جاءني هذا الايميل من احد اخوتي فأحببت ان تتباركوا بقرأته كما تباركت ان من حياة امامنا باب الحوائج الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام لتقضى حوائجنا جميعا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~ ~ ~
في هذه الأطروحة المتواضعة سأسلط الضوء على جزءٍ بسيط من سيرة الإمام الكاظم " ع " وأنى لنا أن نوفي حق هذا الإمام العظيم ، ولكن كما يقالُ :
~ ،،،/ لا تستحِ من إعطاء القليل فـ الحرمان أقل منه ،،،/ ~
نسأل الله القبول
ولادته ونشأته :
ولد الإمام الكاظم " عليه السلام " في مدينة الأبواء سنة 128 هـ وقيل سنة 129 هـ في أيام حكم عبد الملك بن مروان وذلك في السابع من شهر صفر المظفر . الوليد المبارك :
عاش الإمام الصادق " عليه السلام " مع زوجته حميدة ( 1 ) " رضوان الله عليها " حياةً هادئة حافلةً بالمودّة والمسرات ، وفي فترات تلك المدة السعيدة عرض لها حملٌ وسافر الإمام الصادق " عليه السلام " إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج فحمل معه زوجته للاطمئنان على صحتها في تلك الفترة ، فلما انتهوا إلى الأبواء ( 2 ) أحست زوجة الإمام بالطلق فأرسلت خلف الإمام " عليه السلام " تخبره بالأمر وكان عند ذلك يتناول طعام الغذاء مع جماعةٍ من أصحابه ، فلما وافاه النبأ السعيد قام مبادراً إليها ، فلم يلبث قليلاً حتى وضعت حميدةُ سَّيداً من سادات المسلمين ، وإماماً من أئمة أهل البيت " عليهم السلام " فكان باراً بالناس ، عاطفاً على الفقراء منهم ، و بعد أن أجرى الإمام الصادق " عليه السلام " عليه مراسم الولادة الشرعية من الأذان والإقامة عاد إلى أصحابه والبسمة تعلو ثغرهـ بأبي هو وأمي فبادره أصحابه قائلين :" سرّك الله ، وجعلنا فداك ، يا سيدنا ما فعلت حميدة ؟ " فبشرهم بمولوده المبارك قائلاً لهم :" لقد وهب الله لي غلاماً ، وهو خير من برأ الله " .
كنيته وألقابه :
كان الإمام الكاظم " عليه السلام " يكنى بعدة أسماء أشهرها : أبو الحسن وقال الشيخ المفيد : كان يكنى أبا إبراهيم ، وأبا الحسن ، أبا علي ويُعرف بـ " العبد الصالح " ( 3 ) وقد قال ابن شهر أشوب عند ذكره لألقابه " عليه السلام " : " .. والزاهر وتمت تسميته بذلك لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء التام " ( 4 ) .
من أقوال علماء العامة فيه " عليه السلام "
1- يقول أبو علي الخلال شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي :
" ما همّني أمرٌ فقدت قبر موسى بن جعفر إلا سهّل الله تعالى لي ما أحب " ( 5 ).
2- قال الإمام الشافعي :
" قبر موسى الكاظم الترياق المجرّب "( 6 ) .
قصةٌ وعبرة :
روى الخطيب البغدادي قضيةً كان فيها شاهد عيان ( 7 ) عندما شاهد امرأةً مذهولةً مذعورة فقدت رشدها لكثرة ما نزل بها من الهموم ، لأنها أخبرت أن ولدها قد أرتكب جريمةً وألقت السلطة القبض عليه وأودعته في السجن ينتظر الحكم القاسي والظالم ، فأخذت تهرول نحو ضريح الإمام " عليه السلام " مستجيرةً به ، فرأها بعض الأوغاد الذين لا يخلو الزمان منهم ، فقال لها : إلى أين ؟ فقالت : إلى موسى بن جعفر ، فإنه قد حُبس ابني ، فقال له بسخريةٍ واستهزاء : " إنه قد مات في الحبس " .
فاندفعت تقول بحرارةٍ بعد أن لوّع قلبها بقوله : " اللهّم بحق المقتول في الحبس أن تريني القدرة " ، فاسّتجاب الله " عز وجل " دعاءها وأطلق سراح ابنها ، وأُودع ابن المستهزئ بها في ظلمات السجن بجرم ذلك الشخص .
ويروي الخطيب البغدادي عن محنةٍ ألمت به فاستجار بالإمام الكاظم " عليه السلام " وكشف عنه الهمّ والغم فيقول : " وأنا شخصيّاً قد ألمت بي محنةٌ من محن الدنيا كادت أن تطوي حياتي ، ففزعت إلى ضريح موسى بن جعفر بنيّةٍ صادقة ، ففرّج الله عنَّي ، وكشف ما ألّم بي " .
من قصائد الشعراء في مدحه والثناء عليه " عليه السلام " :
1- الحاج محمد جواد البغدادي الذي سعى إلى ضريح الإمام " عليه السلام " في حاجةٍ يطلب قضاءها فقال :
يا سمي الكليم جئتك أسعى *** نحو مغناك قاصداً من بلادي
ليس تُقضى لنا الحوائج إلا *** عند باب الرجاء جد الجوادِ ( 8 )
وقد جاء الحاج عباس البغدادي وخمسها بقوله :
لم تزل للأنام تحسنُ صنعاً *** وتجير الذي أتاك وترعى
وإذا ضاق الفضاء بي ذرعاً *** يا سميّ الكليم جئتكُ أسعى
والهوى مركبي وحبّك زادي
أنت غيثٌ للمجدبين ولولا *** فيض جدواكم الوجود اضمحلا
قسماً بالذي تعالى وجلا ... ليس تقضى لنا الحوائج إلا
عند باب الرجاء جد الجوادِ
يتبع.....
المفضلات