّ إلى العالم كنسبة البحر إلى الأمواج (سبحانك اللّهمّ) التسبيح التنزيه، وسبحان في الأصل مصدر كغفران، وهو هاهنا مفعول مطلق أي اُسبّحك تسبيحاً (وبحمدك) أي وكان ذلك التسبيح مقروناً بحمدك، والحمد عند الصوفية إظهار صفات الكمال.
    (من ذا يعرف) ذا هاهنا بمعنى الذي، والمعرفة والعرفان إدراك الشيء بفكر وتدبّر لأثر، وهو أخصّ من العلم ويضادّه الإنكار (قدرك) قدر الشيء مبلغه وفي بعض النسخ (قدرتك)، (فلا يخافك) الخوف ضدّ الرجاء (ومن ذا يعلم) العلم إدراك الشيء بحقيقته، وذلك ضربان إدراك ذات الشيء والحكم بوجود الشيء له أو نفي الشيء عنه، والأول يتعدّى إلى مفعول واحد، نحو: (لا تعلمونهم الله


    >>>>> يتبع
    ما فيه توقيع



  2. #2
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    296

    رد : شرح دعاء الصباح لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام )

    ما أنت فلا يهابك، ألّفت بقدرتك الفِرَق، وفلقت بلطفك الفَلق،

    يعلمهم) والثاني يتعدّى إلى مفعولين، نحو (فإن علمتموهنّ مؤمنات) (ما أنت) أي أيّ شيء أنت (فلا يُهابك) أي لا يخافك.
    (ألّفت) قال الإمام الراغب: المؤلّف ما جمع من أجزاء مختلفة، ورتّب ترتيباً، قدِّم فيه ما حقّه أن يقدَّم، واُخرّ فيه ما حقّه أن يؤخّر (بمشيتك) أي إرادتك الأزلية (الفِرَق) هي القطعة المنفصلة، ومنه الفرق للجماعة المنفردة من الناس (وفلقت بقدرتك) الفلق هو شقُّ الشيء وإبانة بعضه عن بعض (الفَلق) هو الصبح، وقيل الأنهار المذكورة في قوله تعالى (أمّن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً).
    ____________

    وأنّرت بكرمك دياجي الغسق، وأنهرت المياه من الصمّ الصياخيد عذباً واُجاجاً، وأنزلت من المعصرات ماءً ثجاجاً وجعلت الشمس والقمر للبريّة

    (وأنّرت) من الإنارة (بكرمك دياجي الغسق) قال الجوهري: دياجي الليل حنادسه، والحندس بالكسر الليل الشديد الظلمة، والغسق هو أول ظلمة الليل (وأنهرت المياه) يقال أنهرت الدم أي أسلته، وفي بعض النسخ (أهمرت) والهمر الصبّ وقد همر الدمع والماء يهمره همراً (من الصمّ) يقال حجر صمّ أي صلب مصمت (الصياخيد) هي جمع صيخود، وصخرة صيخود أي شديدة (عذباً) هو الماء الطيّب وقد عذب عذوبة (واُجاجاً) ماء اُجاج أي ملح (وأنزلت من المعصرات) وهي السحاب التي تعصر بالمطر (ماءً) هو الذي يشرب، والهمزة فيه مبدلة من الهاء، بدليل هوية وأصله مَوَهَ بالتحريك لأنه يجمع على أمواه في القلّة، ومياه في الكثرة (ثجّاجاً) يقال ثججت الدم والماء إذا أسلته بالوادي يثججه أي يسيله، ومطر ثجّاج إذا انصبّ جدّاً.
    (وجعلت الشمس والقمر للبريّة) يقال: برء الله الخلق
    ____________

    سراجاً وهّاجاً، من غير أن تمارس فيما ابتدأت به لغوباً ولا علاجاً. فيامن توحّد بالعزّ والبقاء، وقهر العباد بالموت والفناء،

    برءاً، وهو الباري والبريّة الخلق، وقد ترك العرب همزه، وقال الفرّاء، إن أخذت البريّة من البري، وهو التراب فأصلها غير الهمز (سراجاً) هو الزاهر بفتيلة ودهن، ويعبّر به عن كلّ مضيء (وهّاجاً) الوهج بالتسكين مصدر وهجت النار وهجاناً إذا اتّقدت (من غير أن تمارس) المراس والممارسة المعالجة، والمراد من غير أن ترتكب (فيما ابتدأت به لغوباً) هو التعب والإعياء (ولا علاجاً) يقال: عالجت الشيء معالجة وعلاجاً: إذا زاولته.
    (فيامن توحّد) أي تفرّد (بالعزّ والبقاء) هو دوام الوجود، وتوحّده بالعزّ لأنّ كلّ ممكن فوجوده وجميع صفاته مستعارة من الله، فهو في حدّ ذاته ذليل، وإنّما العزّة لله، وتوحّده بالبقاء، لأنّ كلّ شيء إلاّ وجهه (وقهر) أي غلب (عباده) العبودية التذلّل، والعبادة أبلغ منها، لأنّها غاية التذلّل (بالموت) هو مفارقة الروح من البدن (والفناء) هو العدم بعد الوجود.
    ____________

    صلّ على محمّد وآله الأتقياء، واسمعندائي، وأهلِك أعدائي، واستجب دُعائي، وحقّق بفضلك أملي ورجائي. يا خير من انتجع لكشف الضّرُّ،

    (صلّ على محمّد وآله الأتقياء) التّقي المتّقي، يقال: اتّقى يتّقي وتوهموا أنّ التاء من نفس الكلمة، وقالوا، تقى يتقى مثل قضى يقضي، وناسب هذا الوصف قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كلّ تقي آلي (واستمع) يقال: استمعت له أي أصغيت إليه (ندائي) أي صوتي (واستجب دُعائي) الإجابة والإستجابة بمعنى، والدعاء واحد الأدعية، وأصله دعاوٌ، لأنّه من دعوت إلاّ أنّ الواو لمّا جاءت بعد الألف همزت (وحقّق) أي ثبّت من حقّ يحقّ ثبت (بفضلك) هو والإفضال الإحسان (أملي) في الدنيا (ورجائي) في الآخرة.
    (يا خير من دعي) يقال: دعوت فلاناً أي صحت به واستدعيته (لدفع الضرّ) هو بالضمّ الهزال، وسوء الحال، وفي بعض النسخ (لكشف الضّرُّ) يقال كشفت الثوب عن الوجه


    >>>> يتبع
    ما فيه توقيع



  3. #3
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    296

    رد : شرح دعاء الصباح لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام )

    والمأمول لكلّ عسر ويسر، بك أنزلت حاجتي فلا تردّني من سنّي مواهبك خائباً، يا كريم يا كريم يا كريم

    وكشفت غمّه قال الله تعالى (وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلاّ هو) ، (والمأمول) أي المرجوّ (في كلّ عسر) يراد دفعه، والعسر نقيض اليسر، قال عيسى بن عمر: كلّ اسم على ثلاثة أحرف أوّله مضموم وأوسطه ساكن، فمن العرب من يثقّله، ومنهم من يخفّفه، مثل عُسر وعُسرُ ورُحم ورحم وحُكم وحكم.
    (و) في كلّ (يسر بك) لا بغيرك (أنزلت حاجتي) الحاجة إلى الشيء الفقر إليه مع محبّته (فلا تردّني) صيغة نهي للدعاء (من باب موهبتك) وهبت له الشيء وهباً ووهباً بالتحريك وهبة، والاسم الموهب والموهبة بكسر الهاء فيهما (خائباً) أي غير واجد للمطلوب (يا كريم يا كريم ياكريم) كرّر النداء بعنوان الكريم إظهاراً للإعتماد على كرم الحقّ (لا
    ____________

    برحمتك يا أرحم الرّاحمين، وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله أجمعين.
    ثمّ يسجد ويقول: إلهي قلبي محجوبونفسي

    حول) أي لا قوّة في الظاهر (ولا قوّة) أي في الباطن (إلاّ بالله العليّ) بذاته (والعظيم) بصفاته.
    ____________

    معيوب وعقلي مغلوب وهوائي غالب وطاعتي قليل ومعصيتي كثير ولساني مقرّومعترف بالذنوب فكيف حيلتي يا ستار العيوب، ويا علاّم الغيوب ويا كاشف الكروب، اغفر لي ذنوبي كلّها بحرمة محمّد وآل محمّد، يا غفّار يا غفّار يا غفّار، برحمتك يا أرحم الراحمين.
    ____________



    تم بحمد الله وشكره ،،،

    لا تنسوني من الدعاء

    اختكم ،،،، نور علي ،،،،
    ما فيه توقيع



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إحتجاب الأمير 'دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
    بواسطة نور الولاية في المنتدى منتدى الاذكار اليومية
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 08-01-2010, 10:59 PM
  2. إحتجاب الأمير 'دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
    بواسطة نور الولاية في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-03-2008, 10:07 AM
  3. قيل لأمير المؤمنين علي عليه السلام ..
    بواسطة شذى الزهراء في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-01-2007, 12:56 AM
  4. خبر رد الشمس لأمير المؤمنين (عليه السلام )
    بواسطة ابو طارق في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 06-18-2007, 09:57 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •